مقالات متنوعة

نازك يوسف العاقب : إلى عائشة ..نحن نحتفل بعيد الأم


اعيد هذا العمود الذي كتبتة في اول احتفال بعيد الام صادف رحيل الغالية امي عائشة الطيب لها الرحمة والمغفرة ..وتبقى الام عزيزة وغالية في الحياة وفي الممات
احتفل العالم بعيد الأم وأنا أمي احتفي بها الموت، لقد غابت أمي عنا ورحلت بعيداً.. كم كنا في هذا اليوم نحتفل بها ونشدو ونتذوق معها طعم الفرح.. السلام على روحك الطاهرة وتربتك الزكية، السلام عليك يا أمي.. ليس لرحيلك يوم يا أُمي أتأمله أو احتفي به، فكلّ يوم يتكرر مشهد موتك أمامي بتفاصيله المحزنة التي لم تترك لــ أحزان الدنيا شيئاً لغيرنا،
لأنك حاضرة أمامي في كل لحظاتي، لأنك السند الذي أتكئ عليه في حياتك وبعد مماتك، لم ولن يأخذك الموت مني، لن أنساك ما دمت أحتمى بذكراك، وكلما اتسعت عليّ دوائر الهمّ وضقت أنا بها يساورني طيفك أخاطبه ليقنعني في الآخر بأن الموت حق.. مازالت نصائحك قنديلا أبدد به عتمة ليلي، كلما ازدادت حلكته وما أكثرها يا أُمي.. كل شيء من حولي أصبح ممزوجاً برائحة الموت وتدفقات أنهر الألم والحزن تكحل عيني بندى دموع لم تجف منذ رحيلك عني. ما أحوجني اليوم إليك والدنيا تخترقني بلارحمة، ما أحوجني اليك وقد اختلطت كل المشاعر من حولي وترمّدت بلون ضبابي عتّم بصيرتي. ُصّمت كل الآذان بعدك يا أمي فارتدّ صوتي إلى داخلي وغدت شكواي نحيب مكتوم.. كيف أبدأ حزني على فراقك بل كيف انتهي منه.. ليس لي من كلمات يمكن أن تعبر عن كبر قدرك يا أمي.. سأكتب لك يا أمي حنيني, ليتساقط دمعي خجلا منك لأني لم أفعل لك شيئاً، وهزمني القدر لأبقى عالقة في مدارك.. أنا منك من فيض عطائك غير المحدود.. رحيلك أفقدني الصواب، فقلمي عاجز أمام أوجاعي لم تعد تسعفه اللغة، حيث تعلمت على يديك كل شيء في الحياة.. الكرم، والأخلاق، والصبر، والعطاء، والحلم, لكن نسيت يا أمي أن تقولي لي كيف أتغلب على وجع رحيلك، وكيف أتعود على فراقك، معاذ الله أن اعترض على أقداره، ولكني أتساءل كيف الاحتمال؟
نومي قريرة العين يا أمي.. ورحمك الله أنتِ وأبي وأسكنكما فسيح جناته.
نازك يوسف العاقب – (حواف حادة – صحيفة آخر لحظة)