مقالات متنوعة

عادل عبده : لقاء لندن.. كيف يعالج السيد “محمد عثمان” المأزق التاريخي؟؟


كل العيون تتجه هذه الأيام إلى العاصمة البريطانية (لندن) حيث يوجد هنالك أربعة من رموز الاتحادي الأصل وقيادات الأسكلا هم: الحكيم “طه علي البشير”، رجل الأعمال “عبد الرحمن عباس”، الخليفة “ميرغني بركات” والأستاذ “إبراهيم الميرغني”، ينتظرون الترتيبات الدقيقة والمحسوبة التي تفتح الطريق للتفاكر المباشر مع مولانا “محمد عثمان الميرغني”، وقد شارك في عملية الإعداد “جعفر” و”محمد” نجلا مولانا لضمان الحصول على النتائج المرجوة.. لقاء لندن امتحان عسير ومحطة تاريخية في مسار الاتحادي الأصل، فهو يمثل تفاهمات إستراتيجية بين مولانا وقادة أمبدة المتخاصمين مع ابنه “الحسن”، وبذلك يعدّ هذا اللقاء المصيري بمثابة الفرصة الأخيرة التي لا تحتمل الملاطفة والمجاملة والنهج الزئبقي واللغة المطاطة، فالواضح أن القادة الأربعة ومن وراءهم في الخرطوم يريدون حسم الأمور.. إما أبيض، وإما أسود.. فالانتظار قد طال والصبر له حدود والتاريخ لا يرحم وأمانة التكليف مجبولة على حكم الضمير.
الكرة الآن في ملعب مولانا.. كيف يدير لقاء لندن بالحكمة والأناة بوصفه صاحب القرار الأول في الاتحادي الأصل؟ وكيف يتفادى الحريق الهائل الذي يسري الآن في جسد الحزب؟ وكيف يقيم الإخفاقات الهائلة التي ارتكبها نجله “الحسن” حيث وصلت إلى مستوى الهزل في الجد والجد في الهزل والشكوى المطأطئة من الشريك الأكبر، بل كانت آخر إخفاقاته تعيين وزير الحج “عمار ميرغني” الذي لم يسمع به اتحاديو مدني حيث يسكن.. فالصورة قاتمة وكالحة السواد أمام مولانا فكيف يعالج هذا المأزق التاريخي الذي دخل فيه الحزب والرياح العاتية تفتح وتغلق النوافذ أمامه؟ الإجابة القاطعة على هذه التساؤلات الكبيرة تكمن في وجود تطورات هائلة مختلفة على مسار الاتحادي الأصل في حالات النجاح أو الفشل لاجتماع لندن المرتقب.
هنالك من يحدد نتائج فشل اجتماع لندن إذا حدث على ظهور الأوضاع الآتية:
أولاً- سيخسر مولانا “محمد عثمان الميرغني” كيان أمبدة الواسع بزخمه السياسي والتنظيمي الذي ظل يقف معه في كل التطورات والأحوال بشكل لا يقبل القسمة.
ثانياً- تتهاوى مقولة البعض التي تفيد بأن مولانا لا يحبذ الانتصار لأبنائه على حساب القيادات الحزبية الأخرى.
ثالثاً- كذلك إذا فشل اجتماع لندن سيفتح الطريق لجماعة أمبدة بتكوين جسم قوي مبني على العضوية الواسعة والقدرة التنظيمية وقيام المؤتمر العام تحت مظلة الاتحادي الأصل، والذين يتحمسون أصلاً لهذه الفكرة هم الدكتور “علي السيد” والمحامي “بابكر عبد الرحمن” والمهندس “محمد فائق” واللواء (م) “محمد ميرغني” والقيادي “أبو سن الدابي” والأستاذ “علي نايل” والدكتور “حيدر قدور”.
وبذات القدر هنالك من يرى بأن نجاح اجتماع لندن إذا حدث فإنه يحقق الآتي:
أولاً- زوال الغبار الميكافيلي عن صحة مولانا وتأكيد قدرته على زعامة الاتحادي الأصل عندما تدلهم الخطوب وتتكاثر البلايا وتتمدد السحب الداكنة.
ثانياً- ستظهر على السطح مواءمة متجانسة على نمط جديد في الحزب من وحي براعة مولانا تقوم على ركائز إبدال الأشكال الفاشلة.
ثالثاً- تتم إعادة النظر في المشاركة أو العكس ارتكازاً على ميراث الاتحادي الأصل ووزنه السياسي من خلال رؤية تشاورية.
لا يفوت علينا القول إن هنالك أجندة في الخرطوم ترصد بعيون الصقور الجوارح ما يدور في لندن، وهم يريدون محاولة استئصال أي تفاهمات ناجحة هنالك بكل الوسائل الممكنة.