حوارات ولقاءات

سفير تونس لدى السودان يكشف عن منافع إقتصادية وإستثمارية يشهدها السودان مع تونس


تعتبر اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين السودان وتونس التى تلتئم خلال المرحلة المقبلة واعادة تشغيل رحلات الخطوط الجوية التونسية للخرطوم فرصة لتشجيع التواصل بين رجال الاعمال السودانيين والتونسيين تصب في تنمية علاقات التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات . وعلى ضوء هذه المساعي الحثيثة والجهود المكثفة على هذا التواصل التقت وكالة السودان للانباء بسفير جمهورية تونس السيد عماد الرحمونى واستسفرت منه عن الكثير حول العلاقات بين البلدين
س: سعادة السفير حدثنا عن ما توصلت اليه العلاقات الثنائية بين السودان وتونس؟
ج: مرحبا بسونا اؤكد لك ان العلاقات التونسية السودانية لم تشهد في عهد النظام السابق تطورا ملحوظا ونحن نعمل الآن على إرساء دعائم من شأنها أن تؤسس لعلاقات تعاون مثمرة ومستدامة بين تونس والسودان في كافة المجالات وأود التأكيد في هذا الاطار على أن نجاح هذا المسعى مضمون حسب رأيى لأن البلدين لهما قواسم ومصالح مشتركة ومتكاملان في عديد المجالات وان الشعبين الشقيقين تجمعهما روابط لغوية ودينية وثقافية وتاريخية مما يسهل التواصل فيما بينهما كما ان الموقع الجغرافى لكلا البلدين وعلاقتهما بمحيطهما الاوربى والافريقى يجعلهما متكاملين فالسودان بحاجة الى الخبرات والتجارب التونسية الحديثة وتسويق المنتجات السودانية في السوق الأوربية وكذلك الشأن بالنسبة لتونس التي تسعى الى تطوير علاقاتها خاصة الاقتصادية مع دول شرق افريقيا.
س: في اعتقادك لماذا هذا التأخير من تمتين هذه العلاقة التاريخية ؟
ج: اولا شهدت العلاقات التونسية السودانية فتورا لافتا خلال الحقية التي سبقت الثورة التونسية فبالرغم من إنعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين في مناسبتين عامى 2003م و2007 م وإبرام إتفاقيات في عدد من المجالات فإن التعاون بين تونس والسودان خاصة على المستوى الأقتصادي ظل دون المأمول ولا يعكس الروابط التاريخية والثقافية واللغوية والدينية بين الشعبين الشقيقين فملاحظ أن الاتفاقيات الثنائية لم تتم متابعتها ولا تفعيلها مما أنعكس سلباً على تطور العلاقات بين البلدين وبخلاف العلاقات الثنائية ، فالعلاقات متعددة الأطراف على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية كانت جادة ومتطورة وتعكس مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين فهناك تنسيقا محكما فى تلك المنظمات وتناغما في مواقف البلدين بخصوص مجمل القضايا الدولية والإقليمية المطروحة .
وأن عدم تفعيل الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين حال دون تطبيق ما نصت عليه من تبادل للزيارات والخبرات فالزيارات الثنائية مسجلة واقتصرت على المشاركة في عدد من الفعاليات الدولية أوالإقليمية التي انتظمت بتونس أو بالسودان .
س3: سعادة السفير ماهي الجهود التي تركزت على تنمية هذه العلاقة مؤخراً؟
