مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : ليلة تعاونية .!


٭ «كثيرة» الدعوات التي نتلقاها لحضور ندوات وسمنارات وورش و «قليلة» «الاستجابة» من طرفنا!! فالوقت أضحى لا يرحم في الخرطوم ومافي وقت للكلام وكل إنسان وصل لقناعة بأننا «نظرنا» بتشديد الظاء أكثر مما يجب.. والسبب الأهم الناس جارية وراء المعايش وكل زول أقول ليك المعايش «جبارة».
٭ أمس حضرت ندوة عنوانها يقترب من هموم «الأغلبية» التي لم تعد «صامتة».. وداك كلام ساكت من الماضي!! فالناس «بتكلموا» والما مصدق إفتش «الواتساب» وأيضاً قريبة من مكان العمل!! وأيضاً قريبة من الفهم.. فالوقت مساء والخرطوم «بالليل» تبدو شاغرة و «هادئة»، و أشبه بمنتجع سياحي بعد نهار طويل من «الدفسيب» والعراك الصعب المتواصل!!
٭ في الندوة تذكرت «الكابلي» ونشيده الخالد لن يصيب المجد كف واحد ونبلغ المجد إذا ضمت صفوف!! أخذت مكاني داخل قاعة بنك العمال ومجموعة من التعاونيين يتحدثون في أمسية حول الجمعيات التعاونية وأثرها في تخفيف وطأة المعيشة!
٭ العنوان والحضور والذين أغلبهم من العمال وأسرة بنك العمال ذكرنا بالزمن القديم ودكان التعاون الذي يفتح أبوابه عصراً ونهرع إليه بالدفتر المميز، والجردل وبعض العلب «الفارغة» التي تنتظر السلع التموينية.
٭ ربما يعتقد الكثيرون وأنا منهم بأن الزمن قد غاب على الفكرة في زمن الخصخصة وهيمنة الفكر اليميني على مفاصل الاقتصاد وسيادة ثقافة الاستهلاك وانزواء أفكار اشتراكية وأخرى تحث على التضامن وإرساء المدرسة الاشتراكية ومدارس التضامن والتكافل الاجتماعي.. إلا أن ندوة الأمس أكدت إمكانية عودة الجمعيات التعاونية على الأقل في مواقع العمل لضمان السداد ومن ثم الذهاب بها لمناطق الإنتاج والزراعة فربما تسهم في حل مشكلات الزراعة وتسد نقصاً يساهم في تخفيف أعباء المعيشة للمواطن!
٭ النقاش ذهب لأهمية تصحيح أخطاء الماضي.. وأن تعطي الدولة «العيش لخبازه» إن ارادت خدمة الشعب.. وذلك بتشجيع قيام الجمعيات التعاونية على وزن الشعار السياسي المعروف اللجان ذلك مكانه! وربما ركزت الندوة على قضية التمويل الأصغر بكل تعقيداته المعروفة..
ولكن الكلام الذي كنت أود قوله وأنا أرفع أصبعي للحديث.. ومقدم الندوة يعتذر لضيق الوقت ليتخلص.. فهل توجد إرادة سياسية؟ لفك أسر التعاون بذات وظيفته التكافلية «المعروفة»؟ وهل يستطيع الصمود أمام حيتان السوق المتحفزة لالتهام أي سمكة يراد من خلالها راحة المواطن؟ أم ماذا يا ماذا؟
٭ في رأيي أن الوقت مناسب والحكومة تعلن كل يوم انسحابها من الميدان.. مناسب تماماً لتنظيم التعاونيات بأي شكل وأي طريقة طالما تسعى لتحقيق الهدف!!