رأي ومقالات

الليل ما بنومو


اتتني انتباهة في جوف الليل… خطر خاطر لي بأن هناك شئ ما يحدث ..وفعلا تبينت ذلك ماأن وضعت قدمي على الارض حتى ابتللت بماء بارد-..حاولت التحرك بحذر (ما بنقدر على الكسور وكدا ) حتى وصلت الى مفتاح الكهرباء..فاذا الغرفة كلها (عايمة عوم)..توقفت فترة لاستيعاب ماحدث…(يعني الموية يا تقطع …نحوم بالحلة ونشتري بالبرميل—يا تجي وتضرب التوصيلات ونصبح جزيرة بين ليلة وضحاها ويا قلبي لا تحزن) قصة المياه لا تتسع لها حروف المقال ..(أخدي نفس وحاولي تتصرفي بهدوء بدون ايقاظ العيال ) …حدثتني نفسي هكذا –واجتهدت وانا احاول تذكر ما كان يفعله ابو هند (الله يطراه بالخير) …بدأت في محاولة تصريف المياه من مصرف الحمام الداخلي –تصببت عرقا –وتحسرت على أيام خلت –كنت فيها ملكة غير متوجة فقط …أطلب وجاري التنفيذ (والله يا ابوهند الغاز قطع ) ..ياتيني الرد مباشرة ..( ولايهمك طوالى حاضرين)… ارسل رسالة في خضم العمل ..(نسيت اقول ليك جيب خضار المحشي )… فيحضره بابتسامة وهو يقول (شوفيني كيف بعرف اعزل الخضار ؟؟ )…..في تلك الايام كانت الأرقام في الموبايل هي (سهير الحنانة) و (فاطمة تياب ).. بعد سفر أبو هند أصبح الموبايل يعج بأسماء مثل احمد السباك ومعاوية الكهربجي والنور بتاع الغاز والسر مكيفات …اني لأستغرب لنساء يحاولن دائما التقليل من دور الرجل في حياتهن ..او تلك التعليقات بانك مرتاحة من طلبات الزوج وضيوفه نسبه لسفره …. لا والله ما مرتاحة ..اني مرهقة من لعب دور الأب والام معا …وساظل أقول ان الانسانية رجل وأمراة …وان حياتي تكتمل بوجود زوجي ووالد أطفالي ..وأن قوة الشخصية بأن تعترف بدور الأخر في حياتك وليس بانكار تأثيره .. في يوم عيد الام ..ارسل التحية للاب ..وارفع القبعة تقديرا واحتراما لذلك الذي بذل حياته ووقته لراحة اسرته …عودة الى الواقع …بدأت المياه في الانحسار شيئا فشيئا وملامح الأرضية بدأت في الظهور –كنت قد وصلت مرحلة متأخرة من التعب والأرهاق وطارت النومة فكتبت هذا المقال –وعندما خرجت صباحا اجرجر قدمي ..كانت اغنية مسجل ادم هي… (الليل ما بنومو– لأني ..أنا حارس نجومه) …فقلت لنفسي.. ( الليل ما بنومه لأني كنت شغالة سباك) ..تعددت الأسباب والسهر واحد

د. ناهد قرناص