مقالات متنوعة

طه النعمان : الدار السودانية.. مشّطَتْ كتاب سلاطين بي قمْلهُ!! (2)


* نعم، الدار السودانية للكتاب (مشّطَتْ السيف والنار بقمْلهُ) على قول المثل، فلم تبذل أي جهد- وهي التي اتخذت من (السودنة) اسماً لها- من أجل تصويب وتصحيح الأخطاء التي وقع مترجم جريدة (البلاغ) فيها.. وهو معذور على كل حال، كما سبقت الإشارة.. لأنه لم يسمع ولم يقرأ تلك الأسماء من قبل.. فإذا ما كلفت الدار السودانية أي طالب بقسم التاريخ بجامعة الخرطوم أو أي معلم تاريخ أو أي ملم بتاريخ السودان بقراءة النص ومراجعته لما أصاب (السيف والنار) ما أصابه.. لكن يبدو أن الدار المذكورة كانت في عجلة من أمرها، ولم يخطر على بالها أن (النشر) مسؤولية تستوجب الحرص والتدقيق، وتلك أبسط قواعد المهنية والاحتراف.
* دعونا نذهب الآن لعرض بعض الأخطاء و(الخرابيط) التي وقعت في أسماء الأماكن والقبائل والمصنوعات السودانية، وليس كلها لأنها عسيرة على الحصر في مساحة هذه الزاوية.. ومنها:
*جبل (قدير) الذي هاجر إليه المهدي بعد موقعة الجزيرة أبا يرد في طبعة الدار على إنه (غدير).. وشجرة (الهجليج) التي يستظل بها الناس في البادية تأتي بهجاء غريب شجر (الهجليك).. وجزيرة (أرقو) التي ولد المهدي قريباً منها تكتب (أرغو).. أما كرري التي استقرت فيها عائلته لبعض الوقت والتي شهدت الواقعة الشهيرة لإعادة الفتح فخطت في الكتاب على أنها (كريري).. والطريقة (الختمية) تُكتب (الخاتمية)، أما (التجانية) فتُكتب (التخانية).. و (الجزيرة أبا) هي فيه (جزيرة أبه) ومدينة (الكوة) على النيل الأبيض أيضاً تكتب (كاوة).. و (كازقيل) كتبت (كشجيل).. وقبيلتا (الحوازمة والعقليين) تكتبان (الحوارنة والأجليين) أما (الهبانية والرزيقات) فتأتيان على أنهما (الحبانية والرزيفاف) وتأتي (شكا) في رسم (شقة) وقرية (كابا) تكتب على أنها (كعبة).. أما تل أو جبل (الجرادة) في كردفان فيُكتب (جانزاره).. أما (العنقريب) أو السرير السوداني فيصبح في الكتاب (العنجريب) اعتماداً على نطق المصريين لحرف (الجيم) بصوت (القاف) الخفيفة… بينما قبيلة (الجعليين) على شهرتها فتكتب (جعاليين) والواحد منها (جعالي) كما في حالة علي ودحجاز.. هذا غير أماكن مثل (الطويشة) و (أم شنقة) في دارفور التي أصبحت (طوبشة وأم شنجة).
* هذا قليل من كثير، يصعب حصره، لكن الإهمال وعدم الاكتراث الذي ضرب طبعة الدار لكتاب بأهمية كتاب سلاطين، لم يقتصر على أسماء القادة والأمراء والأماكن والقبائل، بل أمتد الى أخطاء الطباعة ذاتها.. التي ربما وردت هكذا في الطبعة الأصلية (لجريدة البلاغ).. فتزاحمت فيها الأخطاء الإملائية والطباعية، ومرات النحوية أيضاً
* إنها (فضيحة نشر) مكتملة الأركان، ولسوء حظ (الدار السودانية للكتاب) إنها لحقت بواحد من أهم المراجع والمذكرات لواحد من أشهر الشخصيات الأجنبية في تاريخ السودان هو (سلاطين باشا) أبرز أسرى المهدية على الإطلاق.. مما يضع الدار المذكورة في موقف يتطلب منها( أخلاقياً) أن تسحب الكتاب وتعتذر وتقدم طبعة جديدة محققة ومصححة ومدققة، لا تربك الأجيال الجديدة من القراء.. وإلا فلتقم وزارة الثقافة وهيئاتها المختصة بمسؤوليتها.