صلاح حبيب

السودان والمملكة روح واحدة في جسدين!!


يظل السودان هو نبض الأمة العربية لما له من مكانة كبيرة في قلوب ملوك ورؤساء تلك الدول منذ أن لعب دوراً كبيراً ومهماً في إصلاح العلاقات بين السعودية (الملك فيصل ومصر جمال عبد الناصر) في اللقاء التاريخي الذي عقد بالخرطوم، وخرجت من بعده اللاءات الثلاث. كان أبناء السودان المخلصين ينظرون إلى الأمة العربية نظرة الجسد الواحد.. كان “المحجوب” زعيم الأمة صاحب الإمكانيات الهائلة والقدرات التفاوضية المميزة وصاحب اللغة والمفردات الجميلة، كانوا جميعاً مخلصين لوطنهم ولأمتهم العربية، لذلك ليس غريباً أن تتطور العلاقات السودانية السعودية وتصل إلى قمتها، ويعود السودان من جديد إلى الساحة السياسية يمتطي صهوة الجواد الأسرع والأقوى في العلاقات بين شعوب المنطقة، فزيارة وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” أمس الأول تعد من الزيارات التاريخية لدولة السودان منذ أن جاء الملك “فيصل” إلى السودان بعد نكسة 1967م، فـ”الجبير” لم يأتِ إلى السودان إلا بعد أن أحست المملكة العربية السعودية بأهمية السودان بالمنطقة وبصدق قياداته وحسن نواياه، جاء “الجبير” إلى الخرطوم وهو يحمل رسالة من الملك “سلمان” خادم الحرمين الشريفين الذي تربطه بأبناء السودان علاقة حميمة قبل أكثر من ثلاثين عاماً، عرف السودان جيداً من أبنائه الذين عملوا معه في بلاط إمارته بالرياض، كان “حسن إبراهيم” شقيق لاعب المريخ “عبد العزيز وزة” ينقل لنا طيب معشر الأمير “سلمان” وقتها وحبه للسودان والسودانيين.
إن زيارة وزير الخارجية السعودي “الجبير” إلى السودان امتداد للتشاور بين البلدين فيما يتعلق بأمن المنطقة العربية بعد أن أصبحت الساحة مليئة بالتطرف والعنف الديني، كانت الزيارة بغرض التنسيق لمحاربة هذا العنف والمملكة تعلم مقدرة أبناء السودان في العملية القتالية، وها هم يسجلون بطولات في اليمن الذي كان سعيداً وأصبح الآن خراباً ودماراً، أبناء اليمن يقتلون بعضهم البعض من أجل السلطة وكراسيها، لم يفكروا كيف تمزق الحروب وحدتهم وتدفعهم إلى الهجرة.
المملكة العربية السعودية عرفت بالأمن والاستقرار، وربما تكون الدولة العربية الوحيدة التي تعيش أمناً وسلاماً، لكن هناك من يطمعون في زعزعة أمنها واستقرارها بمثل تلك الحروب المفتعلة التي كادت أن تقضي على سوريا ومن ثم تمتد إلى بقية الدول العربية، وأولها السعودية التي تقف شوكة حوت لأولئك الطامعين.
جاء “الجبير” لإكمال التنسيق الذي بدأ بين البلدين في “عاصفة الحزم” للتفكير بجدية فيما يتعلق بما يجري في سوريا “الأسد” التي تحاول إيران أن تسيطر عليها بشتى الطرق عن طريق “حزب الله”.. والسودان لما لديه من حكمة سيقف إلى جانب المملكة العربية السعودية مدافعاً عن العروبة والإسلام وإعادة الأمن والاستقرار لتلك المنطقة.