أبشر الماحي الصائم

ازدهار أدب المواجع


إننا نتبرأ من هذا المشروع المدّعى أنه للحركة الإسلامية بالسودان، وإننا لا نعرف لها علماً وهدى فكرياً ولا خلقاً ولا سياسة مما ينسب حقاً إلى الإسلام.
وهم اليوم قد دعوكم ضيوفاً لمؤتمر لهم ونحن نقدّر أنكم مهمومون بما يليكم من شؤون حركة الإسلام المتطورة في بلادكم، وأنكم تدركون أنه حين تُصاب حركة الإسلام الصادقة ودعوته ومثاله الحق، هكذا سيظن كثيرون عُسر إيقاع حكم الإسلام في العصر الحاضر.
وحيث تصاب الحركة عسى أن يبدّل الله خلفاً ينهض بالمشروع، أما حين تُصاب دعوة المشروع ومثاله مع الحركة فمؤدى ذلك الصد عن الدين في الحياة عموماً، وذلك ما أدى إليه نكوص هؤلاء صراحة عن هداية الدين، الأمر الذي يقتضيكم أن تتعرّفوا الحقائق والدقائق في تجربة أهل السودان الحاضرة للاعتبار بها في مسيرتكم القاصدة بإذن الله.
أخوكم : حسن الترابي
الخرطوم
التاريخ/ 27 ذو الحجة 1433هـ
الموافق له/ 12/11/2012م
* هذا نموذج من تجارة استدعاء الخطابات المتحاملة والفيديوهات المتقاطعة، التي تزدهر سوقها هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، الفقرة أعلاه من خطاب ضافٍ وجهَّه الراحل الشيخ حسن الترابي إلى ضيوف الحركة الإسلامية، جناح المؤتمر الوطني، في إحدى دورات انعقادها عام 2012 !!
* هنالك رسالة أخرى تحوم في الوسائط تنسب للأخ الأستاذ الناجي عبدالله الناشط في حزب المؤتمر الشعبي، تفيض سباً وتنكيلاً بالمؤتمر والوطني والحكومة، وتقدم في الوسائط كما لو أنها (قطع أخضر) ولم يجف مدادها بعد!! وبقليل من التحري والتثبت وجدت أنها قيلت على أثر وقع تداعيات المفاصلة.. على أنها تحمل مرارات تلك الفترة المأزومة!! وفي المقابل إن الذين استمعوا إلى خطبة عزاء الأخ الناجي الذي أتى متأخرا من المملكة العربية السعودية، فلقد وجدوا فيها اختلافاً كبيراً، وهي تحفل بالحزن والمواساة للجميع.. وتجمع وﻻ تفرق.. وتحتفل بأطروحة الشيخ الفقيد في ثقافة لملمة جراح السودانيين وتفويت عمليات تفتيت البلاد وتشظيها!!
* وآخرون لم يستنكفوا في استدعاء فيديو من مجاهل التأريخ للأخ الدكتور عصام البشير، يعارض فيه بعض أطروحات الشيخ الترابي، وﻻ عزاء يومئذٍ للمكان والمكانة والمنبر الذي يتحدث منه رجل الوسطية، كان يتحدث من الخليج وما أدراك ما الخليج !!
* بطبيعة الحال، لكل مرحلة خطاباتها وتكتيكاتها السياسية والفكرية، على أن الأعمال بخواتيمها.. ولقد ذهب شيخ الحركة الإسلامية الترابي إلى ربه وهو متصالح ومتجاوز مع الجميع، ولم يورث مرارات ولم يخلف جراحات بقدرما ترك إرثاً من التسامح يسع كل المشهد السياسي.. ما إن تمسك به طلابه وإخوانه، إلا وأنهم كانوا مؤهلين إلى تجاوز المرحلة والماضي.. إلى استشراف مستقبل يليق بهذا الوطن الكبير.. وليس هذا كلما هناك.