أبشر الماحي الصائم

السلفيون.. خارج التغطية


بينما انفعلت الفضائيات وكل وسائط الإعلام المحلي برحيل الشيخ الدكتور عبدالله الترابي، في المقابل راوحت الفضائيات السلفية برمجتها المعتادة.. طيبة والاستجابة نموذجاً.. وكأن شيئاً لم يحدث!!.. فضلا على فضائيات الدنيا كلها في مشارق الأرض ومغاربها، التي جعلت من خبر رحيل الشيخ الترابي واجهة تتصدر نشراتها على مدار اليوم والليلة، وفي المقابل لم يكلف إخواننا في الإسلام والوطن والعمل الدعوى أنفسهم وأجهزتهم، مجرد إنزال خبر الرحيل على شريط الأخبار!!
* حفظت لنا السيرة المطهرة المعطرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقف لجنازة تمر من أمامهم، فقال له الصحابة رضوان الله عليهم، إنها جنازة يهودي أو نحو من ذلك.. فقال صلى الله عليه وسلم أليست نفس!! معنى الرواية.. غير أن هذه القنوات السلفية التي نحترمها ونقدر جهدها.. لم (تقف) ولم توقف برمجتها لمسافة إذاعة الخبر، فضلاً أن يقف سدنتها ومحرروها وقادتها لجنازة نفس سودانية!! وأي نفس هذه التي تزاحمت الملايين بالمناكب والأقدام لتشييعها والصلاة والدعاء لها.. ولعمري، هل تجتمع هذه الأمة على باطل؟!
* سنوات طويلة مرت منذ تحريري لمقالات متسلسلة، عن إمكانية (سودنة الخطاب السلفي)!! على أن إخواننا هؤلاء يعيشون قضايا الحجاز والجزيرة العربية أكثر مما يعيشون قضايا أمتهم السودانية!! حجازيون أكثر من الحجاز نفسه !!
* بطبيعة الحال، يجب أن نأخذ من الجزيرة العربية، مهد الإسلام ومشكاة النبوة، أن نأخذ العقيدة الإسلامية والمرجعية، لكن أن ينقلب بعض (ربعنا) حتى بالثوب الخليجي واللهجة والسيارة والقضايا التي تخص تلك المجتمعات، فهذا ما يحتاج إلى وقفة ومراجعة، (إيش فيكم يا إخوان)!!
* فلكي تزرع بذرة في أرض يجب أن تنظر لخصائصها ومناخاتها حتى تنبت زراعتك ويكثر حصادك، فتعارف السودانيون بتماسك مجتمعهم وتعاضدهم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، فلم يتداعَ هؤلاء الإخوان ولم يشتكِ أعضاء منابر إعلامهم بالسهر والتغطية حتى من باب مواكبة الأحداث !!
* ليدرك هؤلاء الإخوان أن حرية الإعلام والدعوة والفضائيات التي يتفيأوا ظلالها هي من صنع الفقيد الراحل، ولو أنهم يعيشون تحت ظلال حكم عروبي أو يساري أو ليبرالي لما أمكن لنا جميعاً أن نأكل (كبسات دجاجنا وأرزنا الآسيوي) بأمان، ونمارس توزيع أحكامنا بحرية.. (هذا مسلم وذاك كافر وذاك منافق)!! فيحمد لأحد شيوخ الحركة الإسلامية أطروحته (دعاة وليس قضاة).. فماذا تركنا (للحكم اللطيف) ونحن نقضي ونصدر أحكامنا على العباد في هذه الحياة الدنيا، فماذا لو تغلبت رحمة الله الرحمن الغفور الرحيم!!
* تحتاج المدارس الإسلامية أن تتواضع جميعا على مبدأ (نحن جماعة من جماعات المسلمين)، على ألا تصادر بعضها حق الآخرين بأنها هي لا غيرها (جماعة المسلمين) و(الفرقة الناجية).. نسأل الله الهداية والتوفيق وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


تعليق واحد

  1. التميز عن الغير سنة سنها الأخوان المسلمون أنفسهم وتأتي الآن لتشتكي منها ؟ ألم يري الأخوان المسلمون أنهم هم المسلمين وغيرهم من المسلمون كفار ؟ ألم يميزوا أنفسهم عن غيرهم من عامة المسلمين ؟ لماذا الشكوي الآن من السلفيين . جميكم من نفس الطينة .