أم وضاح

الحكاية أكبر من الغش!!


حادثة التسريب أو الغش أو لنسمها بأية تسمية من قبل طلاب أجانب ينبغي ألا نجعلها تمر مرور الكرام، وعلينا التوقف عندها متفكرين متأملين لنتعظ من الدرس ونفتح عيوننا قدر (الريال أب عشرة)، وحادثة الغش التي تمت في إحدى المدارس أثناء امتحان مادة (الأحياء) كان السيناريو فيها كالآتي على حد حديث المعلمة التي كشفت الحادثة، أن الطالب المعني كان يجلس في الامتحان ويضع على قدميه هاتفاً نقالاً أدخله بشكل ما معه، وظل طوال ساعات الامتحان يتلقى الإجابات عبر الـ(واتساب) من طالب آخر في مدرسة أخرى.. وخلوني في الحتة دي أبدي كامل دهشتي واستغرابي لهذا (الثبات الانفعالي) المحير للطالب، وجميعنا جلسنا من قبل لامتحان الشهادة وجلس من بعدنا أولادنا وندرك حجم الرهبة التي تجعلك تخشى من إدخال (بخرة) في وريقة صغيرة ناهيك عن جهاز هاتف (قدر الضربة)، وبعد أن تساقطت حبات الجريمة اتضح أنها أكبر بكثير من أن تكون حادثة منفردة أو أحادية الجانب، وبالتالي لا بد أن نعترف أن الوجود الأجنبي حتى لو كان لأقرب الجنسيات إلينا تشابهاً في العادات والتقاليد، لا بد أن نعترف أن له تداعياته وآثاره، بدلالة أسلوب (الشف) بالهاتف السيار مما يعد تحولاً في أسلوب الجريمة وعلى أضيق نطاق.. طيب إذا كان هذا التحول أبطاله أطفال صغار هدفهم وغايتهم أن يتحصلوا على نتيجة تؤهلهم لدخول كليات مرموقة، وما بعرف مهندس شنو ولّا دكتور أو قانوني شنو ذاك الذي يبني كل مستقبله على مؤهل من حصاد الغش والخداع.. المهم ما علينا إذا كانوا هم طلاب صغار، فلماذا لا يعطينا ذلك مؤشراً لخطورة التدفق الكبير الذي تشهده بلانا لأعداد كبيرة من الوافدين واللاجئين.. ما قلنا أقفلوا أمامهم الحدود أو أطردوهم، لكن على الأقل دعونا (نقنن) ونراقب ونحد من البراح الذي يمارسونه دون وازع ولا مانع، وفعلياً لا تخلو بلادنا من شارع أو سوق ليس فيه هذا الوجود المريب المحير، يمارسون كل شيء بدءاً من المهن الهامشية وصولاً حتى التسكع والتسول في الشوارع وإشارات المرور، لا أحد يعرف الصحيفة الجنائية لأحدهم، لا أحد يدري تاريخهم المرضي نفسياً كان أم عضوياً، الناس مفكوكة فينا ساي ورفعت الكلفة وأصبحوا أسياد بلد مستقلين الطيبة السودانية والكرم السوداني، وأحياناً للأسف اللا مبالاة التي نتعامل بها مع الأغراب.. لكل ذلك علينا أن نجعل من حادثة تسريب الشهادة السودانية جرس إنذار ندقه عالياً، وبعده نمارس حقنا في التدقيق والمساءلة لكل من أراد أن يقاسمنا ويتنفس معنا هواء بلادنا، خلوا بالكم من المتسكعين المتسكعات في الأسواق والمساجد! خلو بالكم ممن يدقون الأبواب طالبين المساعدة، خلو بالكم ممن يعملون معكم في البيوت أو المطاعم أو المحال، حتى لو كانوا يعملون في مهن هامشية! ارفعوا درجة الحذر الأمني لأعلى مستوياته، هؤلاء قادمون بثقافاتهم ومراراتهم ونكباتهم، وطيبتنا للأسف أرض خصبة بالنسبة لبعضهم يزرعون فيها الجريمة ليحصدوا الشر على حساب أمننا وأماننا!
{ كلمة عزيزة
يا عيب الشوم وخبر الروم ذاك الذي نقلته صحف الخرطوم (الله يجازي محنك يا هيثم عباس) وهي تتحدث عن أزمة في البرلمان بسبب إلغاء المالية لقرارها بمنح تصاديق لنواب البرلمان بغية شراء عربات بالتقسيط، والسيد وزير المالية ألغى هذا القرار بعد أن اتضح له أن بعض النواب باعوا تصاديقهم لأشخاص آخرين، وبالتالي لم يستفيدوا من الغرض الذي من أجله منحت لهم.. وخلوني كدي النبقى لوزير المالية ذاتو في رقبته، إذ ما الذي يجعله يمنح التصاديق لهم ويميزهم بذلك عن بقية الشعب السوداني، ح تقولوا لي ديل نواب الشعب، ح أقول ليكم إذا أصلاً الشعب عينو مارقة البخلي النواب يرتاحوا على حسابه شنو؟! هذا قرار معيب وفي غير محله بدلالة أن المستفيدين منه باعوا تصاديقهم.. ليه؟؟ لأنهم ما محتاجين للميزة أو التقسيط.
بالمناسبة يا دوب عرفت الناس دي ساكتة ولابدة ولا تجرؤ أن تستجوب وزير المالية (الملجم) الأفواه بالأقساط والميزات.. أها تاني مقسطين ليكم وين يا نواب الهنا؟!
{ كلمة أعز
هل صحيح أن ولاية الخرطوم تسلمت (8) لاندكروزر جديدة لنج مخصصة لمعتمدي المحليات؟ إن صدقت الخبرية فإن ذلك يمثل قمة الاستهزاء بمشاعر المواطنين الذين يشكون من شظف العيش، ويمثل قمة عدم الالتزام بتوجيهات رئاسية بتقليل الصرف الحكومي.. لاندكروزر يا مفترين ح تحسوا بالناس كيف طيب؟!