تحقيقات وتقارير

سفير الصين بالخرطوم يؤكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع السودان


لعبت البعثة الدبلوماسية بسفارة جمهورية الصين الشعبية دورا رائدا ومهما في تنمية وتطوير وانعاش العلاقات الثنائية بين الخرطوم وبكين، وهي في حراك دبلوماسي متواصل دون انقطاع مما انعكس على التطور الملحوظ في علاقات البلدين. ويمكن أن توصف هذه البعثة بأنها نشطة في المجال الدبلوماسي الشئ الذي جعلها حقيقة مميزة، ومن هنا يتضح الأمر جليا بأن العلاقات السياسية السودانية مع الصين علاقات ذات طابع مميز، وهناك دعم متبادل وجمهورية الصين الشعبية داعما أساسيا واقتصاديا للسودان خاصة في مجال حقوق الانسان من داخل الأمم المتحدة ولها دور وآضح وفعال في ملف دارفور، حيث ساهمت وساعدت كثيرا من أجل تهدئة الوضع في الأقليم الذي مر بمنعطف خطير، وينعكس موقفها السياسي والدبلوماسي والاهتمام الذي اولته لهذا الجزء العزيز من السودان عندما عينت مبعوثا خاضعا كنوع من التعاون الدبلوماسي بين الخرطوم وبكين ، حيث قدمت الصين عددا من المقترحات المهمة، وكانت الصين تدافع ومازالت عن السودان في المحافل الدولية بصورة كبيرة جدا، وقدمت نموذجا عمليا في قضية دارفور، هذا بجانب تقديم معونات ونفذت كثيرا من المشاريع على ارض الواقع في مجالات المياه والتعليم والصحة والطرق والتنمية ويمكن ان توصف العلاقة بين البلدين بأنها استراتيجية ومهمة بالنسبة للسودان على مدى أكثر من 55 عاما التي تم فيها التاطير للعلاقات الدبلوماسية ، وكانت داعما اساسيا في حقوق الانسان بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الامن الدولي.
أعلنت جمهورية الصين الشعبية مرارا وتكرارا عن دعمها اللامحدود لخارطة الطريق المعدة للتفاوض من قبل الآلية الافريقية رفيعة المستوى والتي وقعت عليها الحكومة في الجولة التشاورية التي جرت مؤخرا بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا بمشاركة الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور المتمردة وحزب الأمة القومي الذين رفضوا التوقيع على هذه الخارطة التي تعتبر هي الطريق السليم لحلحلة المسائل السياسية ، وتعمل على ترسيخ السلام الشامل متزامنة مع الحراك السياسي المتمثل في الحوار الوطني الذي تشهده الساحة السياسية السودانية ، وهو حوار للجميع بشهادة المجتمع الدولي والاقليمي . حيث خلق ومازال مناخا مناسبا للحوار وتناول القضايا بحرية وشفافية وهذا يعكس مدى جدية الحكومة لاستقرار الوطن وحمايته من التدخلات الخارجية في شئونه الداخلية التي تهدف الى تفكيك الجبهة الداخلية . ودعت الصين على لسان سفيرها بالخرطوم سعادة لي ليان خه الحركات المسلحة وبقية القوى السياسية للمسارعة بالتوقيع على الخارطة لما تمثله من مساعدة لتحقيق السلام والاستقرار في جميع ارجاء السودان . وتنعكس الجهود المبذولة من قبل بكين تجاه الخرطوم عندما جدد سعادة السفير في تصريحات صحفية عقب لقائه مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب المهندس ابراهيم محمود حامد الاسبوع الماضي مؤكدا حرص بلاده على تعزيز العلاقات في مجال التعاون والصداقة مع السودان، والعلاقات الحميمة بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب المؤتمر الوطني . وأبان لي ليان خه انه تناول خلال اللقاء مع مساعد رئيس الجمهورية بائب رئيس الحزب سير وسبل تطوير العلاقات الصينية السودانية ، وتوصلا لتوافق حول سبل تطويرها وتعزيزها وتوسيع دائرة التعاون في كآفة المجالات وأضاف لي ليان خه في التصريح الصفي تطرقنا كذلك الخاطة الطريق المعدة للتفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة والقوى السياسية المعارضة. وعبر عن موقف الصين الداعم لعملية الحوار الوطني القائم مبادرة الرئيس البشير وعن ترحيب جمهورية الصين الشعبية بخارطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة مؤخرا باديس ابابا وقال نعتقد ان هذه الوثيقة مهمة ونتمنى من كل الجهات المعنية التوقيع عليها لانها تهدف الى تحقيق سلام شامل واستقرار دائم في ربوع السودان كآفة ، مجددا استعداد بلاده لتعزيز العلاقات والتعاون والصداقة مع السودان في كل المجالات.
الكل يعلم ان جمهورية الصين الشعبية دولة نامية ومسالمة لا تلجأ الى العنف أو التدخل في شئون الاخرين الداخلية، اتخذت سياسة خارجية مرنة ومعتدلة جعلها بأن تكون محبوبة استطاعت ان تكسب ود الاخرين من دول العالم ، بصفة عامة ولدى نظيراتها في الدول النامية من العالم الثالث بصفة خاصة . الصين لها حضارة قديمة مما جعلها ان تكون معروفة في النطاق العالمي ، وهي دولة تحب السلام والاستقرار وتعمل مع المجتمع الدولي على ترسيخهما من أجل حياة افضل لبني الانسان الذي خلق في هذه الحياة لتعميرها وبسط الامن والاستقرار. وبذلت الصين جهودا كبيرة ومازالت في الاتصال بدول العالم أجمع بصفة عامة والدول النامية بصفة خاصة، لأنها دولة كبيرة نامية وساهمت كثيرا في مساعدة الدول النامية في كآفة المجالات ، واستطاعت بسياستها الحكيمة ان تخلق علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وثقافية مع دول العالم أجمع . ولها علاقات في المجالات المذكورة اعلاه مع دول العالم الثالث الذي يعرف مواقفها القوية ضد الظلم والاستكبار، وهي تسعى بأن تحقق السلام والاستقرار في كآفة دول العالم لانها تعتبر عضو دائم في مجلس الامن الدولي فلاجل ذلك تحترم وتلتزم بالمواثيق والاعراف الدولية .

تقرير بقلم/ أحمد حرقة
الخرطوم: 1 / 5 /2016 م (سونا)