مقالات متنوعة

احمد المصطفى ابراهيم : التناصح والتعاون


قال النبي الكريم (عليكم بالجماعةِ، وإِيَّاكُم والفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشيطانَ مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ، فإنما يأكلُ الذِّئبُ من الغنم القاصية).

هذا الحديث الذي بين أيدينا: عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه، والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها، إذا استَقَوْا من الماء، مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا، ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا، فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا، هَلَكوا وهلكوا جَميعاً، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا(

في عبارة مشهورة نحن في قارب واحد حينما يؤمن المسلمون أنهم جميعاً في قارب واحد ينصرهم الله عز وجل. الانتماء إذا كان فردي؛ انتهينا تفرقنا مُزقنا وإذا الانتماء جماعي كهذا الحديث؛ مصلحتي في سلامتك مصلحتي أن تكون غنياً مصلحتي أن تكون سليماً معافى الكل للواحد والواحد للكل هذه الروح الجماعية: هي التي أرادها الله عز وجل والإنسان في طبعه فردي والجماعي تكليف.

إذا الإنسان رجع لطبعه ليس له مصلحة مع أحد مصلحته وحده والجماعة تكليف أما الشيء الذي لا يصدق: أنك إذا ذهبت إلى بلاد شاردة عن الله لكن الذكاء يقتضي أن يتعاونوا؛ يتعاونون على باطل يتعاونون على أشياء لا من عند الله أشياء من عندهم.

فلذلك من المؤسف جداً: أن المؤمنين وهم على حق: لا يتعاونون وأعداءهم وهم على باطل: يتعاونون لأنهم أدركوا يقيناً: أن سلامتهم في تعاونهم وأن سلامتهم في تعاضدهم وفي تضامنهم.

فهذا الحديث من أصول الأحاديث: فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعاً، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا.(

كم مشكلة تفت في عضد الأمة ولا يتعاونون على حلها؟ العوام لهم كلمات لطيفة -أحياناً-: (إذا أخوك بخير أنت بخير). إليكم هذه الأمثلة من القرآن التي تؤكد على معنى هذه الفقرة :

أيها الأخوة قال مثلاً:﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ الآية فيها دقة بالغة: لا تأكلوا أموال أخوانكم قال تعالى:﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ﴾

مال أخيك مالك من زاوية واحدة من زاوية وجوب المحافظة عليه فلأن تأكله اغتصاباً أو احتيالاً فلأن تمتنع عن أكله اغتصاباً أو احتيالاً من باب أولى، قال تعالى:﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ﴾ و﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم﴾

لا تضعفوا حالكم، آيات كثيرة لكن فيها إشارات دقيقة:﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُم﴾ المال يجب أن يكون بين أيدي الناس جميعاً هذا الوضع الصحي، فالمسلمون في أمس الحاجة إلى معاني الجماعة إلى معاني التعاون.

ما هي أخطاء المسلمين في هذا العصر ولماذا أهلك الله بني إسرائيل وما الدرس الذي ينبغي على المسلمين أن يأخذوه من هذا الهلاك ؟

سألوا شخصاً أمريكياً أسلم: لماذا المسلمون يصلون وكتفهم إلى جانب بعضهم البعض اعملوا واحد نعم واحد لا ترتاحون الجامع كبير ولا داعي للتلاصق والدنيا صيف؟ فكان جوابه: أن الله عز وجل أرادنا ونحن في أعلى درجات الصلة به أن نكون مع بعضنا بعضاً أن نحس بوجود بعضنا بعضاً.

فهذه الروح الجماعية المسلمون في أمس الجماعة إليها كل إنسان يقول: ليس لي دخل اتركهم عليك من نفسك هذا موقف خلاف الشرع لأن الله عز وجل أراد إهلاك قرية فأرسل إليها الملائكة ليهلكوها قالوا:

منقول من موقع النابلسي بتصرف.