مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : شكراً ـ السيد الوزير!!


٭ أمس تحدثنا في هذه المساحة عن حالة «المبدعين» في بلادنا عندما تصادفهم آلام المرض وهم في منتصف الطريق!
٭ وتحدثنا عن حالة الممثل الكوميدي الكبير «نبيل متوكل» والذي داهمه «الشلل» اللعين وهو في قمة عطائه على خشبة المسرح.
٭ «نبيل» من نجوم المسرح الذين قدموا عطاءً مقدراً لأكثر من (04) عاماً بدأها منذ السبعينات مع الراحل «الفاضل سعيد»، وبلغ مجموع ما قدمه أكثر من (33) مسرحية خلاف إنتاجه الغزير في الإذاعة والتلفزيون.. (81) مسرحية وحدها مع الفاضل سعيد في رحلة امتدت لأكثر من (02) عاماً، كـ«النصف الحلو» و«أكل عيش» و «نحن كده» وغيرها و(5) مسرحيات مع «عماد إبراهيم» كـ«عنبر المجنونات» و«ضرة واحدة لا تكفي» و«برلمان النساء» وغيرها من الروائع ومسرحيات عديدة مع مخرجين ومنتجين آخرين!! ولا تنسى المكتبة ما قدمه من مسلسلات وتمثيليات إذاعية وتلفزيونية.
٭ المكان لا يتسع لرصد رحلة نبيل.. ولكن أتوقف ما قاله لي قبل أيام عن عدد العروض التي قدمها على المسرح.. فرد ضاحكاً: يا أستاذ دي دايرة «آلة حاسبة» وتقريباً أكثر من (3) آلاف منها (002.3) مع الفاضل سعيد وحده في عروض جماهيرية حية امتدت لسنوات طويلة، وطفنا بها أغلب مدن السودان، فمدينة بورتسودان قدمنا فيها أكثر من (81) عرضاً جماهيرياً.. والسفر في تلك الأيام لم يكن ميسوراً.. فالقطار أحياناً يصل لبورتسودان في (52) يوماً في رحلة الدوران والتي تعترضها الكثير من المطبات و«الكسور» مع عدم البصات آنذاك!!
٭ بكل هذه «القيمة» الإبداعية والإنسانية جاءت كتاباتنا مناشدين الجميع بالوقوف مع نبيل في رحلة العلاج الصعبة.. والحقيقة كانت سعادتي كبيرة وردود الأفعال تتوالى مشيدة ومنفعلة بالحالة.
٭ شعرت بسعادة طاغية والأخ الأستاذ «الطيب المكابرابي» مدير الإعلام بوزارة الثقافة الاتحادية يهاتفني ظهر أمس ناقلاً لي تحيات السيد الوزير «الطيب حسن بدوي»، ومبدئاً استعداده للمساهمة في رحلة العلاج الحالية لنبيل والتي تحتاج لتمارين علاجية ووسيلة مواصلات تنقله من المنزل للعيادة!!
٭ نقلت ما دار للدكتورة «سارة عبد العزيز» طالباً منها تلفون الأستاذ نبيل، فقالت لي بحروف «الفرح»: خليني «أنقل ليهو البشارة» وبعدين اتكلم معاه!!
٭ ولقد كان.. نبيل قال لي: سعادة الوزير الطيب ربنا اديهو العافية لقد وقف معي في محنتي منذ البداية وبادر بعلاجي منذ البداية، وأنا ما كملت العلاج، وقد زارني في البيت عدة مرات واشترى لي موتر «تكتك» وهذا الأمر أسعدني- والحديث لنبيل- فأنا رفضت مساعدات من مواطنين وأشعر بالراحة عندما أحس بوقوف الدولة بجانبي!!
٭ هل انتهت الحكاية؟.. طبعاً لا، و الشكر أجزله للوزير على المبادرة والتي نتمنى أن تمتد لنرى اليوم الذي تتكفل فيه الدولة برعاية المبدع وتوفير ضمانات التأمين للعلاج والمعاش لنائبات الأيام!
٭ شكراً د.الطيب وشكراً د. سارة وشكراً لكل فاعل خير ولكل من يجعل للحياة طعماً.. طعم الإحساس بآلام الآخرين ووجعهم.