حوارات ولقاءات

كمال عمر : دخول (الشعبي) في الحوار الوطني غيَّر مفهوم الحوار و أحزاب كبرى يدفع لها (الوطني) أموالاً شهرياً


دخول (الشعبي) في الحوار الوطني غيَّر مفهوم الحوار
المعارضة (متعنتة) معنا أكثر من (تعنّت) (الوطني)

مناوي وجبريل والصادق أقرب إلى قبول فكرة الحوار
قوى كبيرة في (الوطني) تقف مع خياراتنا

أحزاب كبرى يدفع لها (الوطني) أموالاً شهرياً
بعض قوى المعارضة تسعى للقضاء على الإسلام السياسي

استضاف منتدى الصيحة الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، حول الوضع السياسي الراهن خاصة بعد الزحام السياسي الذي شهدته أديس أبابا من كافة المكونات السياسية السودانية، كمال تحدث عن حقيقة اجتماعهم مع أمبيكي ، وعن لقائهم مع قوى المستقبل، وطاف بنا حول لجان الحوار الوطني، وشرح حقيقة اللقاء التشاوري الذي يجمعهم مع بعض القوى السياسية السودانية، وكشف الكثير المثير الذي لم يقله من قبل.. فإلى رصد المنتدى:

ـ فلنفترض أن قوى نداء السودان وقعت على خارطة أمبيكي خلال هذا الأسبوع المهلة.. كيف ستحاورونهم والحوار انتهى.. هل سيكون الحوار على المخرجات؟
عندما بدأ الحوار ، وصلت الدعوة إلى كل الناس، لم يكن هناك استثناء لأحد، وكان لكل شروطه التي طرحها، هناك من طرح إطلاق الحريات وأسموها تهيئة مناخ، وهناك من قال لن نشارك والنظام موجود، وإن لم يقبل بفكرة الحكومة الانتقالية بعد أن يذهب فلن نحاوره، نحن في المؤتمر الشعبي كان رأينا أن كل القضايا التي يتحدثون عنها هي قضايا الحوار نفسها، وفي تقديري أن دخول المؤتمر الشعبي للحوار غير كثيراً في فكرة الحوار، لأن الرئيس عندما جاء إلى الحوار، كانت هناك قضيتان أو ثلاث وضعها، لكن الشعبي أدخل قضايا أخرى كقضية الحكم، وقضية الحريات، وقضايا أخرى مثل كيف يحكم السودان، ومنذ بداية الحوار قمنا باتصالات مختلفة، قوى الإجماع الوطني رفضت أن تقابلنا، والجبهة الثورية والحركات المسلحة كانت تلتقي الحكومة ثم التقت بنا في آلية 7+7، ولكن طيلة الفترة التي مضت كانت المعارضة تتحدث عن حوار تحضيري بالخارج ونحن نرفضه تماماً.

ـ دعنا في الآن .. وصلتم في الحوار إلى مرحلة التوصيات، ثم ماذا بعد؟
تقديرنا أن هناك حرباً تدور، وهناك قوى كبيرة جداً في الخارج ليست بدائرة الحوار، فكيف يمكن استيعاب هؤلاء، أصدقكم القول نحن على قناعة بأن هذا الوطن شراكة بين الجميع، ووصلنا لتوصيات نهائية لخمس لجان، هناك لجنة واحدة فقط ما زالت بها مشكلة هي لجنة الحريات، وقمنا نحن في آلية السبعتين بتقدير أنه من المهم جداً التواصل مع القوى الممانعة.

ـ معظمهم لم ير التوصيات ولا يعرف عنها شيئاً، فكيف تحدثون الناس عن شيء لم يروه؟
قناعتنا أنهم لو رأوا هذه التوصيات فإن رأيهم سوف يتغير فيما يتعلق برفضهم للحوار، هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فإنهم يمتلكون الحق في إبداء الرأي لأن هذه التوصيات ليست مخرجات، لأنها لم تعرض على الجمعية العمومية للحوار ، عندما تعرض التوصيات وتجيزها الجمعية فإنها تصبح بعد ذلك مخرجات، هناك من يتوجسون من عدم تنفيذ المؤتمر الوطني للمخرجات، لكننا عندما نضع الرحمن جميعاً في قلوبنا، ثم نذهب في اتجاه الضغط على المؤتمر الوطني لتنفيذ المخرجات بشكل أساسي، فإننا نمتلك القدرة، نحن إلى الآن لا نشعر بأن المؤتمر الوطني (متعنت) منذ أن بدأنا الحوار، المعارضة متعنتة في الجلوس معنا أكثر من تعنت المؤتمر الوطني في قبول التوصيات أو المخرجات، ولذلك أنا أعتقد أن جلوسنا مع قوى المستقبل فيه اختراق كبير.

