مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : كلمات إلى الحبيب عثمان محمد يوسف الحاج 1-2


الحبيب الصديق..
والود لك.. الأماني الباهرة لك.. الاحترام الشاسع لك.. واليوم نستأذنك في قطع سلسلة أجوبتنا لك.. اليوم نوقعها في قهر الطوارئ الاضطرار.. نعاودها غداً بحول الله ومشيئته وقوته.. طارئ أجبرنا على ذلك وأحد الأحباب (الأخوان) يكيل لنا بالربع الكبير.. وينتاشنا بأسنة رماح ومسامير.. عبر الأنيقة البهية (السوداني).. إنه (الأخ) الحبيب (عثمان محمد يوسف الحاج).. اليوم نكتب له حروفاً ما قالها زول وما أظن يقولها وراي بشر.. فقط لأنها دفاعاً عن (ديني) وصوناً لمعتقداتي الراكزة.. بل المنحوتة في تجاويف صدري وفي كل ضلعة من ضلوعي.. الرجل أراد خلط الأوراق وانطلق من منصة خاطئة.. فكان لا بد من التصحيح ولأنه لا يصح إلا الصحيح.. عذراً يا حبيب..
الأستاذ الحبيب عثمان محمد يوسف الحاج..
سلام من الله واسع ورحمة واسعة.. ونرد عليك في أناقة وأدب ورصانة.. وما كنت سأرد إن كان سيل الاتهامات من الإنقاذ والمؤتمر الوطني.. وحتى الوطن.. ولكن فقد سبحت في بحر- عامداً- لتصل إلى هدفك المعلن والمستتر وهو تجريدي من ديني وإيماني وإسلامي.. ولأني من الذين يهيمون بقول الشاعر
ولست بمفراح إذا الدهر سرني
ولا بمجزاع من صرفه المتقلب
ولا أحمل على الشر والشر تاركي
ولكني متى أحمل على الشر فالشر أركب..
فأنت يا حبيب قد حملتني على الشر وأي شر أكثر من أن تصورني ملحداً شيطاناً رجيماً.
وإليك لمحة من شخصي.. فأنا يا حبيب.. قد نشأت.. بل كنت ميلاداً وحياة ونشأة في كنف أسرة أنصارية صارمة.. يتردد راتب المهدي بين جنباتها فجراً وعند كل أصيل.. يعود من حوائطها آيات ذكر الله الحكيم ما أصبح صبح وما أليل ليل.. تضئ روحي بأنوار الإسلام القدسية.. بل دعني أقول في ثقة لا يخلخها شك.. ويقين لا يزعزعه ظن.. إن الإسلام.. بل الإيمان.. بل الإحسان الذي يعمر دواخلي.. لو وزع على كل كفار قريش لدخلوا الجنة.. بالمناسبة أنا مرجعيتي الدينية هي هيئة شؤون الأنصار وليس مجلس شوراكم ولا أئمتكم ولا شيوخكم.. هذا أولاً..
ثانياً إنك تعلم (زي جوع بطنك) ولكنك تتنكب الطريق عامداً.. تعلم أني عندما أهاجم (الإخوان) لا أعني بهم الإسلام بتاتاً ومطلقاً.. أنا أهاجم (إخوان) الإسلام السياسي والذي صار الآن حزباً يقود الدولة.. أنا أقف في الضفة الأخرى المقابلة لـ(الإخوان) وليس الإسلام بأي حال.. وإن افترضته أنت عامداً أو جهلاً.. ولكنكم هكذا.. كلكم تنطلقون من منصة واحدة.. توهمون الناس أن من يقف ضد (الإخوان) إنما يقف أمام دين الله الحق الذي يغمرنا منذ شهقة الميلاد وحتى الممات.
ولعلمك يا حبيب أنا من الذين كتب الله لهم سعادة الدنيا وأتمنى أن يكتب لي سعادة الآخرة.. فأنا كنت أحد تلامذة مولانا وأستاذنا وشيخنا المحترم جداً.. المؤمن جداً.. الرفيع جداً.. الفريد جداً.. المسلم قولاً وفعلاً وحقاً صادق عبد الله عبد الماجد.. كنت تلميذاً له في المرحلة الثانوية لمدى أربع سنوات.. ويبقى أستاذ صادق قصة أخرى نواصل فيها غداً.