منى سلمان

منى سلمان : يضربك الضريب شقاق العناقريب


معجم المناصفات

كنت قد كتبت سابقا في مادة (النعامة التزوزي بيك) عن ظاهرة الدعاء على الاخرين، والتي تشتهر بها النساء دونا عن الرجال، ثم وعدت بالاعداد لموسوعة او معجم يشتمل على ادبيات الدعاء، وذلك لحفظ ذلك التراث النسوي الخاص بعد ان كاد ان ينقرض بالوعي الثقافي والديني الذي يذم الدعاء على الاخرين خاصة الابناء وينهى عنه .. بصراحة، نسيت الموضوع وان لم يختفي تماما من ذاكرتي فكلما سقطت على مسامعي صيغة دعاء فيها شيء من الابداع تمنيت ان ارصدها واتحسس معناها، واليوم نبدأ المشروع واتمنى ان تتشارك معي ذوات الاختصاص وموهبة المداعاة في عملية الرصد دون الشعور بالخجل عن ممارستهن لها في زمن الجاهلية .. عفا الله عما سلف.
أم بنتو
وتنطق بسكون الباء والنون وبينهما سكتة لطيفة (لطيفة دي كيف ؟ فظيعة !!) المهم الدعوة بها تكون في صيغة (أم بنتو التبنّتك)، والغريبة في تلك الدعوة انها تطلق عندما تنادي احداهن بـ (يا بت) وتلك مناداة ذات حدين، فان قلتها تصغيرا أو تمليحا للمنادية مرت الحكاية على خير، أما اذا قلتها من باب تقليل الشأن فماعليك إلا انتظار (التبنيتة الجاياك) .. باقي لي الدعوة تعني ان يصيبك داء ما يحيل جسمك لمربعات (كاروهات) عندما كنا صغارا كنا عندما نهم بلعب (الحجلة) نقوم بتخطيط الارض الي ستة مربات وتسمى تلك العملية بـ (تبنيت الحجلة) .. بالله العارف ليها معنى غير كده اليفيدنا ..
الملالة
وتنطق بتشديد اللام الثانية وتطلق في عدة صيغ منها (الملالة التملّك) أو (الملالة الجمرها حي) أو (الملالة التهردك) ايهما تيسر على لسان الداعية، والملالة كما هو ظاهر هي النار المستعرة وتقال ايضا عندما تسخن حرارة الشمس (زي الايام دي) فيقال (الواطة ملالة) أو (الواطة رمّاضة) .. المهم تطلق الدعوة بها عليك لمجرد سؤالك لاحدى الزهجانات (مالك ؟) .. انت مالك ومالا كمان تسأل سؤال زي ده والناس زهجانة ؟ خليك في حالك أحسن !!
النيني:
بكسر النونين وتطلق الدعوة في صيغة سجعية (انت بالنيني القرنتيني اللخليك تمشي وتنيني)، وتقال في حالة احتدام الجدال اثناء الشكلة بين اتنين عندما ينكر احدهما فعلة منكرة فعلها أو يتسدر للاعتراف تحديا بأنه فعل كذا فيقول: أنا ؟!! فيأتيه الرد مستعجلا بـ (انت بالنيني) .. و(النيني) حسب تقديري هو نوع من تورم البطن أو (النفاخ) يجعل بطن المدعي عليه يتضخم حتى يصل لحجم القرنتية ويئن انينا موجعا حينما يحاول المشي على قدميه !! وذلك لان هناك صيغة اخري (انت بالنيني الينفخك) ..
ابو مي
وتنطق بكسر الميم وتخفيف الياء، وتطلق الدعوة به في صيغ متعددة والمعنى واحد والعياذ بالله (أبو مي اليشقك) (أبو مي اليفقعك) .. و(أبو مي) حسب تقديري ايضا عبارة عن تورم في الحلق وربما كان (الممص) أو (أبو عديلات)، والغريبة ان هذه الدعوة تطلق لاهون سبب كأن تقول لاحدى الزهجانات: يا فلانة اديني معاك موية فتلجمك بـ (ابو مي اليشقك داك الزير امشي اشربي براك )! عاد كان في داعي لـ ده كلو ؟!!
الشنينة أم قريينات
دي عاد الله يعلم ما عارفة ليها معني، غير انها تقذف في وجهك عندما تسأل احداهن: قلتي شنو ؟ وهو سؤال بسيط ولكن قد يأتي في غير اوانه فيجلب لك المهالك من ذوات القرون
الويّة
بكسر الواو وتشديد الياء وتقال عندما تسأل احداهن ايضا سؤال بسيط جدا طلبا في معرفة سبب معين (ليه ؟) فتأتيك الاجابة بـ (الويّة التلوي حنكك)، ولنفس السؤال قد يكون الدعاء بـ (اللواية التلوي مصرانك)
الشلت
وهي مثل كلمة (بنتو) تنطق الشين والام مفصولات بالسكتة اللطيفة اياها، وتطلق الدعوة على الصبيان غالبا في الصيغة التالية (تلعب كراعك شلت)، وتقال عندما يسرف الصبي في لعب الكورة حتى مغيب الشمس، وعندما يعود يعتذر عن تأخره بـ (كنا بنلعب) .. عاد لكن تلعب لمن الليل ينتلت ؟!
الضريب
وتلك دعوة صعبة تطلق في سجع اقرب للقصيدة فيقال (يضربك الضريب شقاق العناقريب .. لا حنة لا ضريرة .. لا سيرة لا عديلة .. الناس في صلاة العيد وانت في التعب الشديد) .. والضريب كما هو ظاهر وما داير ليهو درس عصر هو الموت الواحد ده .. ربنا يجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقياه.
لسه الكلام كتير .. ممكن نواصل في الرصد بس حسب التساهيل
(أرشيف الكاتبة)