مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : حلقات «الترابي» من شاهدها؟


> القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي كمال عمر .. يجعلك تظن أنه شاهد الحلقات التي اجرتها قناة الجزيرة مع الراحل حسن الترابي ــ رحمه الله ــ ووجد فيها ما لا يتناسب مع الوقت الحالي على الأقل.
> أو كأنه اخبر بمضامينها.. فرأى أنها غير مهضومة في هذا الوقت بالذات، لأن فيه اجواء صلح سياسي بين حزبه وبين الحزب الحاكم.
> والحلقات طبعاً كانت قد سجلتها قناة الجزيرة قبل ست سنوات.. وأن كمال عمر قال إن الترابي لم يسأل الجزيرة عن عدم بثها. وهذا يعني خلاف ما قيل.. فإن ما قيل هو أن الترابي طلب بثها بعد وفاته.. بعد الأجل المحتوم. وكمال عمر يقول إن الترابي لم يسأل قناة الجزيرة حول عدم بثها للحلقات وقتها ــ أي قبل ست سنوات ــ لأنه لا يلاحق الاعلام وغير متهجس منه.
> وحديث كمال عمر ينفي طلب الترابي للقناة ارجاء بث الحلقات.. أو أن ما قيل حول تأجيل بثها إلى ما بعد رحيل المرحوم الترابي ينفي ما قاله كمال عمر. لكن ما الفرق في الخلافات السياسية العادية والطبيعية بين فترة ما قبل الخصومة وبين فترة ما بعدها؟ فهي خلافات اجتهادية وليست ما يستوجب محو آثاره مثل المشكلات والقضايا المرتبطة باسباب حساسة ومسكوت عنها بعد الصلح.
> وفي الأخبار رشح أن المؤتمر الشعبي قد قلل من أية إثارة يمكن أن تحملها حلقات «شاهد على العصر» مع الراحل حسن الترابي.
> إذن لماذا يقلل حزب كمال عمر .. ثم هو نفسه يعد بأنه سيفعل المستحيل حتى لا تبث قناة الجزيرة حوار الترابي؟
> وكمال عمر يقول إن الحلقات قيلت وقتها كي تخدم الخط السياسي حينها. وإذا كان يقصد خط الحزب دون خط غيره، فما المشكلة في ذلك؟ وما العيب في خط الحزب والحزب مازال معارضاً أو على الاقل غير مشارك في السلطة.؟ وحزب المؤتمر الشعبي كان في البرلمان السابق له ممثل معارضة.. فهو قبل الحوار الوطني كان له من يمثله في المعارضة البرلمانية.
> والغريب أن كمال عمر قال إن الترابي لو كان حياً لرفض بث الحلقات في هذا الوقت. والتعليق على هذا القول هل يكون بافتراض أن الترابي طلب بثها بعد وفاته أم بافتراض أنه ما اهتم ببثها وتركه للقناة؟
> لم يكن هناك ما يدعو إلى الوقوف بعنف في وجه قناة فضائية ليست مسؤوليتها ما يقوله ضيوفها حول الشأن العام لو لم يتضمن اساءة إلى آخرين.
> والدكتور الترابي رحمه الله كان يمكن أن يقول ما ينبغي قصه في الندوات المفتوحة في الميادين.. لكن ما يدخل وحدة المونتاج في قناة فضائية أو إذاعة بعد تسجيله وقبل بثه على الهواء يجري اخراجه بالصورة اللائقة. ولو كان الترابي قد طلب بث حلقاته بعد وفاته.. فالمظنون أن الحلقات تحمل في مضامينها ما كان يراه خيراً للسودانيين أو المسلمين.
> ولا يعقل طبعاً أن تكون الحلقات موظفة لتصفية حسابات ليعرفها الناس بعد الوفاة.. فكيف سيستمع الراحل إذن إلى الرد عليها.
> والراحل الترابي لا أظن أنه كان سيعترض على بثها.. وفي كلام كمال عمر المتناقض نلاحظ أنه يتخوف من أن تتعمد قناة الجزيرة بث ما يمكن أن يشيع الفتنة بين السودانيين.
> لكن هذه القناة ليست قناة فتنة.. مثل بعض القنوات الأخرى.. وهي من حقها أن تبث الخلافات السياسية.. فهى متخصصة في بث الرأي والرأي الآخر. ثم ربما أن موضوع هذي الحلقات كان حول مشكلات الأمة الإسلامية.. وهذا هو الهم الذي كان يشغل الترابي في سنواته الأخيرة أكثر من قضايا حكم السودان.
> والمسلم حينما يقول اكشفوا عن وصيتي أو عن نصحي بعد وفاتي، فإنه يكون قاصداً للخير ولما يوحد المسلمين ويجعلهم يعتصمون بحبل الله إذا كان الذي سيكشف عنه بعد الوفاة شأناً عاماً.
> ولو كان للراحل حديث قاس لا يناسب الوقت الحالي، فقد قال الأقسى على الإطلاق قبل رحيله.. رحمه الله.
غدا نلتقي بإذن الله