ـ لماذا؟
لأن هناك حديثاً أن هذه المعارضة هي مجموعة المؤتمر الوطني، وهؤلاء إسلاميون يريدون أن يتوحدوا، وهؤلاء مجموعات تطبخ شيئاً من أجل كراسي الوزارة وغيرها، وهذا الحديث لا يظلمنا نحن فقط المشاركين في الحوار بل يظلم الحوار نفسه ويظلم الخط السياسي المطروح الآن، أنا أعتقد أننا تحدثنا مع إخواننا في قوى المستقبل بقلب مفتوح، وعقل مفتوح وأعطيناهم مساحة كافية ليقولوا كل آرائهم، ليس لقاؤنا مع قوى المستقبل بمعنى أننا (وارينا) الباب أمام قوى الإجماع الوطني، أو الحركات المسلحة، فمني أركو مناوي وجبريل إبراهيم والإمام الصادق المهدي هم أقرب إلى قبول فكرة الحوار والمساهمة في التوصيات قبل أن تكون مخرجات أكثر من قطاع الشمال، أنا أعلم كيف يفكر قطاع الشمال، وأعلم ما هي الجهة التى ترتبط به آيدلوجياً، وبالرغم من هذا، فنحن لن نستسلم، وسنتواصل معهم.

ـ وما هي حقيقة اللقاء التشاوري؟
بدأنا مع قوى المستقبل، حتى نتفق على أجندة وسنواصل الاجتماع بهم، حتى نصل على الأقل إلى قواعد مشتركة، ولقد تحدثنا إلى أمبيكي حتى يهيئ لنا لقاء مع الحركات المسلحة، وسنذهب للقائها بالخارج لأن طبيعة الحركات المسلحة هي كونها بالخارج كآلية 7 +7 ونسمع آراءهم حول التوصيات، وقبل أن نصل إلى الجمعية العمومية.

ـ ألهذا لم تحددوا موعداً للجمعية العمومية؟
حتى لا يقول قائل إننا نريد أن نقفل باب الحوار، لذلك تركناها مفتوحة ولم نحدد لها أجلاً، حتى نسمع كل الآراء في توصيات الحوار أملاً أن نصل لمعادلة موزونة بعد أن نسمع آراءهم ثم نذهب جميعاً إلى الجمعية العمومية للحوار، لكن هناك بعض الناس لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، ولو فتحتم لها التوصيات للأبد فلن يأتوا.

ـ هناك توصية لرئيس الوزارء، وعليها إجماع، ووأضح أن هناك محاولات من المؤتمر الوطني للتأثير على بعض التوصيات وتعديلها من الخارج وليس تعديلها من الداخل، هذا يبعث بالشك في أن المؤتمر الوطني سيعرقل بعض التوصيات.. ؟
إن كنا نعتقد أن المؤتمر الوطني سيقبل بكل التوصيات فنحن لسنا سياسيين .. نحن نرى الآن أنه لا يوجد أمن.. الأمن جهة لجمع الملعومات فقط، ولدينا رأي في قضايا الحريات، المؤتمر الوطني لن يوافق عليها، لدينا آراء في قضايا الحكم، كرئيس الوزراء، رئيس الوزراء الذي نريده شخصية قومية، بيده السلطة التنفيذية لا أن يكون ديكوراً، نحن نتوقع المقاومة من المؤتمر الوطني، لكن هل نحن كقوى سياسية في هذا الوقت الحساس مجمعون، وليست لنا القدرة للمحافظة على المبادئ الأساسية المطروحة في الحوار، أنا أعتقد أن هذه مسؤولية أيضاً تقع على القوى المقاطعة للحوار.

ـ وكيف ذلك وهي لا تشارك في الحوار؟
بأن تأتي وتدفع معنا بآرائها في الحوار وتدعمنا حتى تقوى العزيمة للتحول القادم بشكل أساسي، بدلاً من هذا الموقف السلبي الذي يدور في الساحة.. أنا أعتقد أننا متمسكون تماماً بالمبادئ التي طرحناها في الحوار، وهناك قوى كبيرة جداً حتى في المؤتمر الوطني تقف مع خياراتنا هذه ولذلك أنا أعتقد أن المهم بالنسبة لنا بأن يأتي الممانعون والرافضون للمشاركة في المراحل القادمة

هناك أناس أغلقوا الأبواب على أنفسهم ولم يغلقه الحوار، وذهبوا وأقاموا مشاريع سياسية لوحدهم، كنداء السودان وغيره من النداءات التي تهمهم، نحن ما زلنا نؤمن بحق الآخرين، ولذلك قلنا إننا سنعرض عليهم التوصيات وليقولوا رأيهم بشكل أساسي، هذا هو الغرض الأساسي من اللقاء التشاوري ولقاءاتنا مع بقية القوى السياسية؟

