احلام مستغانمي

في انتظار صوتها !


كان شيءٌ فيّ ينتظر صوتها. شيءٌ لا يتوقَّف عن انتظار شيء منها. وكنت لا أعرف لي مكانًا يليق بتوتّري غير ذلك البيت.
كنت أنتظر صوتها كما اعتدت أن أنتظر صورة. فعندما تكون جالسًا على مقعد الوقت المهدور، غير منتظر لشيءٍ البتة، تجد الأشياء في انتظارك، وتهدي إليك الحياة صورة لمشهد لن يتكرَّر.
أن تنتظر دون أن تنتظر. دون أن تعرف بأنّك تنتظر. إذذاك تأتي الصورة مثل حبّ، مثل امرأة.. مثل هاتف. تأتي عندما يكون المكان ملآنَ بشيء محتمل المجيء.
وكنت ملآنَ بذلك البيت. أعيش بين غبار أشياء يلامسني في صمته ضجيجها. ويذكِّرني أنّني عابر بينها. لذا أحضرت آلة تصويري، ورحت بدوري أوثّق زمني العابر في حضورها. ذلك أنّني اعتدت أن أطلق سيلًا من الفلاشات على كلّ ما أشعر أنّه مهدَّد بالزوال كأنّني أقتله لأنقذه.
من جثّة الوقت تعلَّمت اقتناص اللحظة الهاربة، وإيقاف انسياب الوقت في لقطة. فالصورة هي محاولة يائسة لتحنيط الزمن.
” عابر سرير”