مقالات متنوعة

د.روضة كريز : أضرار حبوب الفيتامينات مجتمعة


قد يلجأ الكثير منا إلى الاستعانة بحبة واحدة من مجموعة الفيتامينات والأملاح اللازمة لتقوية المناعة والسلامة من الأمراض، ولزيادة الطاقة والحيوية والذاكرة، أو لمعالجة نقص أحدها.

ولكن هذه الحبة مجموعة من الفيتامينات، لها مضاعفات سيئة، وأهمها هو عدم الاختصاص في المفعول، وليس لها معايير صحية ثابتة. لذلك، فإن مستوى أحد الفيتامينات يزيد على الآخر في الجسم، بينما الناقص يصبح معتدلا لمستواه الطبيعي، أو نرى أن الضغط يرتفع من وقت لآخر بسبب الأملاح الموجودة في هذه الحبة، بينما ذوو الضغط المنخفض، يعتدل عندهم الضغط، فلا يشعر بخطورة حبة الفيتامينات المجتمعة على صحته، ما يؤدي إلى إرباك بعض وظائف الأعضاء في الجسم، كالجهاز الهضمي أو الكلى أو الغدد أو جميعها.

غير أنه لصناعة حبة الفيتامين، نحتاج إلى عدة مواد كيميائية، غير الفيتامينات والأملاح (المفترض أنها العلاجية)، لتصل إلى يد المريض أو المستهلك بالشكل الجذاب الذي نراه. ومن هذه المواد ما هو مضر في الصحة قليلا، ومنها ما هو مسبب لجميع أنواع السرطان، كتلك المواد المستخلصة من البترول أو المواد الصابونية، أو ما يستخدم في صناعة الفحم، ولا بديل لهم إلا بمواد أسوأ، وفق دقة الصناعة وجودة المنتج!

هذا بالإضافة إلى الألوان الكيميائية المستعملة لتغليف الحبوب، والمفترض أنها مواد حافظة للفيتامينات من الضوء والحرارة والرطوبة، ما يزيد من تفاعل مكونات حبة مجموعة الفيتامينات مع بعضها البعض، فتزيدها خطورة على الصحة، من دون أن يشعر المستهلك إلا بعد أن يصل حد تراكم السموم إلى الذروة!

إن من أسوأ المواد السامة الموجودة في كثير من حبوب الفيتامينات المشتركة، وتقريبا لا يمكن صناعة حبة بدونها في هذه الأيام، هي مادة نشاء الذرة المعدل وراثيا، التي تسبب تسمما للأعضاء المُطهرة للجسم من السموم، مثل الكبد والكلى فتتلفها.

كما أن كاربونات الكالسيوم المأخوذة من اللؤلؤ والأصداف البحرية، وتدخل في صناعة الحبوب، تعمل على رفع مستوى الكالسيوم في الجسم، وفق الأبحاث الأخيرة لمضار هذه المادة، ما يعمل على اختلاط التشخيص في أمراض القلب واضطراب دقاته المفاجئة، وتشنج العضلات!

أما الزيوت الصحية التي تدخل في صناعة الحبوب، تصبح مُهدرجة وسامة، ما يؤدي إلى انسداد في الشرايين، وسماكة في الأوردة، وترفع الكولسترول في الدم. ما ينقلب عكسيا على الدماغ، وتوصيل الدم والأوكسجين إليه، فيعرض الأشخاص الذين يستعملون هذه الفيتامينات إلى مرض الزهايمر مبكرا.

بالإضافة إلى مادة التالك أو البودرة، التي تستعمل للأطفال، تستخدم كمزلق للحبوب من ماكينة الكبس، لكنها تعمل على تلف الكلى، وارتفاع الضغط، وحساسية الرئة والتهاباتها.

كما أن الأصباغ والملونات لشراب وحبوب فيتامينات الأطفال الطرية، ومواد التحلية الصناعية، تعد من المواد السامة جدا، التي تؤثر في طاقتهم الطبيعية ونشاطهم الذهني.

لذلك، نعود ونذكر بأن شرب الماء الكافي لطرح هذه المواد السامة، والعودة إلى الطبيعة في الإكثار من العصائر الطازجة والخضراوات بكميات تتناسب مع حاجتنا لهذه الفيتامينات يوميا، تكون أسلم صحيا، وأنعش بدنيا وذهنيا.