ــ ما الفرق بين الحوار الداخلي والخارجي طالما أن النتيجة واحدة؟
هل المؤتمر الوطني (مشترينا) حتى نقبل بالحوار الداخلي، ولكن لأننا جربنا الحوارات التى تمت بالخارج، وجربنا وصاية المجتمع الدولي، نحن تقديرنا في السودان وفي هذا الظرف مهمة، لن نذهب بهذا الحوار إلى الخارج حتى يترأسنا المجتمع الدولي به لتخرج قرارات دولية به، نحن نريد أن نخرج من هنا بالحوار وبمخرجاتنا فإن استجاب المؤتمر الوطني فذلك جيد، وإن لم يستطع، فكل شخص له خطه السياسي، أنا في المؤتمر الشعبي بعد أن فعلت ما فعلت في الحوار أستطيع أن أعود إلى حزبي وأحرك ثورة في الشارع بموقفي في الحوار.. أضف إلى ذلك إرادة الناس..

ـ هل لدى سبعة المعارضة القدرة الكافية على إجبار المؤتمر الوطني لتنفيذ المخرجات خاصة وأن هناك اتهامات أن نصفهم قد تم شراؤهم من قبل المؤتمر الوطني؟
قصة أن المؤتمر الوطني دفع واشترى رواية بلا نهاية لو فتحناها فلن تقفل، أقسم بالله العلي العظيم أن هناك أحزاباً كبرى في البلاد (تهز وتلز) يدفع لها المؤتمر الوطني أموالاً شهرياً، أحزاب لا يمكن أن تتخيلها تجلس في المعارضة الآن وصوتها عالٍ .. لا داعي أن نتحدث عن قصة دفع الأموال هذه ، لكنني في الأخير لست معولاً على سبعة المعارضة أو سبعة الحكومة، هناك جمعية عمومية، هل هؤلاء كلهم مشتريهم المؤتمر الوطني، الكثير كانوا يعتقدون ذلك، لكننا عندما جئنا إلى الحوار وجدنا أناساً في داخل القصر الجمهوري وأحزاباً موقعة مع المؤتمر الوطني لا تقل مواقفهم عن مواقف قوى في المعارضة، ولذلك أنا معول على الجمعية العمومية خاصة وأنهم مستوعبون تماماً أنهم أمام تحدٍّ تاريخي بمواجهة شعبهم.

ـ تريد أن تقنعنا أنه لا يوجد شراء وبيع؟
البيع والشراء أصبح ثمنه الدماء، فمن أراد أن يخون ويمكن لسلطة المؤتمر الوطني فإن شعبنا موجود ومن قبل شعبنا الله رب العالمين، نوح عندما قام بتبليغ رسالة ربه (طفش) منه ابنه.. دعك من أن يطفش منا البعض في هذا الحوار، ونحن سنعمل بإرادة شعبنا بإذن الله.

ـ هناك قوى لن تقبل بالإسلام السياسي إطلاقاً كالحركة الشعبية قطاع الشمال، ـ ما هي رؤيتكم للتعامل مع هذ ه القوى؟
ـ هناك أناس يعتقدون أن لديهم فرصة تاريخية للقضاء على الإسلام السياسي

