تحقيقات وتقارير

السودان ضمن الدائرة المحتملة لانتشاره فيروس زيكا.. خطر يشد انتباه العالم


أكثر من 3893 إصابة و49 حالة وفاة في 2016

ينتشر الفيروس في أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادئ

الحمى وتشوّه المواليد ومتلازمة “غلبان باري” أشهر أعراضه

لا يعني تناول هذه القضية بث الرعب في النفوس وأن المرض قد دخل السودان إذ أن السلطات الصحية لم تجزم بدخوله بعد بقدر ما نهدف مد القارئ الكريم بمادة تثقيفية حوله إذ أن أعراضه تتشابه مع كثير من الأمراض العادية ومن ثم تتضح سبل الوقاية منه.

مرض فيروس زيكا هو مرض ينجم عن فيروس ينتقل عبر البعوض ويتبع عائلة الفيروسات المصفرة، ينتمي إليها كل من الحمى الصفراء وحمى الضنك وحمى غرب النيل، موجود في مناطق كثيرة منه إفريقيا نفسها

إذًا الفيروس قديم جديد، ففي دراسة أجريت في خمسينات العام الماضي وجدت الأجسام المضادة للفيروس في أكثر من ٥٠ عينة دماء لأشخاص أصحاب أخذت من نيجيريا وأوغندا، وكانت مجمل العينات ٨٠ مما يعني أن الأشخاص تعرضوا للإصابة بالمرض من قبل.

اكتسب الفيروس اسمه من غابة زيكا بالقرب من بحيرة فيكتوريا في أوغندا عام ١٩٤٨، حين قام مركز أبحاث الحمى الصفراء بوصف الفيروس أول مرة إثر حمى جديدة أصابت قردة المختبر، ومن ثم تم عزل الفيروس، بعد عقد تم عزل الفيروس مخبرياً ومنذ اكتشافه أصاب الفيروس عدداً من الدول الأفريقية مثل مصر وإفريقيا الوسطى وأوغندا واليوم يعود من أمريكا اللاتينية.

* كيف ينتقل المرض؟
يقول الخبير في مجال الأمراض المعدية والتحكم في الأمراض دكتور هيثم مكاوي لـ(الصيحة) إن المرض ينتقل من الشخص المصاب وربما الحيوانات المصابة عبر بعوضة الزاعجة المصرية التي تنقل الحمى الصفراء وحمى الضنك وهي موجودة في افريقيا والسودان، من الشخص المصاب إلى الشخص السليم. وبعض التقارير تشير إلى إمكانية انتقاله من الحيوانات خصوصاً القردة إلى البشر عبر الزاعجة المصرية (صغيرة الحجم) نحو 3-4 مليمتر لونها أسود ويوجد على أرجلها علامات بيضاء كما توجد أيضاً علامة بيضاء على صدرها بالقرب من الرقبة).

تلدغ الأنثى بعد تخصيب البويضات الإنسان والحيوانات الثديية والطيور لامتصاص الدم وبذلك تغطي احتياجاتها للبروتين لتنمية النسل، أما الذكور فيتغذون برحيق الأزهار وتلدغ الإناث في جميع أوقات النهار ويزيد نشاطها في ذلك وقت الغروب.
ويضيف دكتور هيثم: (يكفي البعوضة قليل من الماء الساكن لوضع البيض. ويجذب وجود ميكروبات معينة في الماء لكي تختار البعوضة هذه المياه لوضع بيضها وتتعرف البعوضة على وجود تلك الميكروبات في الماء من الرائحة العفنة الصادرة منها، وعندما يفقس البيض تخرج منها يرقات وبعد نموها وتغيير جلدها أربع مرات تبدأ بناء شرنقة حولها وتستغرق مرحلة تطورها في الشرنقة يومين كما تستغرق دورة حيات البعوضة كاملاً نحو عشرة أيام عنما تكون الظروف مناسبة ويمكن أن تمتد الدورة إلى عدة أشهر في الجو البارد. التقارير الحديثة تؤكد انتقال الفيروس عبر الاتصال الجنسي أيضاً، بعض باحثي المركز المركزي للأمراض تمكنوا من عزل الفيروس من السائل المنوي لشخص أصيب بالمرض بعد ١٠ أسابيع من انتهاء العزل).

