حوارات ولقاءات

حسن عثمان رزق : القضاء على الإسلاميين لا يمكن أن يحدث و هنالك فئة لديها خلاف مع الترابي إما سياسي أو بسبب الفتاوى التي كان يصدرها والآن الترابي مات وأصبح لا شيء يختلفوا عليه


كل شيء جائز في لعبة السياسية فعدو الأمس يمكن أن يصبح حليف اليوم، وهو ما يمكن أن نطلقه علي التقارب الذي حدث بين الشعبي والوطني في حياة الشيخ الراحل د. حسن الترابي، فقد جاء خطاب الوثبة في 27 يناير 2014 م الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بداية لتقارب المؤتمر الشعبي مع الوطني ، حيث جمع أكبر عدوين لدودين في الحياة السياسية في السودان، فقد ظل الترابي منذ مفاصلة الرابع من رمضان 1999م، والتي تطالق فيها الطرفان طلاقاً بائناً بينونه كبري ، يرفض الجلوس لأي دعوة أو مؤتمر يقدمها له غريمه الوطني ويقف ضدها بكل ما أوتي من قوة لذا شكل حضور الترابي لبرنامج خطاب الوثبة مفاجأة كبيرة حتي وسط قيادات حزبه، وجعل المراقبين يذهبون بالتحليل الي أن شقي الإسلاميين قد إقتربا من التوحد أو الأندماج، لكن بعد وفاة الرجل في الخامس من الشهر الحالي، هل سيمضي الطرفان في طريق الوحدة أم أن ثمة عقبات ستعوق الطريق، (ألوان) بدورها سعت إلى إستنطاق القيادي الإسلامي حسن عثمان رزق نائب رئيس حركة الإصلاح الآن حول موضوع الوحدة بين الإسلاميين فإلى مضابط إجاباته.

في البدء.. ما هو تعليقك على الحديث الدائر الآن حول وحدة الإسلاميين…؟
هذا تيار جار نابع من القواعد، وكثير من القيادات يؤمنون بذلك لأنه الإسلاميين الآن، وهنا نعني إسلاميي الحركة الإسلامية ونضم عليهم الآخرين، والإسلاميين الذين خرجوا من رحم الحركة الإسلامية هم فئتين، فئة أصلاً موالية للترابي ويعتبروا أنهم جزء من رصيدهم توحيد الإسلاميين سواء كان عبر النظام الخالف أو غيره، فهو كان يسعى لوحدة صف الإسلاميين ووحدة أهل القبلة جميعاً والسودانيين بصفة عامة, وتوحيد الإسلاميين في إعتقادي هي خطوة في إتجاه الوصول لتوحيد كل السودانيين، ويعتبرون ذلك وصية من وصايا الترابي وهم ساعين وجادين من أجل تنفيذ تلك الوصية إحتراماً لهذه الوصية.

وماذا عن الفئة الأخرى…؟
هي الفئة التي لديها خلاف مع الترابي إما سياسي أو بسبب الفتاوى التي كان يصدرها والآن الترابي مات وأصبح لا شيء يختلفوا عليه مع بقية الإخوان الآخرين وبالتالي ليس لديهم مشكلة في إعادة التوحيد, والنقطة الثالثة الآخرين لا يريدون قبول الإسلاميين حتي ولو كانوا معارضين مازالوا يتوعدونهم بالويل بإعتبار أنهم كانوا جزء من النظام وشاركوا فيه من قبل, وبالتالي جزء كبير من المعارضة الآن بتدفع في أن الإسلاميين يتفارقوا من بعض وكذلك هناك جزءاً آخر يتخذ الهجوم على الاسلاميين بالهجوم علي الإسلام وإقصاء الإسلام بحجة أن هؤلاء مؤتمر وطني وفي الآخر الهجوم على الإسلام السياسي ومن بعد الهجوم على المنهج وهم يفترقوا ليقولوا الإسلام ذاته ما نافع وينبغي أن يحصر في المسجد .

هل تتوقع أن تحدث وحدة بين الإسلاميين وليس المقصود هنا (الشعبي والوطني) فقط بعد رحيل الترابي…؟
أتوقع أن يحدث تقارب قد يكون تنسيقي أو عضوي وفي حال وجود عقبة ستكون مع المؤتمر الوطني لأن الحركة الإسلامية تابعة للحزب الحاكم، والوحدة لابد أن تكون من أجل فائدة الشعب السوداني وأي وحدة لإنتاج الإنقاذ أو إطالة عهدها أو تمديد عمرها غير مطلوب للشعب السوداني الآن كما غير مطلوب حتى على المعارضين الإسلاميين وبالتالي أي وحدة أن تراعي هناك حرية وأن تكون هناك ديمقراطية في البلاد وأن توقف الحرب ويحل السلام كما أن تحل المشاكل الإقتصادية والمعاناة التي يعاني منها الشعب السوداني وأن لا يفلت أحد من العقاب، خاصة إذا كان متعلقا بالدماء المهدرة والأموال العامة وهذه الأشياء يجب أن تكون في نظر الإسلاميين كما هذه الأشياء قد تكون فيها صعوبة للذين ينتمون للوطني بقبولها منها تقليل سلطات الرئيس وتقليل سلطات الأمن ووجود حكومة انتقالية وهذه جزء من وصايا الترابي وبذلك إذا كانوا بقبلوا فهي وإذا كانت الحركة الإسلامية التي تتبع للمؤتمر الوطني أن تناء بنفسها عن الوطني وتندمج مع بقيه الفصائل الإسلامية فقد لايكون هنالك مشكلة ولكن أن نعود للمؤتمر الوطني بما فيه من مصائب هذا غير متوقع أصلاً .

