تحقيقات وتقارير

المصور أبا.. خيال وإبداع يجعل البلو نايل أكثر سطوعاً.. أحساس العدسة


الثابت أن نجاح كل قناة أو فضائية يقوم على عدة معينات ويتوقف بلاشك على الكادر المؤهل والمدرب، الذي يمتلك ناصية الإبداع والفكر والقدرة على التطوير وجذب انتباه المشاهد، وبالطبع فإن الكاميرا تعد الأساس في الفضائيات، وتوفر الجمال والإمتاع للعين عبر الصورة باستخدام أفضل زوايا التصوير والتقنيات الحديثة في العمل التلفزيوني ضرورة واجبة للمحافظة على المشاهد وضمان استمرار متابعته لبرامج القناة.
ولا ريب أن التصوير موهبة، غير أن الوصول لمرحلة إطلاق الحكم بأن فلاناً مصور بارع وبارز ومبدع ليست بالأمر السهل، قليلون هم من يحدثون الفارق في القنوات الفضائية وتجد المخرجين والمسؤولين بالقناة يحرصون على استمرارهم في العمل وتوفير كافة المعينات التي تساهم في إبراز مهاراتهم في التصوير.

حكاية أبا
من بين أؤلئك القلائل يمكن تصنيف المصور البارع الشاب عبد الرحمن مصطفى علي أو(أبا) كما يطلق عليه، الذي يعد واحداً من أبرع من يتعاملون مع الكاميرا ويسكب كل إحساسه في تعامله مع العدسة وتوجيهها أين ما وجد الجمال، وينحدر أبا من مدينة عطبرة منطقة الداخلة، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة عطبرة الشمالية ثم الثانوية بكمبوني عطبرة، ويعد واحداً من هواة التصوير الفوتوغرافي ويسعى لدخول العالمية. وعن ذلك يقول: بدايتي كانت بالرسم منذ الصغر، وفي عام 1994م قمت بتصوير فيديو كليب مع المخرج سامي سنادة. ويضيف: دائما ما تشدني مناظر الجبال والسماء والألوان المثيرة، وكل ما يرتبط بالمغامرة وتشكل الطبيعة كما نعرف بجمالها الجامح ملاذا ضروريا بالنسبة لكل مصور ومصدرا للارتياح بالنسبة للكثير من الناس، ويتطلب سبر أغوارها أساليب عدة، ومن ثم تختار كل ما ترغب أن تصوره مثل صور النباتات، والحيوان والظواهر الجوية.

تفاصيل وجماليات
ويقول عبد الرحمن إنه دخل استديوهات قناة النيل الأزرق في منتصف العام 2008م، وقام بتصوير عدة برامج منها برنامج (لمسة ولمسة) مع الأستاذة نهلة فضل وبرنامج (ألو مرحبا) و(مشاوير وفواصل) الـ (bn,fm) وحاليا يعمل في تصوير برنامج (أحسن) الذي يبث في رمضان. وأردف: قمت بتصوير أفلام الطيور المهاجرة مع المخرج قاسم، ويؤكد أبا أن عالم الصورة كبير جدا، ولا يمكن إنكار تلك الحقيقة، لذا فإن التصوير يبقى من الهوايات المفيدة في إبراز مقومات الطبيعة التي تجمع بين السياحة والمغامرة والاكتشاف، وزيارة أماكن جديدة تمتع العين برؤيتها لأول مرة، والتعمق في طبيعتها. ويضيف: عن نفسي دائما أحب التصوير الذي فيه تفاصيل وجماليات لأن التصوير فنون، وكل برنامج له طريقة عمل مختلفة.

ارتباط وثيق بالإحساس
ويواصل أبا حديثه قائلاً: التصوير مرتبط بالإحساس، فإذا زاد أكثر من ساعتين يصيب الشخص بالملل، العمل أمام الكاميرا يصيبه بالربكة ويشعره بالخجل، وبجانب ذلك فقد كنت من أوائل المصورين الذين رافقوا أولى دفعات أطفال اليوسي ماس إلى ماليزيا، ومن النماذج المشرفة في قناة النيل الأزرق التي تعكس حجم الطموح والرغبة في تطوير الذات والعمل والإصرار على إبراز القدرة على الإبداع.

مع خليل
وفي ذات السياق، يبرز خليل الذي يظهر في فقرة (فل تنك) ببرنامج صباحكم زين الذي تبثه القناة يوميا، وهي الفقرة التي تحظى بمتابعة عالية من قبل المشاهدين. فخليل محمد المعتصم من مواليد أم درمان حي الركابية، درس الابتدائية بمدرسة الركابية والأهلية المتوسطة ثم الثانوية مدرسة أبوبكر سرور والتحق بجامعة شرق النيل إدارة أعمال، ويقول عن ذلك: إن كل إنسان لديه طموح، وقد بدأت بالعمل في قسم الترحيلات بقناة النيل الأزرق العام 2006م، وتجولت مع القناة في ولايات كثيرة بحكم العمل والسفر ونقل مباريات الدورى الممتاز السوداني والكرة الأفريقية، إلى أن ترقيت إلى مشرف تراحيل.

فرصة جيدة
يواصل خليل حديثه قائلاً: بعدها التحقت مؤخرا ببرنامج (صباحكم زين) الذي أتاح لي الفرصة للظهور وقبلها كنت مواصلاً في مجال الإعلانات مع الأستاذ أيمن بخيت وأحلام بابكر، والتحقت بقسم الأخبار لمدة عام كامل من تغطية مؤتمرات، وسمنارات وندوات وفعاليات الأحداث، كما عملت مذيع ربط خارج الاستديوهات، حيث شاركت في نقل تشييع الأستاذ محمد بشير وكابتن المحينة، ومن خلال العمل داخل القناة ارتفع سقف طموحي، وظللت أسعى بكل حرص على تحقيق الإضافة والنقلة الجديدة في حياتي العملية إلى أن جاءتني الفرصة واستثمرتها.

لكل الناس
واسترسل خليل: وعندما عرض على الفرزدق معتصم منتج برنامج صباحكم زين تقديم فقرة (فل تنك) وافقته وبدأت في تنفيذها دون أي رهبه من الكاميرا وتعد إضافة لي وأعطتني دافعاً قوياً جداً، واسمحي لي أن أشير إلى أن برنامج (فل تنك) ليس حكرا وهو لكل الناس، ويمكن لكل شخص صادف العربة أن يلوح مباشرة إلى العربة وحتى عربة النجدة (999) فازت معنا قبل ذلك، مشيرا إلى فقرة (فل تنك) ستشهد تطوراً في الأيام القادمة.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. ما دام الإبن ابا من عطبرة ومن الداخلة ودرس بالشمالية لا بد أن يكون مبدعا فكل منطقة الداخلة عبارة عن لوحة فنية بمنازلها وشوارعها وضفاف نيلها وبناسها وقد درست بالشمالية في العام 1961 زمن الأساتذة كمال الطيب حسن وجعفر عزالدين ومحجوب واستاذ احمد رحمه الله وتوفيق والناظر فؤاد وغيرهم وقد كانت فعلا كما يقال ذاك الزمن الجميل.