* الأعراض
تتمثل الأعراض في الحمى والطفح الجلدي وآلام في المفاصل والعضلات وتنتهي تلك الأعراض تلقائياً وذهب بعض الباحثين إلى أن تعرض الحامل للفيروس عبر الاتصال الجنسي يعرضها لإنجاب طفل يعاني من التشوه الخلقي “الصعل” (Microcephaly) وهو صِغر الرأس وقد لاحظت السلطات الصحية في البرازيل زيادة معدلات العدوى بفيروس زيكا بين عامة الناس، وزيادة في عدد الأطفال المصابين بصغر الرأس عند الولادة في شمال شرق البرازيل. وقد ذكرت وزارة الصحة البرازيلية أن عدد حالات الاشتباه بصغر حجم الرأس وصل إلى 3893 حالة في 16 يناير 2016، وإن عدد حالات وفيات المواليد المشوهين المسجلة ارتفع إلى 49 طفلاً. وقد بينت منظمة الصحة العالمية أن الوكالات التي تدرس تفشي فيروس زيكا وجدت مجموعة متنامية من البيِّنات التي تشير إلى الصلة بين هذا الفيروس وصغر الرأس. إلا أن المنظمة قالت أيضاً إنه مع ذلك يلزم إجراء المزيد من التحريات لفهم الصلة بين صغر رأس المواليد وفيروس زيكا، كما أنه يجري بحث الأسباب المحتملة الأخرى وقال وزير الصحة الكولومبي أليخاندرو جافيريا في 20 يناير 2016 إن فيروس زيكا أصاب أكثر من 13500 شخص بالفعل في البلاد، وقد يصيب نحو سبعمائة ألف شخص فيها، وإن من بين المصابين 560 امرأة من الحوامل على الرغم من عدم تسجيل أي حالة إصابة حتى الآن في البلاد بصغر حجم الرأس لدى المواليد. الحكومة في باراغواي نصحت النساء بتأخير الحمل ستة أو ثمانية أشهر، في محاولة لتجنب إنجاب أطفال مشوهين.

الفيروس قد يتسبب في أمراض المناعة الذاتية، وهي أنه يهاجم جهاز المناعة ومناطق معينة في جسد الإنسان ويهاجم الأعصاب ويتسبب في الشلل خاصة الشلل الرخو (تم إيجاد المواد المضادة للفيروس بأشخاص أصيبوا بالشلل الرخو (متلازمة غلبان باري) .

*أين يوجد؟
اكتشف فيروس زيكا لأول مرة في أوغندا عام 1947 في قرود الريص، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر عام 1952 في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. وقد سُجلت حالات تفشي فيروس زيكا في أفريقيا والأميركتين وآسيا والمحيط الهادئ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي قالت في 25 يناير 2016 إن من المتوقع أن ينتشر فيروس زيكا في كل دول الأميركتين عدا كندا وتشيلي. اكتشف المرض في ياب عام 2007.

وفي بولينيزيا الفرنسية عام 2013.

في البرازيل وكولومبيا وكابو فيردي عام 2015.

وبلّغ 13 بلداً من بلدان الأميركتين عن حالات متفرقة من العدوى بفيروس زيكا.

*الوقاية
لا يوجد حالياً علاج أو تطعيم لفيروس زيكا إلا أن منظمة الصحة العالمية قالت إن النساء اللاتي يعتزمن السفر لمناطق ينتشر فيها فيروس زيكا يجب أن يستشرن الطبيب قبل السفر وبعد العودة وكذلك أصدرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحذيرات بعدم سفر الأمهات الحوامل إلى 14 دولة ومنطقة في الكاريبي وأميركا اللاتينية، ينتشر فيها فيروس زيكا. وبما أن المرض ينتقل عبر لدغ البعوض في الوقت الذي لم تثبت وجود حالات من انتقال المرض من شخص إلى آخر فيجب على الحكومات وضع إستراتيجية كاملة للقضاء على البعوض بالقضاء على المستنقعات التي يتغذى عليها، ثم البدء بتقديم الرعاية الصحية الكاملة خصوصًا الأمهات الحوامل، لأن المرض يسبب تشوهات خطيرة للجنين ما ظهر منها فقط التشوهات الدماغية العصبية.

*من المحرر
هل سجلت السلطات الصحية حالات إصابة بالفيروس خاصة وأن أعراضه تتشابه مع أعراض كثير من الأمراض مثل النزلات وآلام المفاصل التي يعاني منها جل السودانيون؟ وإذا لم تسجل إحالات إصابة هل هو من الدول التي يتوفر فيها احتمال دخول الفيروس؟

يجيب دكتور هيثم: (حسب علمي لم تسجل إصابات فالمرض يمكن أن يحصر في مكان واحد ويتم القضاء عليه رغم أن انتشاره عالمياً ممكن بعد الجهود والنجاح في الحد من متفشية الإيبولا في غرب افريقيا أصبحت المنظومات الصحية المحلية والعالمية على استعداد أكبر للتعامل مع أي وباء وهو غير قاتل).

قصدنا إدارة الإعلام بوزارة الصحة الاتحادية للحصول على إجابة دقيقة حول أسئلتنا آنفاً ووعدتنا إدارة الإعلام بتصريح من وزير الصحة بعد وقت محدد، ولكن انتهى الوقت وما زلنا ننتظر .

أما منظمة الصحة العالمية فقد أفادونا بأن الجهة الوحيدة المخول لها التصريح هي مندوبة المنظمة ولا يمكن مقابلتها بدون موعد مسبق وطلبوا منا كتابة طلب لمقابلتها، وقد فعلنا وما زلنا ننتظر.

الخرطوم: هويدا حمزة
صحيفة الصيحة