تحقيقات وتقارير

تعديل السودان في تصاميم سد النهضة يخدم شعوب حوض النيل الشرقي


تداعيات قيام سد النهضة الاثيوبي ظلت محل اهتمام اقليمى ودولي بصفة عامة والمسؤلين والخبراء في السودان واثيوبيا ومصر على وجه الخصوص لمعرفة وتحليل الاثار الاستراتيجية والبيئية والهايدرولوكية من خلال ورش العمل والندوات التي يتم تنظيمها بمراكز الدراسات والبحوث والجامعات وفي هذا الاطار نظم مركز البحوث الهايدرولوكية بالتعاون مع السفارة الاثيوبية بالخرطوم ورشة عمل في هذا الصدد التي ابرزت حرص اثيوبيا على لسان سفيرها بالخرطوم ابادى زيمو تاكيدها على إنفاذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين وضمان ربح جميع الأطراف من مشروع السد مانحاً الأفضلية لمصر والسودان في الاستفادة من كهرباء السد .
وقال خبراء سودانيون وإثيوبيون في الورشة ان دراسات علمية وفنية جديدة، حظيت بمصداقة دولية، وأثبتت الأثر الايجابي لسد النهضة “الالفية” على دول الحوض الشرقي (السودان – مصر – اثيوبيا)، ذلك بوقتٍ اعلنت أديس أبابا التزامها بإنفاذ كافة توصيات لجنة الخبراء الدوليين بشأن سلامة السد، وأكدت حرصها على انفاذ المعايير الدولية في بناء “سد النهضة” الذي تعدل موازنته نصف موازنة إثيوبيا ويضمن لها تحقيق أرباح بمقدار (2) مليون دولار يومياً.
وأكد السفير الإثيوبي لدى الخرطوم، عبادي زيمو، في ورشة العمل المشتركة بين السفارة ومعهد البحوث الهايدرولكية، بالنادي الدبلوماسي في الخرطوم، حرص بلاده على إنفاذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين وضمان ربح جميع الأطراف من مشروع السد مانحاً الأفضلية لمصر والسودان في الاستفادة من كهرباء السد مشيراً إلى اكتمال الخط الكهربائي الناقل (500 ميقاواط) والشروع في تصدير الكهرباء إلى خارج اثيوبيا.
ونفى السفير بشدة مزاعم وجود أجندة خفية لدى الطرف الاثيوبي من وراء بناء السد الممول بالكامل من الشعب الإثيوبي وحكومته، وقال : (نعمل لأجل المصلحة المشتركة، ولا نريد الاضرار بمصالح السودان ومصر). وفي الصدد كشف عن دراستهم لـ 150 الف وثيقة مقدمة بشأن بناء السد ومنطقة قيامه.
وكان رئيس الجهاز الفني للموارد المائية السوداني، بروفيسور سيف الدين حمد، كشف عن تقدم السودان بـ (12) تعديل في تصاميم السد، مؤكداً التزام الجانب الإثيوبي بتنفيذها كافة لافتا الانتباه الى ان تعديلات السودان لوحدها رفعت الكلفة من 1.3 إلى 1.5 مليار دولار واردف قائلا “بالرغم من ذلك جرى تنفيذها جميعاً، ووقفنا بأنفسنا على ذلك في أرض الواقع” مبيناً ايفاء أديس أبابا كذلك بتعهداتها في بيع الكهرباء إلى السودان بسعر (5) سنت من الدولار مقابل الكيلواط.
وشدد بروفيسور سيف الدين حمد، على وجود تنسيق تام بين السودان والجانب الاثيوبي، وأشاد بسلوك أديس ابابا في التعامل مع كل شواغل مصر والسودان بدءاً من تسليمهما لتصاميم السد انتهاء بتوقيع اتفاقات لمتابعة تشغيل السد وملء بحيرته، لافتاً إلى أن التخزين في اعالي النهر يضمن سعة مياه بالمليارات للسودان ومصر في اثناء فصول الجفاف، ويوفر ملايين الافدنة الزارعية المغمورة خلف الخزانات السودانية.
الخبير الجيولوجي الإثيوبي، إلياس ليوي، نوه الى بعد السد من محيط الزلازل بـ (500) كلم، مشيراً إلى أن دراسات علمية محكمة أوضحت أن المنطقة لم تشهد ظواهر جيولوجية مثيرة للقلق طيلة ألف عام وقال: منطقة السد آمنة تماماً ولا توجد أي تشوهات فيها.
وأضاف إن تحرك الأرض في منطقة السد طبقاً لدراسات جيولوجية وطبواغرافية تساوي صفراً، واستدل بخارطة للزلازل مأخوذة من موقع وكالة الفضاء الامريكية (ناسا).
وقطع إلياس إنه لو استشعر وجود أي خطر من شأنه أن يبدد الأموال الاثيوبية وحلم الإثيوبين في النهضة أو وجود إمكانية لتضرر الشعبين السوداني والمصري؛ فإن يده لن توقع على ورقة واحدة قدمت إليه.
بدوره اعلن الخبير الاثيوبي، بروفيسور يلما سيليشي، إن سد النهضة مطابق لكل المعايير الدولية بالأخذ في الحسبان لكل توصيات لجنة الخبراء الدوليين مشيراً إلى أن السودان سيكون بمنأى عن الفيضانات، وفصول الجفاف، كما أنه في مقدور سدوده الحالية توليد ألف ميقاواط اضافية نتيجة استقرار المناسيب، فضلاً عن تمديد عمر خزان اسوان لمئة عام اضافية بالنسبة للطرف المصري، وتوفير مليار متر مكعب من المياه سنوياً تعود بالنفع على الدول الثلاثة، فضلاً عن الربط الإقليمي الناجم عن المشروع بين دول المنطقة.
وطمأن المخاوف المصرية على الأمن المائي بقوله (لا نريد حبس الماء وإنما نريد إطلاقه لتوليد كهرباء رخيصة)، ونوه إلى أم ملء بحيرة السد سيتم بصورة متدرجة لضمان المصالح السودانية والمصرية.
من جانبه، اعلن بروفيسور ياسر محمد، من معهد البحوث الهايدروليكية، أن سد النهضة يوفر منسوب مياه مستقر ودائم، ويقلل نسبة الطمي الواصلة إلى السدود السودانية، ما يزيد من كفاءة الخزانات، ويرفع من الرقعة الزراعية، علاوة على ضمان انسياب الملاحة النهرية طوال العام بشكل سلس ومستمر في خطين (بربر – كوستي) (كوستي – جوبا) وذلك توطئة لربط النيل من منابعه وحتى المصب.

تقرير /اسامة الطيب

الخرطوم 31-3-2016 (سونا)