رأي ومقالات

الــترابـــي .. الكشــف عــــن المســـــتـــور


التوقعات ببث حلقات الراحل د. حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي السابق من خلال برنامج «شاهد علي العصر» الذي بدأت أولى حلقاته أمس بقناة الجزيرة الفضائية، اختلف حولها الكثيرون، في كونها هل ستأتي بجديد.. وهل سيكون لها تأثير على الساحة بعد وفاته.. وبالرغم من المعركة التي تم خوضها بشأن الحديث عن الحلقات والتي اثارت جدلاً كثيفاً بالسعي لإيقاف بثها إلا انه مع اقتراب موعد بثها خفتت النبرة واللهجة الحادة لدى الكثيرين، وقل الاهتمام بها مقللين في ذات الوقت من اهمية ما ستأتي به تلك الحلقات وفحواها.
يعتقد البعض ان دكتور الترابي قد يكشف في هذه الحلقات الكثير من «المستور» الذي لم يستطع الكشف عنه في حياته…. وذهب البعض الى أبعد من ذلك بالرهان أن الحلقات سوف لن تبث حيث انه ستنشط الدبلوماسية بين الخرطوم وقطر لمنع بث الحلقات، بحسب الدور الفاعل الذي تلعبه في قضايا السودان وتحديداً دارفور أو على أقل تقدير اطلاع الأجهزة الأمنية السودانية عليها قبل بثها.
وقلل آخرون من هذه التوقعات بأن الترابي ليس لديه شيء يتستر عليه طوال فترة المفاصلة، خاصة وانه تحدث عن خصومه إبان تلك الفترة. فشخصية الترابي اتسمت طوال حياته بالجرأة في التعبير عن أفكاره الدينية والسياسية حتى ولو خالفه فيها الكثيرون…. والتي كان أثرها السجون والمعتقلات التي قضى فيها جل عمره دون أن يهابها.. ولذلك كانت التوقعات عادية دون ان يحسب لها هؤلاء.
وتظل التكهنات عصية على أصحابها بما الذي يخفيه الترابي وتستر عليه وأوصى بأن يعلن بعد وفاته خاصة والرجل في حياته يصعب على الكثيرين وحتى المقربين منه التكهن بما يقوم به في حياته فإنه من الأصعب التكهن بما يقوم به بعد مماته، غير أن الفيصل في كل ما قيل وسيقال إصرار مقدم البرنامج احمد منصور على بث الحلقات رغم الجهود التي بذلت لإيقافها.
عودة مشار هل ستصلح ما أفسدته الحرب؟
اكتملت الترتيبات في مدينة جوبا لاستقبال زعيم المعارضة بدولة الجنوب د. رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة، الذي سيحل غداً بعد أن غادرها في الخامس عشر من ديسمبر 2013م عقب اتهامه من قبل سلفا كير ميارديت رئيس دولة الجنوب، بتدبير محاولة انقلابية، وكان مشار يشغل منصب النائب الأول لسلفا كير، وتأتي عودة مشار لجوبا في أعقاب توقيع اتفاق مع رئيس دولة الجنوب سلفا كير بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، برعاية من منظمة الإيقاد والاتحاد الافريقي. وقد سبقت عودة مشار الى جوبا ترتيبات وعدة إجراءات منها صدور قرار من سلفا كير بتعيينه في موقعه السابق كنائب أول للرئيس، ونشر أكثر من ألف جندي من قوات الحركة الشعبية المعارضة في جوبا، كجزء من بند الترتيبات الأمنية، فضلاً عن عودة القيادات السياسية لمشار،
عملية تأمين خاصة شملت ستة من حراسه الشخصيين و40 فرداً بجانب 400 من الاستخبارات بجانب القيادات العسكرية والأمنية للمعارضة بلغ عددهم نحو 85 عسكرياً، كل التحوطات والتحسبات مدروسة لعودة رياك من قبل الحكومة والمعارضة، واستبعد مراقبون حدوث خروقات او اية مواجهات لحظة وصول زعيم المعارضة الى جوبا، هذا بجانب الضغوطات الدولية والإقليمية الكبيرة على الطرفين، على إكمال التنفيذ وإنجاز الخطوة، والتزاماً بالمهمة فقد سجل عدد من المسؤولين التابعين للاتحاد الافريقي ودول الترويكا بعاصمة الجنوب وجوداً للوقوف على عملية وصول مشار.
خطوة عودة مشار الى جوبا ربما تسير في الاتجاه الصحيح خاصة بعد المعارك الضارية التي شهدها الجنوب بعد الانفصال، والتي أودت بآلاف القتلى والجرحى منذ اندلاع الحرب في العام 2013، والذي فقد بموجبها السيطرة على كافة أوضاعه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأدت الى نزوح الملايين من السكان الجنوبيين، بسبب الفقر والجوع والمرض بحسب تقارير منظمات الأغذية العالمية والتي تحدثت عن ان الجنوب ضربته مجاعة حالياً. ولعل الزيارة عقب الاتفاق المبرم من قبل الاتحاد الإفريقي بين الحكومة والمعارضة ممثلة في رياك مشار ستعيد الحسابات بعد الحروب التي عاناها الجنوب، في ظل مرحلة تتطلب من الطرفين النظر الى شعب الجنوب في المقام الأول، غير ان واقع الحال من قبل تعنت الطرفين وعد التزامهما بما تم التوقيع عليه سيعد الدولة الى المربع الأول، ولعل عودة مشار ستمضي الى انها ستصلح ما أفسدته الحرب في حال الالتزام بالاتفاقية حتى ينعم شعب الجنوب بالأمن والاستقرار.

الانتباهة