مقالات متنوعةمنوعات

لطيفة اللوغاني : همسات إتيكيتية للتعامل مع الزوج أو الزوجة العصبيين


العصبية سبب من أسباب تدمير العديد من الأسر وتفككها، وإنشاء الصراعات النفسية الداخلية بين الطرفين، والبعض للأسف لا يمتلكون القدرة على التواصل وعلى التعبير عما يشعرون به أو عمّا يرغبون به، وغالباً ما تكون الزوجة أو الزوج بحاجة إلى قليل من المحبة، أو الاستماع الجيد وإعطائه الوقت الكافي لتخطي لحظات الغضب والإحباط التي قد يمرّ بها بسبب ضغوط الحياة اليومية، كأزمة مادية أو مشكلة مهنية، أو لأنه بكل بساطة شخص عصبي ولا يمكنه التحكم في انفعالاته، ويجد المنزل المكان الوحيد له لإطلاق جميع الشحنات الغاضبة التي بداخله..!

ولكم سيدتي وسيدي هذه الهمسات الإتيكيتية التي تساعدكم على احتواء الطرف الآخر بهدوء وعقلانية، ليزول الغضب وتنتهي الانفعالات، لتكون حياتكم جميلة وخالية من المشاحنات اليومية.

• تجنّبي/ تجنّب:

1 – الكلمات السلبية والتذمّر والتصرفات المزعجة التي تثير عصبية الطرف الآخر، كالإلحاح وطرح الأسئلة والتحليلات، وإصدار النصائح وإطلاق الأوامر والتوجيهات! مثال: اهدأ.. كافي.. بس عاد.. ترى الموضوع ما يستاهل ليش مكبره.. أعصابك.. وغيرها من الكلمات الاستفزازية التي تساهم في زيادة العصبية!
كن هادئا وعقلانيا وانتق كلماتك، فإمّا أن تستخدم الكلمات المريحة، مثل: ماكو إلا الخير إن شاء الله.. بإذن الله الموضوع بينتهي وتتيسّر الأمور.. اللي تأمر فيه، أو أن تصمت!
2 – الاعتذار المبالغ فيه:

لا تكثر دائماً من الاعتذار للطرف الآخر لسبب أو بدون سبب، وخصوصا وقت الغضب!

• اضبطي/ اضبط لغة جسدك:

1 – تستطيع تهدئة أي شخصٍ كان إذا كنت فنانا بضبط انفعالاتك باستخدام لغة جسدك.. تحكّم بملامح وجهك فلا تنظر إليه بتهكم واحتقار، أو تحرّك شفتيك أو لسانك أو أسنانك بطريقة تثير عصبيته!
2 – حافظ على نبرة صوت ممتازة، وامنحه الفرصة لكي يخرج شحنة غضبه أمامك، فقط استمع لكلماته وتفهم سبب غضبه، وأظهر له تفهمك وليكن رد فعلك هادئا، وحنونا ممزوجا بالاحتواء والعطف، بعيدا تماما عن العصبية أو الاستفزاز لكي تسيطر على الموقف وتمتص غضبه!

• ليكن بينكم اتفاق مسبق:

1 – يتم الاتفاق بينكم أنه في حالة الغضب وخروج النقاش عن السيطرة أن يتم إيقاف النقاش بطريقة ذكية حتى تهدأ النفوس.. مثال: أنت الآن زعلان ومعصّب وأنا مقدّر هالشي، وعطني فرصة لما تهدأ شوي راح أبرر لك موقفي، لأني أحبك، وزعلك يضايقني قبل لا يضايقك!
2 – اعتمدي/ اعتمد خاصية الصمت عندما يتحدث لأنها ناجحة جدا، البعض يعتقد بأن هذه الخاصية تدل على ضعف الشخصية أو عدم الثقة، لكنها بالعكس تدل على القوة والمهارة في التحكم بالانفعالات، وعلى التواصل الذكي لتأمين الاستقرار، وعدم تحوّل هذه العصبية إلى شجار وإلى مشكلة زوجية قد تنتهي بتدمير هذا البيت!

• الإيجابية مطلوبة وخصوصا في هذا الوقت:

1 – تذكري/ تذكر صفاته الجميلة، لا تستسلم لعقلك السلبي، وتجعله يرضخ لمشاحنات وعصبية الطرف الآخر، واترك مجالاً له، وتذكر أنه يحبك، وإلا ما كان قد ارتبط بك، ولا تنس أنه إذا كان عصبياً فله صفات جميلة تحبها فيه، فقد يكون طيبا وأصيلا.. ابحث دائماً عن الصفات الطيبة في نصفك الآخر، واجتهد في تثقيفه بطريقة غير مباشرة، حيث إن هناك دورات تدريبية تساعد الأسرة على تفادي الكثير من المشاكل، والقراءة أيضا ممتعة مع الحرص الشديد على انتقاء الكتب التي تم تأليفها على يد متخصصين، سواء من رجال الدين أو علماء الاجتماع أو نظرائهم من علماء النفس!
2 – إياك أن تدخل أطرافا أخرى إلا في الحالات الصعبة جداً، فكلما كان الغضب داخل أسوار المنزل سهلت السيطرة عليه!

• المواجهة الذكية مهمة جدا:

اختاري/ اختر الأوقات المناسبة في لحظات الصفو والهدوء للمواجهة، ولا أقصد بهذا أن تلجأ للمعاتبه أو اللوم وإنما القيام بمصارحته بحبك، واحترامك له، وتقبلك له كما هو، وطلبك منه أن يبين لك نوعية التصرفات التي يكرهها أو التي تزيد من عصبيته في حال قمت بها ساعة غضبه، مع الطلب منه بأدب وبدبلوماسية أن يخفف من حدة غضبه أو مزاجه السيئ على الأقل أمام الأطفال حتى لا يتأثروا به!

في النهاية على الطرفين احتساب الأجر والتوكل على الله سبحانه وتعالى.. والدعاء له بالهداية!