مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : تبرعات لزعزعة الأمن باسم القضية


> الدعوة لوضع خطة بديلة لسحب البساط من الحكومة بزعزعة الأمن. ماذا تفهم من هذا الكلام غير أن المقصود هو اتخاذ المواطنين ضحايا على طريقة سياسة الأرض المحروقة.
> هو كلام عبدالواحد محمد نور عبر الهاتف طبعاً لبعض رفاقه في كمبالا العاصمة اليوغندية التي يقيم فيها قادة التمرد رغم محاولة الحكومة اليوغندية تحسين العلاقات مع الخرطوم..وهذه أحسبها جيداً خاصة في وقت يقترب فيه موعد الاستفتاء وينهزم فيه التمرد باعترافه.
> فعبدالواحد يتحرك(هاتفياً) لوضع (خطة بديلة).. فقد فشلت القديمة.. ونفهم من هذا أن هناك جهات أجنبية هي التي تصرف الموجهات لعبدالواحد إذا ظننا إن عبدالواحد لا تسمح له نفسه بأن يلحق الأضرار بأهله لكنه مجبور شديد على ذلك وهو يعترف عبر الهاتف بانتصارات الجيش عليه.
> ورغم الانتصارات التي ينبغي أن تدفعه إلى الذهاب إلى الدوحة، إلا إنه يفكر في خطة بديلة لزعزعة الأمن ليقول إن شرطه للذهاب إلى الدوحة هو إيقاف الحرب نهائياً في دارفور.. كما كان يشترط هكذا.
> كان يقول إن شرطه للتفاوض مع الحكومة هو إيقاف الحرب نهائياً في دارفور وعودة الأمن والاستقرار.. وعودة اللاجئين والنازحين من المعسكرات.
> أليس هذا دائماً شرطه؟! طبعاً نعم. لكنه الآن يقول إنهم يريدون – بعد انتصارات الجيش عليهم – أن يضعوا خطة بديلة لسحب البساط من الحكومة بزعزعة الأمن .
> وهذا يعني أن حركة عبدالواحد تريد أن تعجز الحكومة عن تنفيذ شرطها بصورة مستمرة.. فانتصارات الجيش تعني استيفاء الشرط الذي طالب به عبدالواحد.. رغم أن توفير الشرط يعني ألا حاجة إلى التفاوض.
> وعبدالواحد يريد أن يحافظ على ظروف الحاجة إلى التفاوض ولا يتفاوض.. وهذا على حساب أهله طبعاً. فزعزعة الأمن لا تتضرر منها الحكومة المنتصرة لكن يتضرر منها أهل قادة حركة عبدالواحد.
> وإذا كان هذا لا يهمه فإن السؤال هنا لماذا تمرد وحمل السلاح أصلاً؟!. وما معنى أن يسمي حركته (حركة تحرير السودان). وما المقصود بالتحرير.. وممن أو مماذا؟!.. ولمصلحة من؟!.
> لن نطرح هذه التساؤلات هنا للتكرار.. لكن لكي نوضح أكثر إن عبدالواحد لم يستطع أن يمثل دارفور مع زحمة الحركات الأخرى.
> فهو بهذا يوضح أنه يريد أن يفني عمره في معاداة هذه الحكومة.. وحتى إذا ذهبت هذه الحكومة تستمر معاداته للثانية أياً كانت لأنه.. لأنه لا يتفق مع أية جماعة حتى لو رآها تسعى لمصلحة دارفور.. حتى لو كانت حركة التجاني سيسي ابن عمومته أو حزبه.
> ورغم تخطيطه لزعزعة الأمن الذي يسعد به إسرائيل ويسعدها كذلك بالترتيب لمسيرات لإفشال استفتاء دارفور المقترب، إلا إنه لا يستطيع أن يمثل دارفور وحده بالتأثير الميداني دون حلف حركتي مناوي وجبريل والحركات الموجودة في الحوار الوطني والحركات الأخرى.
> وعبدالواحد لا يستطيع إقناع عدد كافٍ من الذين يستهدف تجنيدهم .. لكي يزعزع بهم الأمن الأمن.. دعك من إفشال عملية الاستفتاء التي ستكون محروسة بالجيش الذي اعترف بانتصاراته على حركته في جبل مرة.
> ومن يوجهون عبدالواحد بضرب الاستقرار في دارفور يواجهون مشكلة عدم قدرة عبدالواحد على التمكن من إقناع العدد الكافي للتجنيد في حركته.. ومهما ينفقون على حركته فإنه كله يضيع سدى.
> وهذا ما جعل عبدالواحد يهاتف رفاقه ويدعوهم إلى تنشيط مكاتب حركته بالخارج لجمع التبرعات لزعزعة أمن دارفور باسم قضية دارفور.
غداً نلتقي بإذن الله…