رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى : السودان: خلافات جناحي الجبهة الثورية تتضح بظهور «قوى المستقبل للتغيير» الوافد الجديد للمعارضة


رغم اختلافهما الواضح ،إلا أنّ جناحي الحركة الشعبية (عقار وجبريل) أكدا ترحيبهما – في بيانين منفصلين – بتكوين تجمع قوى المستقبل الذي يضم أكثر من 40 حزبا.
وتم في الإسبوع الماضي تكوين (قوى المستقبل للتغيير)، الذي اختار خيار الانتفاضة لتغيير النظام، وضم في تركيبته العديد من القوى السودانية المعارضة.
وفي الوقت الذي سارعت فيه الجبهة الثورية السودانية، جناح جبريل إبراهيم، بالترحيب بالكيان الجديد من دون تحفظ، بحسب بيان ناطقها الرسمي التوم هجو، تأخر جناح مالك عقار ليصدر بيانا يرحب فيه بالتحالف الجديد بشروط.
وجاء في بيان الجبهة الثورية جناح جبريل، أن العائق الأكبر في سبيل إزالة هذا النظام، هو غياب الوحدة بين مكونات المعارضة السودانية المسلحة وغير المسلحة.
ويظهر تحفظ جناح عقار في قولهم بعدم الممانعة في العمل مع الراغبين في الإصلاح والتغيير المحدود، لكن بدون خداع أنفسهم أو خداع الآخرين، حول اختلاف معركة اسقاط النظام عن الإصلاح والتغيير المحدود الذي تتبناه مجموعات في التنظيم الجديد.
ويقول البيان: «نحن مع إسقاط النظام، ونعلم من هي القوى التي تريد إسقاط النظام، وهي قوى تحالفنا معها أبعد وأعمق من تلك القوى التي تسعى فقط نحو حوار متكافئ ومنتج، بدون التقليل من أهمية هذه القضية الأخيرة».
ويقول بيان التوم هجو إن أي تحرك نحو الوحدة ـ و لو جزئيا ـ يُعدّ تحركاً في الاتجاه الصحيح، و حافزاً و دافعاً للمزيد من التلاحم والانسجام بين قوى المعارضة الوطنية.
ويضيف البيان: «حتى لو تعذر قيام تحالف يضم كل قوى المعارضة وتنظيمات المجتمع المدني في كيان واحد، فإن قيام كتل كبيرة ككتلة «قوى المستقبل للتغيير»، أدعى إلى تيسير التواصل و التفاهم بين الكتل والتحالفات المعارضة نفسها، وبينها و بين المجتمع الإقليمي والدولي بالمقارنة مع التعامل مع كل تنظيم على انفراد».
ويقول بيان جناح مالك عقار إن هنالك قوى تحملت عبء مواجهة نظام الإنقاذ منذ لحظة ميلاده وحتى الآن ويضيف: «وعملنا مع هذه القوى في تحالفات سابقة وحتى مرحلة نداء السودان، وهي قوى تشكل نواة المعارضة الصلبة بدون الاستخفاف بالآخرين أو رفض التعامل معهم في قضايا محدودة أو في قضية إسقاط النظام كذلك. ويجب عدم السماح لتقسيم المعارضة الي معارضة إسلامية وآخرى علمانية بل يجب أن يكون التقسيم على أساس الموقف من قضية التغيير».
وترى مجموعة مالك عقار أن قوى نداء السودان تعاني من مصاعب حقيقية لا يجوز غض الطرف عنها أو المجاملة فيها. وتقول إن بعض قواها أظهرت سلبية واضحة في تطوير هذا التحالف من ناحية البرامج والهياكل مما سبب إحباطا لأطراف مهمة داخل هذه التحالف. ويضيف البيان: «نعمل لإسقاط النظام بكل ما أوتينا من قوة وتصميم، ولا نرفض أي فرصة لحوار متكافئ منتج يفضي للتغيير، ولايسمح بإعادة إنتاج نظام الإنقاذ في نظام خالف أو غير خالف».
وتبدو رؤية الجبهة الثورية – جناح جبريل في الإسراع بالترحيب بالتكوين المعارض الجديد لكونه «يتسق في اعتماده لخيار الانتفاضة الشعبية كأفضل وسيلة لاسقاط النظام، مع طرح نداء السودان والكيانات المضوية تحته، وفي مقدمتها الجبهة الثورية السودانية».
ويظهر حذر الجبهة الثورية جناح عقار في التعامل مع»قوى المستقبل للتغيير» بوجود مجموعات داخلها لا يمكن الوثوق بها في تحالف من أجل اسقاط النظام، وذلك في إشارة واضحة للإسلاميين الذين كانوا جزءا من السلطة الحاكمة الآن حتى وقت قريب. ويقول بيان عقار: «ونحن إذ نرحب بقوى المستقبل نعرب عن إستعدادنا للتنسيق معهم في قضايا الحوار المتكافئ المنتج، ونعلن أيضاً إننا لن نعمل معهم بتركيبتهم الحالية في قضية إسقاط النظام».
وتجدر الإشارة إلى أن شهر تشرين الأول / اكتوبر الماضي شهد تفجر خلافات عميقة حول رئاسة الجبهة الثورية بين حركات دارفور، بقيادة جبريل ابراهيم، والحركة الشعبية شمال، التي يقودها مالك عقار.

صلاح الدين مصطفى


تعليق واحد

  1. يعنى تقوم انتفاضة و تذهب الانقاذ و تجوا انتم تحكموا السودان يا سفلة يا عملاء يا ماجوريين .؟ بعدكم .