هل الحديث عن الوحدة في هذه الأيام ناتجة عن رغبة حقيقية للوحدة أم تأثراً برحيل الترابي…؟
منذ فترة لم تتوقف المساعي الداخلية والخارجية لإعادة لحمة الحركة الإسلامية لكن كانت هناك مصاعب وأصلاً هي موجودة حتى زيارات خالد مشعل والغنوشي ومحمد جميل جزء من كلامهم يصب حول ضرورة توحيد الحركة الإسلامية والرغبة الداخلية والخارجية في وحدة الإسلاميين ليست بالأمر الجديد.

برأيك هل يمكن أن تحدث الوحدة في المنظومة الخالفة التي تركها الترابي للإسلاميين…؟
نحن لم نر المنظومة الخالفة حتي الآن لكن سمعنا أن الترابي كتب عنها وحتى الآن لم تخرج للإسلاميين أو الإعلاميين وصحيح إن كانت مكتوبة ستكون موجودة ومحفوظة في المؤتمر الشعبي أو قياداته أو أهله لكن أنا لا علم لي بالمنظومة الخالفة خلاف الحديث الذي يرد في الاعلام.

هل تعتقد أن وحدة الإسلاميين مطلوبة في هذا التوقيت…؟
الوحدة مطلوبة في هذا التوقيت وليس وحدة الإسلاميين فقط، وإنما الوحدة في جميع الأحزاب، مثلا حزب الأمة والإتحاديين والعروبيين واليساريين هذا أفيد للسودان بدل أن يكون هنالك أكثر (150) حزباً في البلاد.

هنالك من يرى أن وحدة الإسلاميين قد تضع البيض كله في سلة واحدة وتسهل عملية القضاء عليهم كيف ترى ذلك…؟
القضاء على الإسلاميين لا يمكن أن يحدث، وما جرى للإسلاميين في دول غير السودان من قتل وسحق وسجن لم يقض عليهم وظلوا موجودين، وما في خوف علينا كما نسأل الله أن نظل صفاً واحداً، كا ليس من السهل القضاء على الدين أولاً، لأنه الدين الآن لا يحمله أصحاب الحركة الإسلامية فقط في السلفيين والصوفية والسودانيين المسلمين إسلام جيد لذلك هذه المسألة ليست من السهولة، وأي تغيير في السودان سيكون تغيير لمصلحة الإسلام أي كان حتى لو خرج من الحركة الإسلامية أو إسلاميين خارجين يحملوا راية الإسلام والعلمانية المجافية للدين لا مكان لها الآن وأي علمانية تأتي بغرض إبعاد الدين عن الحياة لا مجال لها في السودان، بالعكس العلمانية حكمت سنوات طويلة في تركيا والآن تتهاوي, والإسلام في جوهره من الحقائق والإمكانيات التي تدفعه دائماً وتجعله قوياً.

برأيك هل الشعبي بحاجة إلى الوحدة مع الوطني بعد رحيل الترابي…؟
أعتقد أن المؤتمر الشعبي سيتباعد عن الوطني ولن يتفق معه، وهناك أشياء أصر عليها الترابي منها مسألة الحرية والحكومة الإنتقالية وتقليل سلطات الرئيس وتقليل سلطات جهاز الأمن والمجالس (البرلمان) وهذه الأشياء أصر عليها والوطني لن يقبل بها بالإضافة إلى أن هناك عدد كبير من أعضاء الشعبي لم يستسقوا أي تقارب مع الوطني وبالتالي واضح الآن من خلافات حدثت بين الناجي عبدالله وبعض أعضاء المؤتمر الوطني وتقليص صلاحيات الأمين السياسي للشعبي كمال عمر حيث أصبح ليس له نفس البعد الأول مما يدل على عدم التقارب بين الشعبي والوطني بعد وفاة الترابي، وفي حال حدث سيكون في حاضنة إسلامية تجمع كل سياسيي الحركة الإسلامية.

ظهور علي الحاج في المسرح السياسي مجددا تعتقد انه في مصلحة الشعبي أم ضده…؟
في مصلحته طبعاً ولا يمكن أن يكون ضده وعلي الحاج إضافة حقيقية وقيادي قديم ومن المقربين للترابي وهو من القيادات القديمة في الشعبي أمثال عثمان عبدالوهاب وغيره وبالتالي هو إضافة حقيقية.
هل تتوقع أن تقود المواجهات بين شباب الشعبي والوطني إلي مفاصلة ثانية بعد وفاة الترابي…؟
نتوقع تباعد إلا إذا حدث توحيد لصف الحركة الإسلامية سيتوحدوا في إطار المؤتمر الوطني، لكن الآن في الأفق غير وارده مفاصلة ثانية لكن ربما تحدث وغير مستبعدة.

سفينة الحوار الوطني كيف ستمضي في ظل هذه التجاذبات…؟
لا توجد حكومة للحوار الوطني حتى الآن، وفي حوار حكومي لكن لا أعتقد أن هناك شيء سيتحدث فيه الناس ويدفع للإمام الحال هو الحال وننتظر نتائج ما يقوم به المبعوث الأفريقي ثامبو أمبيكي.

حوار: مشاعر دراج
صحيفة ألوان