عمر الشريف

دعوة الى المعارضة


المعارضة السودانية هى السبب الرئيسى فيما وصل اليه السودان و الداعم الأكبر قى إستمرار الحكومات العسكرية وهى سبب رئيسى فى زيادة معاناة هذا الشعب . ليس هذا تهجم عليها ولا نقص فى اسمها كمعارضة ولا دفاعا عن الحكومة الحالية ولنبرهن ذلك . المعارضة فى أى بلد آخر هى العين الساهره على الحزب الحاكم وهى تمثل القاضى الذى يحكم ويعاقب إذا أخطأت الحكومة وهى الجهة الوطنية التى تهمها مصلحة الوطن والمواطن قبل مصالحها الشخصية والحزبية وهى مسئوله عن القرارات المصيرية التى تخص الوطن . فى أكثر دول العالم وخاصه الدول الغربية نجد هناك حزبان أو ثلاثة يتناوبون على الحكم بالإنتخابات الحرة النزيهه لهذا نجد الإستقرار والتنمية والسياسة الواضحة . فالحزب الذى لم يفوز فى تلك الإنتخابات يظل مراقب للحزب الحاكم ويفرض عليه مصالح الوطن ويتدخل فى القرارات المصيرية وفى الدفاع عن المواطن .
لنسال : أين المعارضة السودانية التى تعدت عشرات الأحزاب والحركات المسلحة ؟ أين هى من القضايا المصيرية ؟ وأين هى من الشعب ؟ وأين دورها فى التنمية والإستقرار ؟ المعارضة السودانية بعددها الحزبى والعسكرى الكبير تعتبر معارضة شخصية وحزبية وعسكرية لا طائل منها لمصلحة الوطن والمواطن وذلك بدليل تأييد بعضها للحزب الحاكم لحاجة فيها أما الجانب العسكرى منها يحارب الذين يدافع عنهم وهى تفقد الوطنية حيث أغلب معارضيها خارج الوطن وينظمون مسيرات ومؤتمرات خارجية ضد الوطن . لم نسمع فى يوم ما أن المعارضة دافعت عن المواطن ولا عن الشعب ولا حتى حرية الصحافة التى تعتبر معارضة وطنية حقيقية وتكشف المستور وتوضح الحقائق للشعب ، ولا قدمت دعم للوطن يتمثل فى حفر أبار المياه أو بناء مستشفيات و مدارس ولا حتى شكلت وحدة بينها لمصلحة الوطن أولوقف الحرب أو تكلتل حزبى موحد للفوز فى الإنتخابات لتحكم بأسم الحزب الواحد من أجل الوطن والمواطن .
الأحزاب العريقة التى ليس لها موقف موحد وليس لها هدف معين ولا وطنية نجدها تاره مع الحكومة وتاره تطالب الشارع بالتغيير والخروج وهى لم تقدم له شىء يذكر ولم تدافع عن قضية وطنية بأضعف الإيمان وذلك بتسيير مسيرات لسفارات الدول الغربية التى تعادى وتحارب الوطن . أما الحركات المسلحة التى تطالب بتحرير المتحررين وهى تحارب أهلها ومناطقها كيف تكون معارضة لها وطنية ؟ وكيف تحكم إذا كانت فى الحكم ؟ وهى ليس لها وطنية ولم نسمع بها دعمت مواطنيها ووقفت بجانبهم ؟ لانها تخصصت فى تشريدهم ونهبهم وعدم إستقرارهم بحجة محاربة الحكومة . لنعترف بأن المعارضة السودانية فشلت فى توحيد صفها وفشلت فى الوصول الى الحكم وفى التغيير وفى تنمية وفى صف المواطن ومصحلة الوطن .
من هنا ندعوا المعارضة بكل احزابها السياسية وحركاتها العسكرية أن توحد صفها داخل حزبها وحركاتها وتترك الإنقسامات والإنشقاقات بين أعضاءها وتنادى بمؤتمر جامع لكل أطيافها لتنظر الى مصلحة الوطن والمواطن اولا ثم مصلحتها الحزبية والخاصه . لان بنظامها الحالى وأهدافها الشخصية لن تحكم ولم تكسب ثقة المواطن ولا تجد شارع يهتف لها . فهل وجدنا أهل الرشد والوطنية فيهم ليتركوا خلافاتهم الداخلية وأطماعهم الشخصية من أجل الوطن الذى مات من أجله خيرة الرجال والشباب لدفاع عن ترابه.
نصيحة : المعارضة بطريقتها الحالية توفر للحزب الحاكم فرصة تاريخية ليكمل نصف قرن فى الحكم أو بتقسيم السودان الى دويلات تتحكم فيها الدول الكبرى وتكثر فيها العصابات .