من هم؟
أنتم تعرفونهم .. هم يعتقدون أن لديهم فرصة تاريخية بعد القضاء على الإسلام السياسي في مصر عن طريق انقلاب السيسي الذي (قرض) به الإخوان وأدخلهم غياهب المعتقلات والسجون، فلا داعي أن نعطي الإسلاميين فرصة في السودان ومن الأفضل أن (نقرضهم) تماماً من الساحة ونخرجهم من السلطة، لكن في تقديري أن قراءتهم قراءة خاطئة، يوجد وعي كبير في وسطنا كإسلاميين بالآخر تماماً، نحن في المؤتمر الشعبي لدينا قناعة بأن الانتخابات لو أتت بالحزب الشيوعي فسوف (ندق تعظيم سلام) عشرين مرة، لكننا لن نأخذ (سيخ وبنادق) ونأتي ليلاً لقتلهم ثم نقول إن هؤلاء كفرة، ولكننا سنقول إن هذه هي إرادة الشعب السوداني والديمقراطية، وهذا لا يعني أننا راضون بالقصة، لكننا سنبذل جهدنا إلى أن تأتي انتخابات أخرى، لكن بالجبروت والطغيان فلن نصل إلى نتيجة لأن التجربة التي شاهدناها قد مزقت الشعوب، إنني أطالب هؤلاء إن كانوا يريدون استقراراً حقيقياً للبلاد أن يغيروا فكرتهم في استهداف الإسلاميين، واستهداف الإسلام السياسي، لابد أن يتغير، فإذا أردت اقتلاع الإسلام السياسي فاقتلعه بالانتخابات، لكنك لن تستطيع أن تقتلعه بالمجتمع الدولي ولا بالجبروت والقوة، لقد جربوا القوة، والقوة انقلبت عليهم، ونحن فعلنا أيضاً وانقلبت علينا، وكل منا لديه تجربته، لابد أن نستفيد من هذه التجارب لا أن نرمي بها في سلة التاريخ، وينبغي أن نقبل نحن بعضنا البعض، وتجربتنا في تحالف قوى الإجماع الوطني لو قدر لها أن تستمر كان يمكن أن تكون صورة من صور الاستقرار في البلاد، لكننا جلسنا معهم وفعلوا شيئين، لولا تأييدهم بالبيانات الانقلاب الذي كان في مصر، كلهم مؤيدون ونحن في وسطهم، يعني الديمقراطية إذا جاءت بغير إسلامي كان بها وإن أتت بإسلامي فهو (ابن حرام)، ينبغى أن (يداس)، الديمقراطية لو أتت بعلماني لم نكن نحن نسصدر بياناً، ونقول نحن ضده، لقد فكرنا الحقيقة حينها مليًا وقلنا ان الانتخابات لو اتت بنا ، فماذا سيفعل هؤلاء ، هذه شئ الشئ الاخر كان في سبتمبر ، نحن نعمل معهم، فقاموا بتغيير كل الشعارات وهم يهتفون ضد الإسلام والجبهة الإسلامية القومية وغيرها، فقلنا حينها إن هذا مشروع خونة، لا نستطيع أن نستمر فيه، معارضة لا تستطيع الوفاء بعهودها لا نستطيع الاستمرار معها، لذلك خرجنا منها لمن نحن نعتقد أننا لا زلنا نعتقد أن هذه الفئة مهمة جدًا في الحوار الوطني وفي المعادلة السياسية بأن يبقوا جزءاً من الحوار الجاري.

ـ المعارضة اتهمت أمبيكي بأنه تجاوز القرارين 456، 539 الصادرين من الاتحاد الأفريقي، ماذا فعلتم لأمبيكي حتى ينحاز إليكم؟
أمبيكي قرأ المسرح السياسي بالبلاد جيداً، وتصرف بالمعطيات الموجودة الآن، وآخر لقاء بيننا وبين أمبيكي، كلفت من قبل السبعتين (سبعة الحكومة وسبعة المعارضة) بأن أعطي أمبيكي عرضاً كاملاً عن حركة الحوار من بداياته إلى مرحلة التوصيات، وفعلت ذلك بشرح دقيق وقدمت له بفن المرافعة عن كل أعمال اللجان، في تقديري أن أمبيكي لم يندهش، لأنه أحس أن هناك واقعاً جديداً في الحوار، والواقع الجديد في الحوار، قام أمبيكي بما أسماه اللقاء التشاوري، وهذا اللقاء في تقديري هو أحد إبداعات الاتحاد الافريقي، حتى يجمع الساحة السياسية كلها مع بعضها البعض، وهم إلى حتى وقت قريب كانوا يصفقون لأمبيكي عندما خرجت قرارات الاتحاد الافريقي، وقالوا إنه لم يحضر الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني وقاموا بتمجيده، وهذا أمر غير مقبول أخلاقياً، عندما يكون الأمر لصالحنا (نصفق) وعندما يكون علينا (نولول)، أنا أعتقد أن أمبيكي عمل من استوعب التطورات التي حدثت بالبلاد، وهو عمل على هذا الأساس إضافة إلى هذا فقد أخبرناه بأننا لم نقفل باب الحوار ونحن على استعداد أن نلتقي مع الحركات وقوى الإجماع الوطني ومع قوى المستقبل، وعلى ضوء هذا الحديث عمل أمبيكي، والتقينا بقوى المستقبل، ونحن على استعداد الآن أن نقابل قوى الإجماع الوطني، لكن صدقوني لو ذهبنا إليهم وجلسنا إليهم أمام بابهم (وحنسناهم حنيس) حتى نقدم لهم ورقة فلن يقبلوها، ماذا يفعل أمبيكي، الآن هناك حركتان في الحركات المسلحة سوف تأتي وسنلاقيها وستقتنع، أما الرافضون فهذا رأيهم ماذا نفعل، أخبرتكم سابقاً أن الله عز وجل أرسل المرسلين بالتوحيد والدعوة، ولكن هناك أناس قنع منهم الله و(أغرقهم).. نحن لا نريد أن نغرق أحداً، نريد أن نغرقهم بالحريات والدميقراطية.

رصد وتحرير: عطاف عبد الوهاب
صحيفة الصيحة