احلام مستغانمي

هكذا تكلم نزار (1)


ما عدت أدري كم سنة مرّت على رحيل نزار قبّاني. ترعبني هذه المسافة الزمنيّة، التي تفصلني عن آخر مرّة سمعته فيها، وآخر لقاء كان لي معه.
يحزنني كلّ ما ائتمنني عليه، واحتفظت به عميقاً في القلب، ولم أكتبه كي أظلّ كبيرة في عينيه، كما أرادني. فلا أصعب من أن نظلّ عند حسن ظنّ الأموات. لكن، مازال يراودني حلم سرّي، ينتظر منذ ثلاثين سنة ، أن أكتب رواية تليق بنزار كما عرفته. قبل فترة، كنت أتصفّح مجلّداته التي لم أقرأها من قبل. اخترت أن أهديكم بدل أشعاره بعض أقواله . فالشاعر يُعرف من نثره..
ثم إن تكريم الكاتب ليس في أن تعطيه ما يستحق، بل في أن تأخذ منه ما يُعطي ، يقول جبران . لنكرّم نزار بقراءته والتأمل في مواقفه السياسية . أنتظر منكم بعض ما أعجبكم من كتاباته ، سأعيد نشر مختاراتكم . ليكن أسبوع نزار .
* * *
* إنّ الكاتب العربيّ، مطلوب حياً أو ميتاً، وصوره وبصمات يديه موزّعة على كلّ المخافر ومراكز الحدود. ورائحته، أو رائحة حبره وحروفه، تحفظها الكلاب البوليسيّة عن ظهر قلب.
* أراقب الحزن وهو يتجوّل في زوايا غرفتي، يجلس على مكتبي.. ويضع الأزهار الصفراء في مزهريتي، ويتمدّد على فراشي، ويصنع لي قهوتي الصباحيّة.. فهل أصبح الحزن زوجتي؟
* الإنحطاط لا يعني أن لا تملك سيارة أو تلفزيوناً أو زوجة جميلة أو ساعة سويسريّة.. الإنحطاط يعني أن لا تعرف من هو أبو الطيب المتنبي.
* ما حاجة الحاكم إلى الشعر.. إذا كان يلبسه بقدميه؟
* كيف نقول: إننا ديمقراطيون.. إذا كنّا نعتبر صوت الإنسان عورة؟