الصادق الرزيقي

يوناميد وخروجها


> انعقد أول من أمس في مقر وزارة الخارجية بالخرطوم، اجتماع فريق العمل الثلاثي المشترك الذي يضم حكومة السودان والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، لبحث مسألة مغادرة بعثة اليوناميد حسب الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الخارجية، وتم التفاهم حولها منذ صدورها قبل حوالى العامين أو يزيد، وتزامن هذا الاجتماع مع البيانات التي صدرت عن القوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني وبعض القوى السياسية وجهات محايدة، تشير إلى أن دارفور خالية من التمرد حالياً وهي آمنة مطمئنة، وكانت زيارة الرئيس في الأسبوع الأول من أبريل الجاري ثم قيام استفتاء دارفور الإداري أهم حدثين أكدا استتباب الأمن وخلو كل الولايات الخمس من عناصر التمرد الذي ذهب بغير رجعة. إن مستقبل دارفور المشرق قد بزغت شمسه ولن تغيب. > اجتماعات الخرطوم الثلاثية التي تبحث مسألة خروج اليوناميد وترتيبات مغادرتها على نحو متدرج أو سلس كما تقول وزارة الخارجية، ستعقبها اجتماعات أخرى وزيارة ميدانية للفريق المشترك إلى ولايات دارفور في الثامن من مايو المقبل لتقييم الأوضاع على الأرض، توطئة لبدء الإجراءات التطبيقية لمغادرة أكثر من عشرين ألف جندي يتبعون للبعثة من ولايات دارفور الموجودة فيها منذ عام 2007م، وسط تكهنات بمواصلة المنظمة الدولية مماطلتها السابقة للحيلولة دون خروج البعثة، وسعت من قبل أطراف داخل مجلس الامن الدولي إلى تعطيل موافقة الأمم المتحدة على ذلك، حتى تم الاتفاق مرة أخرى في العام الفائت في أكتوبر على هامش اجتماعات الجمعية العمومية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماعات السيد وزير الخارجية بروف غندور ومساعديه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإدارة حفظ السلام بالمنظمة الدولية، على استئناف اجتماعات الفريق المشترك ومواصلة العمل على تنفيذ استراتيجية الخروج. > وتعمل من ذلك الوقت وحتى اللحظة، منظمات أجنبية وينشط غلاة الناشطين داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية لممارسة ضغوط في عدة اتجاهات لتعويق عملية خروج البعثة من دارفور بحج عدم توفر الأمن وضرورة مواصلة حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم، الأمر الذي يعد ضرباً من ضروب التحايل، لأن دارفور تشهد الآن أفضل حالاتها وتتولى الدولة السودانية بقواتها المسلحة والشرطة والقوات النظامية الأخرى تأمين المواطنين وحماية المعسكرات والطرق والمسارات. > وهناك شكوك كثيرة تثار حول هذا الموضوع، فهذه البعثة تعد ثاني أكبر بعثة أممية في إطار حفظ السلام للأمم المتحدة في العالم بعد بعثة المنظمة الدولية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتتواتر معلومات غير رسمية بأن إدارة حفظ السلام بالأمم المتحدة ليست راغبة على الإطلاق في إنهاء مهمة هذه البعثة التي تشرف عليها، وتحاول بعض الأطراف داخل المنظمة الدولية ومجلس الامن التذرع بأكثر من ذريعة للإبقاء على يوناميد أطول فترة ممكنة في دارفور، وفي تاريخ البعثات الاممية في دول من هذه الشاكلة لم تخرج او تغادر «37» بعثة وعملية حفظ سلام في بلدان عديدة إلا ثلاث أو أربع بعثات فقط، وتعد هذه القضية تجارة واستثمارات تزدحم فضائحها وتفاصيلها في اضابير وأروقة المنظمة الدولية. > وينبغي على الحكومة أن تمضي بقوة في تنفيذ استراتيجة خروج اليوناميد وتغلق كل الأبواب التي تقود للمماطلة والتحجج باية حجج واهية، فدارفور قد تعافت من التمرد والصراعات الدامية، ولا بد من أن يفهم الجميع أن حكومة السودان هي المسؤولة عن مواطنيها وحمايتهم. روح الزمالة الصحفية > في مبادرة طيبة وبروح وفاقية قادها الأستاذ فضل الله محمد رئيس المجلس القومي للصحافة، ورئيس اتحاد الصحافيين والدكتور عمر الحاج كابو رئيس لجنة السلوك المهني والأمين العام بالإنابة للمجلس خلال اجتماع دعا له الأستاذ فضل الله، تمت تسوية الخلافات الصحفية الناشبة بين بعض الصحف وكتاب الأعمدة، خاصة بين صحفيتي «الوطن» و «التغيير» وصحيفتي «الأسياد» و «قوون»، بحضور الناشرين بروف حافظ حميدة ويوسف سيد أحمد خليفة، ورؤساء التحرير سمية سيد وبكري المدني، وناشر ورئيس تحرير صحيفة «الأسياد» الرشيد علي عمر، ورئيس تحرير صحيفة «قوون» عاطف الجمصي، بحضور الأستاذ إمام محمد إمام وكمال الوجيب، وتم الاتفاق على إنهاء العنف اللفظي والتراشق بالمقالات واستخدام العبارات غير اللائقة في حق الزملاء بين بعضهم البعض، وعدم التعرض للجوانب الشخصية وما يثير الضغائن والغل والأحقاد، وتجلت روعة وجمال الزمالة الصحفية في قبول الجميع المبادرة، وتم التصافح والتسامح بين الإخوة الزملاء وطويت الصفحة، وأمن الجميع على أن النقد الهادف والموضوعي المتقيد بقواعد المهنة وسلوكها لا غبار عليه ولا اعتراض.