مزمل ابو القاسم

التعدي على الطرق


* (حملات مكثفة لإزالة التعديات بطرق ولاية الخرطوم)، خبر نشرته الصحف الصادرة أمس، وفهمنا منه أن وزارة البنى التحتية فطنت أخيراً إلى الفوضى التي تعشعش في شوارع عاصمة البلاد، وقررت أن تفرض هيبتها فيها، وتعيد ضبطها.
* الفوضى الموجودة في شوارع الخرطوم لا توجد في أي عاصمة في العالم أجمع، لذلك فإن الحملة المذكورة ينبغي ألا تنحصر في إزالة المباني العشوائية، وحظر رمي أنقاض البناء كيفما اتفق، وإزالة اللافتات الإعلانية المنصوبة بلا تصديق، وإبعاد حاويات البضائع ومواد البناء من شوارع الأحياء، وملاحقة الباعة الجائلين الذين يستخدمون سيارات (هكر) يرصونها كيفما شاءوا على جوانب الطرق الكبيرة.
* الحملة يجب أن تمتد لتشمل طرقاً رئيسة، تقلص عرضها إلى الثلث، بسبب تراكم الأتربة، وغياب النظافة الراتبة، والنهج العشوائي الذي تتبعه المحليات في تنظيف مصارف المياه، بخلاف التساهل مع من يركنون سياراتهم كيفما اتفق، فيعطلون حركة السير، في ظل غياب شرطة المرور، التي لا تسحب السيارات المخالفة، إلا في بعض أجزاء وسط الخرطوم.
* السماح للشاحنات الكبيرة، و(فناطيز الوقود) بالسير في أشد شوارع العاصمة ازدحاماً خلال النهار يمثل أحد أسوأ أنواع التعدي على الطرق، لأن تلك المركبات تعطل الحركة، بخلاف التهديد الذي تشكله تلك القنابل الموقوتة للبشر والمنشآت والسيارات الخاصة ومركبات النقل العام على حد السواء.
* في معظم دول العالم يحظر مرور تلك المركبات نهاراً، ولا يسمح لها بالتحرك إلا ليلاً، وباشتراطات أمنية صارمة، أما هنا فيتم السماح لها بالتحرك في أي وقت، وبتفريغ حمولتها في محطات الخدمة متى شاءت.
* من يمر بشارع النيل بعد منتصف الليل يلاحظ مدى الفوضى التي تسيطر عليه، إذ كثيراً ما يقود بعض المتهورين سياراتهم عكس الطريق فيه، من دون أن يخشوا ملاحقة أو محاسبة، بخلاف النهج العشوائي المتبع في رص السيارات على جانبي أحد أهم شوارع العاصمة، وأشدها ازدحاماً.
* ضعف الرقابة المرورية في ساعات الليل لا ينحصر على كورنيش النيل وحده، بل يشمل معظم طرق العاصمة، ونحن لا ندري ما الذي يمنع قيادة شرطة المرور من تسيير دوريات النجدة ليلاً، بعد أن تكرمت الدولة بتوفير مئات السيارات الجديدة لها؟
* إننا نطالب مدير شرطة مرور ولاية الخرطوم أن يتكرم بزيارة الطريق الدائري، الذي يبدأ من شارع العيلفون ويمتد حتى مصفاة الوقود بالجيلي بشرق النيل، ليرى بعينيه مقدار الفوضى التي تحدث فيه.
* الشارع المذكور تم رصفه للشاحنات، لكنه تحول إلى منطقة مفتوحة لغسل كل أنواع المركبات، على مدار الساعة، بنهجٍ أدى إلى إغلاق أحد جانبيه، بخلاف الدمار الشامل الذي تعرضت له بيئة المنطقة المحيطة به، بسبب تراكم المياه والجازولين المستخدم في غسل الشاحنات والسيارات على مدار الساعة.
* ذلك بخلاف إقدام معظم سائقي سيارات خلط الخرصانة على تفريغ بقايا حمولتهم، وغسلها في منطقة، تقع خارج دائرة اهتمام المحلية وشرطة المرور على حد السواء.


تعليق واحد

  1. ايضا يجب ان تشمل الحملة اصحاب البيوت داخل الاحياء و الشوارع الفرعية مقتطعين امتارا من الشارع العام اضافوها الي منازلهم و معظمهم مسئولين في الدولة … و الله انا شفت واحد ضابط شرطة تمدد في الشارع 4 امتار وهناك واحد تاني عمل حمام في الامتداد الجديد و واحد عمل و ضاية … اليست هذه سرقة ؟؟؟؟