تحقيقات وتقارير

بعد رحيل الترابي .. المؤتمر الشعبي سيناريوهات مفتوحة


مجموعة من التساؤلات وضعتها ” السوداني ” على منضدة كل من القيادي بالمؤتمر الشعبي ناجي دهب ونائب رئيس حركة الإصلاح الآن حسن رزق والمحلل السياسي آدم محمد أحمد، فكان ما يلي:
كيف يبدو لك مستقبل المؤتمر الشعبي بعد رحيل د.الترابي؟
– رزق: الأفكار والأمم لا تتأثر كثيرا برحيل العلماء والزعماء لأنه غالبا ما يكونون قد ارسوا الأفكار التي يريدونها في اتباعهم وتلاميذهم وبالتالي لا خوف على المؤتمر الشعبي بعد رحيل الترابي.
– ناجي: ما دام اسمه حزب او منظومة هذا يعني انه ليس فردا واحدا فلكل حزب نجوم يمكن ان تكون مؤهله للقيادة وبفقدان الترابي قد يتأثر الحزب ويضعف لكنه لن ينهار او يسقط صحيح ان الترابي كان قائدا ملهما فالرجل بلغ اربعة وثمانين عاما وهو يعمل في الفكر والتجديد وفي تقديريفهذه شخصية القرن والحزب الان متماسك.
– د.آدم: لا شك ان الترابي سيؤثر في مستقبل المؤتمر الشعبي فهو كان يمتلك كاريزما مميزة تحتوي على الجرأة والحكمة والمقدرة على اتخاذ القرار لذلك فشخصية كهذه ستؤثر بالتأكيد والآن لا يوجد مفكر كالترابي لذلك اعتقد ان مستقبل الحزب سيواجه صعوبات كثيرة.
كيف تُقيّم اختيار إبراهيم السنوسي أميناً عاماً للحزب؟
– رزق: السنوسي من اوائل الذين التحقوا بالحركة الاسلامية وتابع الترابي في مراحل الحركة لذا فمن الطبيعي ان يتم اختياره أمينا عاما مؤقتا وهو اختيار موفق فلا يوجد من هو اقدم منه وهو احد الذين عاصروا الحركة وجاهد بنفسه في سبيل الحركة الاسلامية، وهذا تكليف مؤقت وفي يد المجلس أن يقرر إدامته أو يختار غيره.
– ناجي: عندما دخل الترابي المستشفى اجتمعت الامانة وحددت قرارات في حال سافر الترابي الي الخارج من يكون خليفته او اذا وقع امر الله، فرجعنا الي الترتيبات في النظام الاساسي للحزب فوجدنا ان ابراهيم السنوسي هو الانسب فاعلناه امينا عاما للحزب الي حين انعقاد المؤتمر ابريل القادم.
– د.آدم: تلقائيا كان من المتوقع ان يكون السنوسي امينا عاما بعد الترابي فهو اكثر الإسلاميين مقربة من الترابي ولا يوجد اقرب منه في جوانب كثيرة.
ما هو مستقبل الحركة الاسمية بعد رحيل د.الترابي؟
– رزق: اعتقد ان المستقبل سيكون للافضل فهذه المصيبة ستجعل الاسلاميين يستلهمون افكار شيخهم فهو كان حريصا على وحدة الحركة وتوحيد اهل القبلة وهذه الافكار ستجد الان الدافع لتطبيقها وانفاذها.
– ناجي: فكرة الترابي حول الوحدة كانت تتمحور حول وحدة السودان فهو تمنى ان يتوحد السودان في حزب والترابي لم يرتبط مطلقا بالأسماء بل الافكار، فهو كان يرغب في توحيد اهل القبلة وليس الاسلاميين.
– د.آدم: الترابي كان يلعب دورا كبيرا داخل الحركة من خلال فكره والدور الذي لعبه الشعبي في الحوار الوطني، فبرحيله ستتأثر الحركة وحتى في الوقت القريب ستتأثر مخرجات الحوار الوطني وعلى ما يبدو انه كانت هناك اتفاقيات سرية تتم بين الترابي والبشير تتعلق بشأن السودان ووحدته وانفاذ مخرجات الحوار.
ما مدى امكانية توحيد الاسلاميين بعد رحيل الترابي؟
– رزق: في اعتقادي ان فرص وحدة الاسلاميين اصبحت اوسع مما سبق فهناك بعض فصائل الاسلاميين كان اختلافها مع الترابي في شخصه سواء اعتراضات على رؤيته السياسية او افكاره التي كانت غير مألوفه لكنهم يتفقون على الوحدة، فمن كان يختلف معه فالساحة الان فقدته وبالتالي لا مانع من الوحدة لديهم.
– ناجي: لا يوجد احد يرفض الوحدة لكن ما نوع تلك الوحدة؟، هل هي من اجل القضايا ام من اجل الحكم؟ فماذا كانت الوحدة التي يتحدث حولها وحدة السودان وقضاياه واقتنع بها المؤتمر الوطني فنحن على استعداد لها في هذا اليوم، فلا مشكلة لدينا مع الافكار العامة ووحدة السودان ولا نختلف حولها ولكن الوحدة بالمفهوم البسيط الساذج فهي عمل سياسي نحن ضده.
– د.آدم: وحدة الاسلاميين مرهونة برغبتهم في الوحدة وليست رغبة الترابي صراحة فان الاسلاميين خسروا الكثير من سعيهم للسلطة أهمها الانقسامات التي حدثت وانسلاخ عدة فصائل من الحركة الاسلامية وماذا سيكون الهدف من وحدتهم؟ هل انقاذ الشعب ام مواجهة الاحزاب السياسية الاخرى؟ برحيل الترابي اعتقد ان فرصة الوحدة اصبحت ضيقة فالاسلاميين كانوا يسعون لكسب كاريزما الترابي وهرولتهم كانت من اجل الترابي في شخصه وليس من اجل توحيد الحركة.

جواهر جبريل
صحيفة السوداني