ج: تركزت هذه الجهود على إعادة تشغيل رحلات الخطوط الجوية التونسية بين العاصمتين تونس والخرطوم بالنظر إلى أهميته في تسهيل التواصل بين الشعبين وتكثيف الزيارات الثنائية ودعم التبادل التجاري ويذكر أن شركة الخطوط التونسية بصدد إتمام الإجراءات النهائية لفتح مكتب لها حيث قامت بتعيين ممثل لها بالسودان والذي من المنتظر أن يصل الخرطوم الاسبوع القادم لمباشرة مهامه ويشرع في تجهيز مكتب الشركة بالتعاون مع الوكيل الذي سيتم الإعلان عنه لاحقاً وقرار إعادة رحلات شركة الخطوط التونسية جاء ليجسد الإرادة القوية لقيادتي وحكومتي البلدين في دفع العلاقات الثنائية.
كما تركزت الجهود على تشجيع التواصل بين رجال الأعمال التونسيين والسودانيين وذلك اعتباراً للدور الذي يمكن أن يضطلع به القطاع الخاص في تنمية علاقات التعاون بين البلدين .
س4: هل كانت لديكم مشاركات وزيارات تجارية واقتصادية بين البلدين؟
ج: أكيد حيث شاهدت الخرطوم على هامش المشاركة التونسية في الدورة الاخيرة لمعرض الخرطوم الدولي زيارة وفد هام لرجال أعمال تونسيين ضم أكثر من ثمانين شخصا بالتعاون وبدعم من الاتحاد العام السوداني لأصحاب العمل حيث أجرى أعضاء هذا الوفد عدة لقاءات و مشاورات مع نظرائهم السودانيين أثمرت عن عدد هام من الاتفاقات والصفقات التجارية ومشاريع استثمارية مشتركة وأن نتائجها فاقت كل التوقعات وهو ما يدعم رؤيتنا للبعد التكاملي بين الشقيقتين تونس والسودان .
س: سعادتك ماذا عن اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين؟
ج: من المتوقع ان تلتئم خلال الاشهر القادمة اجتماعات اللجنة المشتركة والتي ستشهد على 18 اتفاقية تعاون وهي خلاصة الاجتماعات التحضيرية على مستوى الخبراء التي انعقدت في شهر يناير الماضي بتونس وكل هذه المشاورات تدل على ان العلاقات بين البلدين ستشهد خلال العام 2016م قفزة نوعية على جميع الأصعدة وكافة مجالات التعاون .
س: عرفنا عن حجم التبادل التجاري ؟
ج: يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 38 مليون دينار تونسي حيث تستورد تونس عدد من المنتجات منها (السمسم ، الجلود ، الصمغ العربي ، فاكهة جافة ، الفول السوداني ) وتصدر تونس للسودان عدد ا من المنتجات الميكانيكية والمكتبات ، قطع الغيار ، زيت الزيتون والمواد الغذائية وغيرها .
س: هل في النية لدى تونس أن تستثمر بالسودان استثمارات ضخمة؟
ج: إلى اليوم لم تسجل أي استثمارات تونسية في السودان ولكن الزيارة الاخيرة لوفد رجال الاعمال التونسيين وكذلك زيارات بعض ممثلي الشركات التونسية أواخر العام الماضي نتجت عنها عدة مشاريع استثمارية في مجالات الطاقة والزراعة والخدمات وصناعة الأدوية وهي الآن في طور الدراسة ومن المنتظر أن يتزايد عدد تلك المشاريع بعد زيارة وفد رجال الأعمال السودانيين المرتقبة إلى تونس خلال الأشهر القادمة.
س: سعادة سفير السودان يمر بمرحلة تحول ديمقراطي يصب في الحوار الوطني تونس كدولة صديقة أين تقف ؟
ج: تونس تعتبر السودان دولة شقيقة لها وأن الإستقرار في السودان يعنى استقرار تونس ونحن في رأينا أن التفاوض وحل النزاعات بالسلم أمر مطلوب .
س: أين تونس الآن وبعد الثورة من العالم الخارجي ؟
ج: أكيد لا تزال تونس منفتحة على الدول الغربية وخاصة الأوروبية منها وهذا طبيعي لقربها الجغرافي منها فيما تغير بعد الثورة في تونس عزم الدولة على مزيد الإنفتاح على محيطها الطبيعي العربي والأفريقي.
فتونس تسعي اليوم إلى دفع علاقتها مع الدول العربية والدول الإفريقية .

حوار عباس العشارى
الخرطوم 16-2-2016م (سونا )