منوعات

زفة العرسان.. تقليعات جديدة بأنغام سودانية.. مع سماح ساحرة الكمان


ثمة أفكار مستحدثة طرأت على تفاصيل الزواج السوداني، خاصة في ما يتعلق بشكل بالتصوير بأشكاله المختلفة (أوت دور وإن دور)، ومنها يتجه العرس إلى مكان إكمال المراسم التي تبدأ أول طقوسه بزفة العرسان، فالبعض اتجه إلى تغييرها من الشكل المتعارف عليه إلى العزف على الكمنجة.
ويرى طيف ليس بالقليل أن آلة الكمنجة هي أكثر الآلات الموسيقية الغربية ارتباطا بالوجدان السوداني والأحب للسودانيين.. شاءت الظروف أن أكون حضورا في مناسبة في حفل زواج كبير.
سحر الكمنجة
كنت في غاية السعادة أن تكون زفة العروسين في الحفلة سودانية خالصة، حيث ظلت في الفترة الأخيرة تقام الزفة على أنغام أجنبية ومصرية لا تتناسب مع الزواج السوداني، حيث جاءت زفة العرس بشكل مختلف من المتعارف عليه، حيث دخلت فتاة سمراء اللون، وهي تحتضن كمنجتها وتحرك رأسها برشاقة، وهي مغمضة العينين كما وأنها تمارس طقسا دينيا، واستطاعت أن تعزف سحرا عن الكمنجة وعلى إيقاعات مجموعة من أغاني السيرة السودانية لارتباطها الوثيق بمناسبات الزواج والأفراح الشعبية التي دائما ما تلمس وجدان الشخصية السودانية، حيث بدأت على نغمات العديل والزين وعريسنا سار.
بين الريد والهوى
وصل العروسان إلى ساحة الرقص، وحينها بدأت سماح بعزف مقطوعة للفنان محمد وردي (بين الريد والهوى)، وشكلت لوحة فنية رائعة عندما رقص على أثيرها العروسان في هدوء جميل، وتحكي سماح محمد عبد الله لـ (اليوم التالي ) أنها هاوية للعزف والموسيقى، وعكفت على تطوير موهبتها بدراسة الموسيقي بكلية الموسيقى والمسرح، واهتمت أكثر بالعزف على الكمنجة، وبدأت بتطبيق فكرة العزف في زفات العرسان في زواج صديقتها، وحينئذ وجدت الفكرة القبول عند الكثير من الحضور من أهل العريس والعروس، ومنها كانت ضربت البداية لانتشار فكرة العزف على الكمنجة في الأفراح.
تراث متفرد
وفي داخل صالة الأفراح ببحري، حيث مكان المناسبة التي وجدت الاستحسان والقبول لدى غالبية الحضور، التقت (اليوم التالي) بعمر مصطفى الذي رحب بفكرة عزف الكمنجة في الأفراح. وقال إن السودان غنى بالتراث الفني المتفرد بأشكال جميلة من التنوع والألوان، ونجد أن هناك تنوعا في الإيقاعات والفنون الغنائية والرقصات، قد لا يوجد لها مثيل في معظم الدول المجاورة، ويرجع ذلك لعوامل كثيرة يعرفها أهل التخصص، وقال إنه يجب على الشباب أن يلتفتوا لمثل تلك الابتكارات العظيمة والابتعاد عن الطرق التقليدية المتعارف عليها بين الناس لأنه جيل واعٍ ومبتكر.
هواية مفضلة
وبالنسبة لسماح، فهي لا تهتم بالعائد المادي لأن الفكرة في الأساس هواية، وحينما بدأت في ممارسة هوايتها كعازفة في الأفراح كان بمقابل ضئيل نحو خمسمائة جنيه فقط، ثم تواصلت العروض لتطوير الفكرة التي أغلبها من صديقات في العالم الأسفيري لقروبات نسائية، والآن تعزف بعائد مادي نحو ألف جنيه، وبالنسبة لسماح فهي لم تكن الأولى في الاتجاه في هذا المجال فسبقها إليه وليد عبد الله خريج كلية الدراما والمسرح وأيضا سارة آدم وساحر الكمنجة عثمان محيي الدين.

اليوم التالي