سياسية

فيلم يوثق لحظة تلاقي سائحين أوربيين ولاجئين سوريين.. سعى لخلق شعور بالتعاطف بين الطرفين


تجذب شواطئ بحر إيجة باليونان الكثير من السائحين الأوربيين، يذهبون إليها في فصل الصيف للراحة والاسترخاء، كما يعد ساحل بحر إيجة ملاذاً بالنسبة لللاجئين السوريين، بعد رحلة المخاطر التي يواجهونها أثناء سفرهم من تركيا إليه بالقوارب، فيعتبر بحر إيجة بالنسبة لهم الملاذ الآمن وبوابة الحياة الجديدة في إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

من خلال فيلم وثائقي قصير أعده زوجان مقيمان في أمستردام اسمهما “ماريكا فان دير فيلدين”، و”فيليب برينكس”، قام الثنائي بتسجيل ما يقرب من 12 محادثة بين اللاجئين الذين وصلوا حديثاً إلى ساحل إيجة، والسائحين الذين جاءوا لقضاء عطلتهم.

قضى الزوجان عشرة أيام في الجزيرة وثّقوا خلالها تلك المحادثات بصور تجمع السائحين واللاجئين سوياً. وكان دافع الزوجين للقيام بذلك هو خلق شعور أكبر بالتعاطف بين الطرفين السوري والأوروبي والمشاهدين للفيلم على حد سواء، حسب ما نقلت صحيفة “سليت”، الجمعة 25 مارس/ آذار 2016.

يحتد النقاش حول قضية اللاجئين في هولندا إلى درجة كبيرة، فبحسب ما أشارت فان دير فيلدين عبر موقعها الإلكتروني، يقول البعض “أنا حزين على أحوالهم، لكنها ليست مشكلتي، عليهم أن يبقوا فى تركيا أو أي مكان آخر، هذه ليست مشكلتي”.

“عندما يبدأ الفريقان في الحديث مع بعضهما وجهاً لوجه، يبدآن في استشعار صعوبة أن تعاني بلدك من الحرب، ويُدمَّر منزلك، ويتوقف عملك ومصدر رزقك، ولا يستطيع أطفالك الذهاب إلى المدرسة لسنوات، فمن وجهة نظرنا مقابلة الفريقين سوياً جعلتهم أكثر تعاطفاً مع حال اللاجئين، فقد قضت الحرب علي اسمهم وعائلتهم ومستقبلهم”.

يذكر أن فكرة المشروع خطرت للزوجين في مارس/ آذار الماضي، بعدما قاما بصنع فيلم وثائقي في مخيمات اللاجئين في لبنان، وأدركا أن الكثير ممن قابلوهما من المحتمل أن يفروا من الفقر هناك عبر البحر حيث تعد جزيرة لسبوس اليونانية واحدة من أقرب الأماكن في أوروبا لهم.

وتحت ضغط الوقت التقى الزوجان بأول فريق استطاعا إقناعه بفكرة المشروع، ثم بعد ذلك سجلا مع السائحين الأوروبيين الذين أقاموا معهما في نفس الفندق، كما سألا اللاجئين السوريين الذين كانوا في انتظار الحافلة بالموقف في قرية موليفوس. وعبر ثلاث كاميرات، وخلال ما يقرب من 30 دقيقة، وبمساعدة مترجمين فوريين حيث ثبتت سماعة في أذانهم، مضت المحادثة بين الطرفين بسلاسة في حديث تناول كلاً من السياسة والموضوعات الخفيفة كالكرة والموسيقى، وانتهى اللقاء بينهم بعد أن التقط المشاركون صوراً لهم سوياً.

وتضيف دير فيلدين “آنذاك جلسنا في هدوء وراء الكاميرا، وتركنا كل محادثة تأخذ مسارها الطبيعي. في بعض الأحيان كان الحديث يبدأ بينهم بشكل سيء ولكن أثناء اللقاء بدأت تأخذ المحادثة منحى ألطف. كان بإمكان كلا الطرفين إذا لم يتبادر إلى ذهنهم سؤال معين أن يلتقطوا إحدى البطاقات المتواجدة بينهم ليوجهوا من خلالها سؤالًا للطرف الآخر”.

جميع السوريين الذين تم التسجيل معهم في المشروع استطاعوا الوصول إلى ألمانيا أو النمسا، ومن ضمن الثنائيات التي سُجل معهم في المشروع هما سلمى من هانوفر بألمانيا، وحسام السوري الذي يعيش الآن في برلين، مما يعني أنهم ليسوا معارف عاديين بل أبناء وطن واحد.

وتقول سلمى “نحن على مستوى عالٍ من التواصل مع بعضنا البعض، في بعض الأحيان أساعده في ترجمة وثائق، وفي تعلم اللغة الألمانية وهو سيأتي قريباً لزيارتي في هانوفر. أستطيع القول إني أصبح لدي صديق جيد”.

huffpostarabi