عالمية

إنه مجنون قليلاً: مسلمون أميركيون يؤيدون ترامب.. تعرّف على أسبابهم


رغم أنه المرشح الرئاسي الأميركي الذي يخطط لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، لكن مع ذلك هناك مسلمون أميركيون يدعمون الجمهوري دونالد ترامب في سباقه نحو البيت الأبيض.

تقرير نشرته النسخة البريطانية لـ”هافينغتون بوست” نقل عن أحد هؤلاء المؤيدين لترامب ويدعى نضال تامر من ديترويت، قوله أنه يشعر أنه أقلية من بين المسلمين لدعمه للملياردير الجمهوري.

قلة هم المسلمون الذين اقتنعوا بموقف ترامب إزاء الهجرة والمهاجرين حسب تقارير الأسوشيتد برس، فهم يرون أن موقفه أُسيء فهمه وأنه قد يكون أقدر من المرشحين الآخرين على معالجة مشكلة التطرف والمتطرفين.

إنه مجنون قليلاً!

وقال تامر (40 عاماً) الذي يسكن في إحدى ضواحي ديترويت المعروفة بجاليتها العربية والمسلمة الكبيرة “لدى الناس انطباعٌ خاطئ عنه، حتى العرب والمسلمون. أحب حقيقة أنه مجنون قليلاً. لديه قلب طيب، وهو يكترث لأمر أميركا.”

وكان تامر من بين قلة من المسلمين الذين عبروا عن دعمهم لترامب وأجرت معهم وكالة الأسوشيتد برس مقابلة لاستيضاح آرائهم.

وزعم تامر أن فكرة ترامب عن حظر دخول المسلمين تنحصر في المتطرفين فقط مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والمتعاطفين معه، وأنها ليست موجهة ضد المسلم العادي.

وقال تامر “لقد قال ترامب عدة مرات أنه لا يتحدث عن كل المسلمين، بل أن هناك فئة معينة رأينا أفعالها. لست أظن أن أحداً يروق له ما يفعله داعش، لذا علينا وضع حد لداعش الآن وفوراً.”

وكان ترامب الذي باتت حظوظه الآن الأوفر بالفوز ببطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري لرئاسة البلاد، قال أن البلاد يتوجب عليها ألا تستقبل لاجئين من دول تنشط فيها عمليات داعش.

الحزب الجمهوري أقرب لنا

أما صبا أحمد فمحامية مسلمة أسست في واشنطن كتلة المسلمين الجمهوريين، وقالت “سوف ندعم المرشح الجمهوري النهائي مهما كانت هويته. متفائلون خيراً بخلفية ترامب التجارية ونأمل أن يحسن استخدامها لتحسين اقتصاد البلاد.”

وقالت صبا أحمد أن لديها عدة أصدقاء مسلمين من الديموقراطيين، بيد أنها ترى أن “القيم الإسلامية تتسق مع القيم الجمهورية” أكثر، والتي نرى في قائمتها قضايا مثل معارضة الإجهاض وتأييد الزواج التقليدي (لا المثلي).

ورغم أنها تقرّ بأنها وأعضاء كتلتها يشعرون “بقلق عميق” إزاء تعليقات وتصريحات لترامب “غريبة جداً وغير معقولة”، لكنها ترد على ذلك بأن الكثير من تصريحاته يتعرض “للتهويل”.

وأضافت أن “ترامب يعلم أنه لن يفوز بالانتخابات العامة إن استمر على هذا المنوال من الكراهية وهذا النوع من التصريحات، لذلك مع تقدمه لا شك سيتغير نهجه.”

حتى أن بعض المسلمين الذين لا يؤيدون ترامب عبروا عن دعمهم المبدئي لتصريحاته وموقفه إزاء قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ فقد قال ترامب أنه سيحاول أن يبقى “محايداً” رغم أنه مؤخراً قال في محفل أميركي إسرائيلي أنه “مؤيد مدى الحياة وصديق صدوق لإسرائيل.”

ومن وجهة نظر أسامة سبلاني ناشر صحيفة Arab American News المؤثرة في الشارع الأميركي المسلم، أن مؤيدي ترامب –سواء مسلمين أم سواهم- يرون فيه “مفكراً مستقلاً” بأفكاره وأنه “سيفعل الصواب في نهاية المطاف”.. مضيفاً أن لدى ترامب شركات حول العالم، منها ما يقع في دول الخليج العربية، ما يطمئن مؤيديه بأن كل مخاوف الإسلاموفوبيا إلى زوال.

بيد أن ترامب ليس المرشح الذي يميل إليه سبلاني ولا المرشح الذي تدعمه الصحيفة، بل دعمت صحيفته المرشح بيرني ساندرز.

وقال سبلاني “أرى أن ترامب يلعب بورقة الجهل ويستغلُّ مخاوف الناس لإحراز المكاسب.”

أما تامر وصبا أحمد فقالا أن موقفهما المؤيد لترامب أدى إلى نشوب خلافات بينهم وبين بقية المسلمين، لكن المحامية صبا ترى أن ذلك ما هو إلا انعكاس للتنوع الموجود بين أتباع دين الإسلام، حيث قالت “قد نختلف في الآراء إزاء الانتخابات المقبلة، لكن الأهم أن يشارك كل المسلمين فيها، لأننا نحن نسبة الـ1% التي قد تغير نتائج ومجرى الانتخابات الرئاسية كلها، ولهذا نحن بحاجة إلى مزيد من التفاعل.”

هافينغتون بوست عربي