صلاح حبيب

ما بين صحافة مايو والإنقاذ (11)!!


تساوت صحيفتا الأيام والصحافة مع صحيفة الإنقاذ في المطابع، فكانت مطابع صحيفة الأيام هي مطابع صحيفة الإنقاذ، فيما كانت مطابع الصحافة هي مطابع صحيفة السودان الحديث، ولكن الفارق في صحافة مايو والإنقاذ في العدد المطبوع من كل صحيفة، فوصلت مطبوعات الأيام إلى مائة ألف نسخة في اليوم، فاحتفل الأستاذ “حسن ساتي” رئيس التحرير وأسرة صحيفة الأيام بهذا العدد الكبير من المطبوع، رغم أن الصحيفة تصدر في نظام شمولي، ولكن نسبة القراء كانت عالية، خاصة قراء الأيام الذين ينتظرون الملاحق الثقافية والفنون والمنوعات والتحقيقات، وحتى الأخبار كانت فيها حرية ما لم تمس النظام، ولكن يمكن أن تمس المؤسسات والوزراء، فصحيفة الأيام كانت بمثابة متنفس عكس صحيفة الصحافة التي لم تخرج عن الخط كثيراً، فأستاذنا “فضل الله محمد” رئيس التحرير، لم يمل إلى الهتافات ولا المعارك السياسية أو الثقافية أو الأدبية، حاول أن يوزن الميزان بحكمة وهذا نابع من ثقافته القانونية التي استمدها من كلية القانون جامعة الخرطوم التي تخرج فيها، ولذلك لم يمل القراء كثيراً نحو جريدة الصحافة، فمطبوعها اليومي أقل من جريدة الأيام رغم أن الصحافة كان فيها عدد من الأقلام الصحفية المميزة، الراحل “شريف طمبل” و”نور الدين مدني” وعدد من الكُتاب، إضافة إلى قسم الأخبار المميز الذي كان يتولى إدارته الأستاذ الراحل “توفيق جاويش” ويعاونه “حسن أبو عرفات”.. الآن بصحيفة الشرق القطرية، والأستاذ الراحل “أحمد عمرابي” ومن ثم جاء الجيل الجديد الذي توزع في أقسام الصحيفة المختلفة الأستاذ “علي عبد الكريم” و”عثمان نمر” و”محمد الشيخ حسين” و”محمود راجي” الآن بدولة الإمارات، و”فيصل محمد صالح” و”راشد عبد الرحيم” وعدد كبير من الصحفيين المميزين، وما زال عطاء البعض منهم مستمراً.
فدار التوزيع التي كان يتولى إدارتها الأستاذ “أرباب” كانت داراً مميزة للتوزيع، كانت توزع الصحف بالتساوي، ليس كما هو الآن بأن توزع الصحيفة التي تدفع خارج الاتفاق، وأحياناً دور التوزيع تعمل على قتل الصحيفة بعدم توزيعها أو ادعاء منهم بأن هذه الصحيفة لا توزع، فكثير من الصحف خرجت من السوق بسبب التآمر من شركات التوزيع، فصحافة الإنقاذ، السودان الحديث والإنقاذ، كانت الأقرب إلى صحافة مايو خاصة صحيفة السودان الحديث التي كانت توزع ما يقارب السبعين ألف نسخة يومياً، عكس صحيفة الإنقاذ التي قل مطبوعها إلى ما يقارب الثلاثة أو خمسة آلاف نسخة يومياً، وصحيفة الإنقاذ أيضاً كان على رأسها مميزون أمثال الدكتور “تيتاوي” و”عبد الرحمن إبراهيم” في بداياتها، وأخيراً الأستاذ الأديب والمثقف “سيد الخطيب”، حيث كان على رأسها إلى أن صدر قرار دمج كل الصحف في صحيفة واحدة باسم صحيفة الأنباء.