مقالات متنوعة

هناء إبراهيم : تقريب وجهات النظر


الكثير من سكان الأرض حواليك بحاجة إلى تطبيع علاقات ووثيقة تفاهم بين بعضهم البعض، لتكون أنت في نعيم وسرور ومرتاح والحمد لله. قمت من قبل بالتحريض على تطبيع العلاقات مع النسيبة كعامل أساسي من عوامل الاستقرار ونحن اليوم بصدد التحريض على تطبيع العلاقات بين أهلك وتلفونك.فأهلك دائماً و(طبيعي) ساخطون على تلفونك وانسجامك الفائق معه وعن الود الشامل والأمن الدائم بينكما، ولو أن تلفونك يتحدث لسألك: (ناس بيتكم ديل مالُن معاي).لذا لا بد من إزالة التوتر وتقريب وجهات النظر بين الطرفين وإلا هنيئاً لك بالنكد.فبعض مدمني الهواتف النقالة حين يصل شحن تلفونهم (1%) تشعر وكأن السيد “بان كي مون” سيتصل بعد قليل ليعرب لهم عن قلقه وسترده في تلك الأثناء مكالمة من رئيس وزراء الهند ووزير خارجية أمريكا لشأن مهم وعاجل.
والبعض قد يحتمل منك كل أنواع المزاح إلا أن تهرب بتلفونه وهو فاتح.
فالتلفون في عُرف البعض كأختك الصغيرة إن تركتها وحدها مع ناس ح تفضحك و(تسيح ليك).
والله جد..
ثمة من يقول وما فائدة الجار إن لم يكن لديه (واي فاي).
وثمة من يشعر بالوحدة والتشرد والضياع لو أنه ابتعد عن هاتفه لساعة.
حيث كتبت فتاة تقول: ليك ساعتين تبكي لأن حبيبك تركك، فكيف لو عرفتي قصتي.
لقد تركت جوالي ساعتين ع الشحن وطلع بالآخر ما قاعد يشحن.
اتفرجتوا؟!
شفتوا المأساة..
شفتوا المجاعات والجهل والحروب خلال المشهد أعلاه.
فالواحد طالما تلفونه إلى جانبه يشعر بالأمان بينما يشعر أهله بـ(دا ما عندو شغلة غير التلفون)؟!
بات التلفون يسطو على العديد من الأشياء ويسيطر على الموقف لأسباب معلومة وأخرى مجهولة.
أقول قولي هذا من باب الوضع الراهن والإصلاح بين طرفي النزاع
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: في السليم
ودايرة أقول ليك كلمة واقفة لي هنا: شيل عيونك عني
و……..
أقفل تلفونك في وشك
كحاجة مختلفة
وهسه شربنا الشاي