عالمية

أوباما يتزعم قائمة رؤساء الولايات المتحدة في الانحياز لإسرائيل


برزت توقعات تصل إلى حد السذاجة في عام 2008 مع فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مفادها ان الولايات المتحدة ستتخلى عن إسرائيل في الأمم المتحدة وان الادارة الأمريكية الجديدة سترغم دولة الاحتلال على الانسحاب لحدود عام 1967 وستخفض المساعدات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل واضفاء شرعية على مقاطعتها ولكن مع اقتراب مغادرة أوباما للبيت الأبيض خلال اشهر قليلة تبدو هذه التوقعات مضحكة للغاية.
ولم تبدأ التوقعات الطريفة بين أوساط الحالمين في الشرق الأوسط بل بين أوساط قادة الحزب الجمهوري على حد تعبيرالناشط اليهودي ـ الأمريكي ستيف شيفتى اذ قال هولاء بسخط «ليس علينا سوى الانتظار لحين انتخاب أوباما»، وبعد ذلك قالوا «ليس علينا إلا انتظار نتائج الانتخابات النصفية لعام 2010»، ومرت الولاية الاولى لعهد أوباما دون نتائج تذكر في الصراع العربي ـ الإسرائيلي فعادت نفس الأصوات لتردد «علينا الانتظار حتى يتم اعادة انتخاب أوباما» وتلتها بالطبع مقولة اخرى تطالب بالانتظار حتى تظهر نتائج الانتخابات النصفية لعام 2014.
وفي الواقع، لم يتجرأ أوباما على اتخاذ موقف واحد ضد إسرائيل مقارنة مع الروساء السابقين حيث حاول الرئيس ايزنهاور اجبار إسرائيل على الانسحاب من سيناء وعمل الرئيس نيكسون على تاجيل بيع طائرات عسكرية لإسرائيل في حين اوقف الرئيس فورد جميع صفقات الأسلحة الكبيرة مع إسرائيل كما دعا إلى اعادة تقييم كامل للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل اما الرئيس رونالد ريغان فقد أدان الغارة الإسرائيلية ضد العراق في الامم المتحدة وقام بتعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل وزاد مبيعات الأسلحة للسعودية رغما عن اللوبي اليهودى في واشنطن، وفي تصرف مفاجئ، عارض الرئيس جورج دبليو بوش تقديم ضمانات قروض لإسرائيل قائلا بانها معارضة رجل واحد امام مئات جماعات الضغط كما اعلن تعليق التعاون مع إسرائيل وهو على متن طائرة الرئاسة.
وبعيدا عن المسرحية المملة حول العلاقة الفاترة بين أوباما ونتنياهو على حد تعبير شيفتى فإن الواقع يشير إلى ان المساعدات الأمريكية لإسرائيل قد وصلت إلى مستويات قياسية كما طلبت ادارة أوباما من الكونغرس تخصيص المزيد من الأموال لتمويل القبة الحديدية وغيرها من البرامج، ووصل التعاون الاستخباري والعسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، وصوتت الولايات المتحدة أكثر من مئة مرة لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة ولم يهدد أوباما قطعيا بوقف المساعدات أو القروض أو الضمانات لإسرائيل، وبفضل الاتفاق النووي الإيراني لم يعد هناك أس تهديدي وجودى نووي لإسرائيل.
اما الإيحاء المخجل بان ادارة أوباما قد مارست ضغوطا على البضائع الإسرائيلية في دائرة الجمارك فان الامر لم يكن يتجاوز «مجرد اعادة صياغة للمتطلبات السابقة»، وهكذا تبدو التوقعات الخاطئة بانحياز أوباما قليلا لصالح الحق الإسلامي والعربي والفلسطيني في الصراع مع إسرائيل طريفة للغاية وشبيه بوجود الصحون الطائرة والكائنات الفضائية.
ما الذى نستفيده من كشف حساب باراك حسين أوباما خلال سنواته السابقة ؟. الاجابة واضحة وهي عدم الاتكاء على توقعات شبيه اخرى خلال الاشهر القليلة المقبلة في عهد أوباما، والانكى من ذلك كله، عدم اجراء حسابات خاطئة اخرى تجاه هوية واهتمامات المرشح الفائز بالانتخابات الرئاسية المقبلة فجميعهم بلا استثناء سيعملون أكثر من أوباما صاحب دعوة «التغيير والأمل»، وفي نهاية المطاف، الحل لن يشرق من واشنطن بل من اصحاب القضية انفسهم.
إلى ذلك، فشلت ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تقديم خطة لمكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط في الموعد المقرر قبل أيام بناءا على طلب تقدم به الكونغرس في العام الماضي ولكن وزارة الدفاع الأمريكية قالت بأنها ما زالت تعمل على ذلك مع تعهد بتقديم الخطة خلال أيام قريبة في حين انتقد أعضاء الكونغرس البيت الأبيض لفشله في الوفاء بالموعد النهائي.
وهدد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب على الفور بدراسة تدابير منفصلة بشأن استراتيجية هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» ومعتقل غوانتانامو في مشروع قانون السياسة الدفاعية ردا على تقاعس ادارة أوباما، اذ قال النائب ماك ثورنبيري ان الكونغرس يجب ان يتصرف لأن أوباما لم يقدم للنواب استراتيجية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» أو خطة لاغلاق معتقل غوانتانامو.
واعترف ثورنبيري بأنه لا يعلم ماهية الإجراءات المحددة في هذه القضايا، وقال أنه يأمل في اعتقال المزيد من اعضاء تنظيم «الدولة الإسلامية» من اجل استجوابهم وجمع معلومات استخبارية منهم.
وقال النائب البارز أنه من الصعب اجبار ادارة أوباما على تقديم خطة خاصة لأن عمرها لا يتجاوز عدة اشهر ولكنه يعتقد بأن هناك دلائل على عدم وجود خطة لذا تم تقديم هذه الافكار والاقتراحات إلى الكونغرس لدراسة الخيارات المطروحة.
وأوضح ثورنبيري ان نشاط تنظيم «الدولة الإسلامية» قد تقلص في العراق وسوريا ولكن التنظيم بدأ ينتشر حاليا في ليبيا ناهيك عن افغانستان واماكن اخرى لذا تاتى الحاجة الماسة إلى وضع استراتيجية للتعامل مع هذا التهديد.
وقد طالب الكونغرس في العام الماضي ادارة أوباما على تقديم خطة لإغلاق معتقل غوانتانامو، وهو ما فعلته في الاسبوع الماضي ولكن قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس رفضوا بسرعة الاقتراح، وقال ثورنبيري ان الخطة لا تفى بمتطلبات القانون مشيرا إلى انها تفتقر إلى اجابات على الاسئلة بما في ذلك ما يجب القيام به مع أى من المعتقلين في المستقبل.
وتناول ايضا، المخاوف المتزايدة بين المشرعين من قيام أوباما بتسليم جميع القاعدة البحرية في خليج غوانتانامو إلى كوبا خلال رحلته هناك في وقت لاحق من هذا الشهر كما بعث برسالة إلى وزير الدفاع أشتون كارتر ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس لكي يتعهدوا خطيا بان الادارة لن تعطى القاعدة إلى كوبا.
واعترف بان قلقه يستند على شائعات ولكنه قال بان الكونغرس قلق جدا من هذا الامر لذا نريد بيانا من الادارة لتوضيح القضية.

القدس العربي