احلام مستغانمي

حتى تحت الأرض . . تحاك ضدنا المكائد! (2)


ماذا لو استمرت الكتل الثلجية في الذوبان، وعلا منسوب المياه حد ابتلاع جزر وبلدان بأكملها ؟
ولو زحفت الكثبان الرملية تجاه المدن ، من دون أن تجد في طريقها أشجارا وخَضارا يوقف تقدمها ، فوقعنا في قبضة الصحراء ؟
وهل سيأتي على أولادنا يوم تجف فيه المياه الجوفية ، ويتناقص فيه الماء الذي هو شريان الحياة على الأرض . لأننا استنفذنا مياهه عند المنابع ، وجعلنا مخزونه تحت الأرض يتبخر بسبب مشاريع مجنونة وغير مسؤولة تبنتها دول عربية . فبمحاذاة الحروب الدموية وتلك الاقتصادية التي أعلنها الفرقاء على بعضهم البعض على هذه الكرة الأرضية ، ثمة حرب الماء التي تخاض في الخفاء ، والتي سنستيقظ متأخرين كالعادة على كارثتها . فالحروب التي تدار تحت الأرض لسحب مخزون المياه من تحت أقدامنا ، لا تقل خطرا على تلك التي تخاض فوق الأرض ، بل هي ستكون أكثر شراسة من حروب النفط . فسيأتي يوم من يملك فيه الماء يملك حق الحياة وحق الرخاء . وأشك أن نكون من هؤلاء ، فجيش من الخبراء والعلماء والعملاء، يعملون على تجريدنا من ثرواتنا المائية ، ومكائد تحاك ضدنا بدأت علاماتها تظهر . .
( يتبع )