جرائم وحوادث

اعدام فتاة طائشة!ّ


حكم اعدام عائلي نهائي اصدره ثلاثة أشقاء بحق شقيقتهم ونفذوه بدون تردد وبدون أن يسمحوا لها بالدفاع عن نفسها .
الجريمة في عرف الاشقاء الثلاثة هي الانحراف وسوء السلوك وكان الهدف هو غسل عارهم ورفع رؤوسهم أمام جيرانهم وذويهم بعد ان لطخت شقيقتهم سمعتهم.
التفاصيل الكاملة للجريمة في السطور القادمة..

جريمة قتل بشعة دارت احداثها في منطقة أوسيم بالجيزة شاهدها اهالي المنطقة عندما استيقظوا علي جثة فتاة ملقاة بأحد مقالب القمامة وبها آثار تعذيب وطعنات لكن يوحي منها أن الواقعة حدثت منذ ساعات قليلة لان الدماء كانت تسيل من الجثة بغزارة .
رجل مسن يبكي من شدة الخوف أثار انتباه كل من حوله يدخل مركز شرطة أوسيم ويطلب مقابلة احد الضباط للابلاغ عن جريمة قتل .
قام احد الامناء بإدخاله للمقدم هشام بهجت رئيس المباحث الذي طلب منه الهدوء لمعرفة ماذا يريد .
دقائق وبدأ المسن يتمالك اعصابه ثم تحدث لرئيس المباحث قائلا : اسمي ( محمد عامر ) 69 عاما اقيم بأوسيم ، منذ نصف ساعة وبعد آذان الفجر خرجت من منزلي لاداء صلاة الفجر واثناء ذهابي الى الجامع فوجئت بجثة فتاة شابة تبلغ من العمر حوالي 16 عاما مصابة بعدة طعنات ملقاه بأحد مقالب القمامة .
قام المقدم هشام بهجت رئيس المباحث بتجهيز قوة من مباحث القسم والتوجه الى مكان العثور على الجثة برفقة المبلغ وهناك كان المشهد كالاتي : فتاة شابة على قدر كبير من الجمال ترتدي ملابسها كاملة بها آثار تعذيب وطعنات بجميع انحاء جسدها بالإضافة الى انها مقيدة اليدين والقدمين وبتفتيش الجثة تبين عدم حملها اي متعلقات شخصية تفيد هويتها ، بعد مناظرة الجثة أمر رئيس المباحث بإرسال الجثة الى مستشفى أوسيم العام وإخطار اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي امر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد عبد التواب رئيس مباحث قطاع الشمال تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بمديرية امن الجيزة لكشف غموض الحادث وضبط المتهمين .
بدأ العميد خالد فهمي مأمور مركز شرطة أوسيم بفحص بلاغات الغياب التي حررت منذ يومين وبعد التأكد من خلو القسم من بلاغ تغيب يفيد بأوصاف المجني عليها بدأ بمخاطبة المديرية لفحص بلاغات الغياب بباقي اقسام الشرطة الخاصة بالمحافظة .
ثلاث ساعات مرت وبعدها تلقت مديرية امن الجيزة اشارة من المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة الوراق يفيد بتحرير بلاغ باختفاء فتاة تشبة اوصاف المجني عليها ووالدها هو من قام بتحرير المحضر .
بعد ان حصل رئيس المباحث على عنوان المبلغ توجه برفقة قوة من مباحث القسم وكان في استقبالهم والد المجني عليها وبعرض صورها عليه انهار وظل يبكي وقال انها تدعي ( ريهام . ع ) 16 عاما مقيمة معه وانها اختفت منذ يومين وبعد ان اغلق هاتفها المحمول دخل الشك الى قلبه وبعد مرور 24 ساعة على اختفائها ذهب لتحرير محضر بغيابها وبسؤاله عن اتهامه لاحد بقتل نجلته لم يتهم احد .
وقتها طلب العميد محمد عبدالتواب رئيس القطاع بإجراء التحريات اللازمة وسماع اقوال عدد من الجيران وجميع افراد عائلتها .
علاقات مشبوهة
تبين من التحريات المبدئية التي قام بها فريق البحث ان المجني عليها سيئة السير والسلوك ولها علاقات بكثير من شباب المنطقة ودائما السهر خارج منزلها وهذا ما أكده جيرانها.
وبإستكمال التحريات خرجت معلومة من أحد اصدقائها تفيد بقيام المجني عليها بعدة علاقات مع عدد من سائقي الميكروباص المقيمين بالمنطقة.
هنا بدأت دائرة الاشتباه تتسع خاصة ان المجني عليها لها علاقات متعددة وجميعها مشبوهة .
