مصطفى أبو العزائم

“هيلاري كلينتون” تكسب أصوات السود


السيدة “هيلاري كلينتون” المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، سياسية من الطراز الأول، وتنظر لها الأسر الأمريكية نظرة إكبار واحترام، لأنها حافظت على تماسك بيتها وأسرتها بعد الذي جرى من زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق “بيل كلينتون” خلف جدر المكتب البيضاوي في البيت الأمريكي، مع المتدربة “مونيكا لوينسكي”، فقد احتملت “هيلاري” الصدمة في العلن ولا يعرف أحد ما في داخل نفسها أو ما حدث بينها وبين الزوج الدونجوان الذي لا يترك شاردة أو واردة أو متدربة إلا تقرب إليها من أجل ساعة حظ أو لحظة هوى عابرة.
في عام 2009م، أهداني سعادة الفريق “عبد الله حسن عيسى” كتاباً عن مسيرة السيدة “كلينتون” حصل عليه خلال إحدى زياراته إلى بيروت، قام بتأليفه الصحفي الأمريكي المعروف “كارل برنستين”، وقد جاء كما ذكر ناشر الكتاب (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر) أنه لم يكن كتاباً، بل كاميرا خفية ترصدت السيدة “كلينتون” ورصدت مسيرة حياتها منذ ولادتها وحتى (ولادة) ذلك الكتاب، ونقلت أفعالها وردود أفعالها، ووقوفها الحازم إلى جانب زوجها في كل مراحل ارتباطهما، وكيف أنها لم تتخل عنه يوم أن فعل فعلته تلك مع “مونيكا لوينسكي” وهز سمعة البيت الأبيض والرئاسة الأمريكية.
الكتاب متعة حقيقية، وهو من نوع التحقيقات الاستقصائية التي تسلط الضوء على كل حركة وسكنة في حياة السيدة “كلينتون” من الطفولة والنشأة وتأثير شخصية الأب القاسي عليها.. وهكذا.
ما دفعني للكتابة عن السيدة “هيلاري كلينتون” المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية ليس ما أخذت تحققه من مكاسب في عدد من الولايات، بل هو “تغريدة” ذكية لها في موقع التواصل الأمريكي “تويتر”، قبل يومين، أرى أنها في تقديري الشخصي ستكون لها مدخلاً لكسب أصوات الأمريكيين السود في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.. والتغريدة ترتبط بسيدة أمريكية سوداء تعدّ ضحية للاستعباد والاضطهاد منذ أكثر من قرن، هي “هاريت تابمان” المولودة في العام 1822م، والمتوفاة في العام 1913م..
ماذا كتبت “كلينتون” وما هو دافعها؟
فلنبدأ أولاً بخبر نشرته وزارة الخزانة الأمريكية، أصبح دافعاً للسيدة “كلينتون” لتكتب ما كتبت.. والخبر يقول إن وزارة الخزانة الأمريكية تعتزم إصدار أوراق نقدية جديدة من فئة العشرين دولاراً، تظهر عليها صورة الناشطة السوداء، الضحية السابقة للاستعباد “هاريت تابمان” لتصبح أول امرأة منذ أكثر من قرن تتم طباعة صورتها على أوراق نقدية للعملة الأمريكية.. وقد قال وزير الخزانة الأمريكي “جاك ليو” إن الورقة الجديدة ستتم طباعتها قريباً وإنها المرة الأولى التي تكرم فيها شخصية سوداء بوضع صورتها على ورقة مالية.
ذكر هو الخبر، وهو الدافع الذي حرك السيدة “كلينتون” لتكتب تغريدتها المنشورة على “تويتر”.. وقد جاء فيها عن “هاريت تابمان”: (امرأة وقائدة ومحاربة في سبيل الحرية.. لا يمكنني تصور أي خيار آخر للأوراق المالية من فئة العشرين دولاراً أفضل من هاريت).
هذا التعليق الذكي الذي جاء في وقته تماماً ستضمن به “هيلاري كلينتون” أكثر أصوات الأمريكيين السود إن لم يكن كلها.. ويأتي خصماً على المرشح الجمهوري “ترامب” الذي رفع أول ما رفع رايات التمييز والعنصرية ودعا لطرد المسلمين من الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى إغلاق الحدود مع المكسيك.
“كلينتون” هي الرئيسة القادمة على الأرجح.