بعد 8 ساعات متواصلة تمكن خلالها المقدم هشام بهجت رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم من سماع اقوال الكثير من سائقي الميكروباص الذي اجمع الكثير منهم بوجود علاقة حب واخرى غير شرعية مع المجني عليها لكن لم يثبت تورط احدهما في ارتكاب الواقعة.
بدأ فريق البحث بإستكمال سماع أقوال اسرة المجني عليها ومن بينهم اشقائها الثلاثة الذين كانوا مستاءون من تصرفات شقيقتهم المشينة ثم قال احدهما انها نالت جزاءها .
لم يسترح رئيس المباحث لاقوال احد اشقائها وبدأت الشكوك تحوم حوله بعدما تبين اصابته بجرح غائر باليد اليمنى .
وقتها طالب رئيس المباحث أحد معاونيه بإحضاره إلى ديوان القسم لاستجوابه بمفرده وبتضييق الخناق عليه وبعد فشله في تبرير ما سبب إصابته اعترف بقتل شقيقته سيئة السمعة بمعاونة باقي اشقائه وذلك بعد ان لوثت شرف العائلة .
في الساعة الخامسة فجرا داهمت قوة من مباحث القسم منزل باقي المتهمين والقبض عليهم وبمواجهتهما باقوال شقيقهم الأكبر انهاروا واعترفوا بارتكاب الواقعة في محاولة لاستعادة هيبتهم مرة اخري امام جيرانهم واصدقائهم وشباب المنطقة التي لم تترك المتهم شابا الا واقامت معه علاقة محرمة .
نهاية منحرفة
تم تسجيل اعترافات المتهمين في محضر حيث تحدث المتهم الاول قائلا : كان لازم نقتلها لانها أصبحت نقطة سوداء في ثوب أبيض.
البداية كان اتصال تليفوني من شقيقي الأصغر يخبرني ان شقيقتي ترتبط بعلاقات مشبوهة مع عدد من شباب المنطقة فور علمي والتأكد من صحة هذه المعلومات قررت انا واشقائي مواجهتها وفي احد الايام ذهبنا الي منزل والدي وهناك اعترفت بكل شئ ووقتها طلبت منا اعطائها فرصة بعد ما وعدتنا بإنهاء علاقتها بهؤلاء الشباب.
وتوضح أقوال المتهم فى سطور المحضر انه مر على وعد المجني عليها حوالي عام وفجأة تلقى اتصال هاتفي من والده ليخبرنه ان شقيقته خرجت من المنزل منذ يومين ولم تعد .
يستكمل المتهم قائلا : وقتها جن جنوني وقمت بالإتصال بها على هاتفها المحمول لكنه كان مغلق مما جعل الشك يدخل الى قلبي .
بحثت عنها في كل مكان انا وباقي اشقائي ولم نترك مكاننا الا وبحثنا فيه وبعد يومين باءت كل محاولاتنا بالفشل .
ولم يكن أمامنا سوى الانتظار لحين مجيئها لدرجة ان والدي قام بتحرير محضر باختفاء بقسم شرطة الوراق خوفا من حدوث مكروه لها .
وفور عودتها الى المنزل وجدت الجميع في انتظارها وكانت في حالة دهشة من قلق الجميع عليها وعندما طلبنا منها معرفة سبب اختفائها قالت انها كانت برفقة احدى صديقتها هذا الكلام لم يرضي الجميع وكانت نهاية الحوار ضربها علقة موت .
يستكمل المتهم حديثه قائلا : وقتها اعتقدنا انها سوف ينصلح حالها بعد علقة الموت التي نالتها لكن للاسف لم تنجح في ذلك حتى جاء يوم الحادث عندما عملت انا واشقائي بعلاقاتها بشباب المنطقة وبدأت نظرة الجيران تؤكد لنا هذا .
قمت بالإتصال بأشقائي وجلسنا ما يقرب من 3 ساعات حتي خرجنا بقرار قتلها وكانت الخطة كالاتي قمنا بالإتصال بها على هاتفها المحمول وطلبنا منها الحضور الى شقتي بمنطقة أوسيم وفور وصولها قمنا بتقيدها وشل حركاتها وتعذيبها وضربها ضرب مبرح ولم نكتف بذلك بل قمنا بطعنها بعدة طعنات حتى الموت .
وبعد التأكد من موتها قمنا بنقلها على عربة كارو امتلكها والقائها بأحد مقالب القمامة .
ثم مارسنا حياتنا يشكل طبيعي بدون ان يشعر بنا احد .
وفي النهاية قام رئيس المباحث بإخطار اللواء احمد حجازي مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة الذي امر بإحالة المتهمين الثلاثة الى النيابة التي امرت بحبسهما 4 ايام على ذمة التحقيقات بعد ان وجهت لهم تهمة القتل العمد .

الاهرام اليوم