مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : رجال «خفاف» جدا ..ً!!


أطلقت ضحكة عالية جعلت عامل الطلمبة يفر مذعوراً رغم أنه يحمل في يده «مسدساً»!!
على الجانب الآخر من الخط كان يحدثني صديقي من خلف الأطلسي وصوته يجيء مترعاً «بالدعة» و«الدولار» و«النغنغة» الأمريكية.
قال: شايفك الأيامات دي «أنيقة» و«فارهة» ومرض «حامد» واضح الحكومة ما شايفة «شغلها»!!
قلت: لو جاتنا حبة «حرية» واقعة من السماء تحسدونا عليها!! اين نحن من حرياتكم و«أنيقاتكم» ومساحتكم الديمقراطية «وبيتكم اللبني» وشباكم «الأبيض»؟.. هامش حرية لا أقل ولا أكثر «ومقيدة» جداً وتحتاج لسلسلة طويلة «من التعقيدات» و«التصاريح» وممكن في أي لحظة يقولوا ليك «شطبنا» أمشي مش على كيفنا وأعلى ما في «خيلك» و«جمالك» أركبها!!
القصة – يا صديقي – فصاحة لسان!! ومع ذلك فالحكومة إن سمحت لنا بهذه الحرية فربما في بالها نظرية السمك!!
قال: النظرية دي جديدة علينا!!
قلت: باختصار تعني «دع السمك يتجمع في نقطة واحدة واهجم عليه بشبكة واحدة»!!
سكت صديقي حتى خلته قد أغلق التلفون.. «الو»،، اي سامعك!! انت بتتكلم عن «ياتو» حكومة؟! ضحكت وهذه المرة كنت لوحدي أصارع «الدركسون» وليل الخرطوم البهيم وهذه الركشة التي تتلوى وتترنح أمامي!! ولا أعرف هل هي «جاية» أم رايحة على حد قول أخوانا المصريين!!
قلت له أنا أتكلم عن الحكومة الرشيدة. «ضحك» وهو يسألني وماذا عن الرشيقة؟!.. قلت له «الثعلب في ذيلو سبعة لفات والجبة وقعت في البير»!!
بدا كأنه لم يسمع هذه الأهزوجة اللطيفة.. سألني مباشرة: ونوع هذه الكتابات «ما جاب ليك هوا»!! قلت له: السوق داير كده!.. أي سوق؟!! – الأسواق في حاجة لنظرة جديدة ولنوع من التغيير «شوف» عندك سوق السياسة «أخوانك» جزاهم الله خيراً! وهم أهل سوق تلفتوا يمنة ويسرة ووجدوا أن السوق في حاجة لـ «شوية وثبة» وحديث «حريات».. لقد تحرك السوق شيئاً ما.. بل جلب معه الشيخ الكبير والظاهر هناك صفقة كبيرة قادمة رغم أن رواد السوق يغنون بصوت كورالي واحد «ما بصدقكم.. ما بصدقكم»!
الكتابة الناعمة يا صديقي «ونّستنا».
قلت له: هاك الحكاية الناعمة دي.. قالت لي طبيبة شابة قمت بوضع صورة أطفال على صفحتي في «الفيس» وكتبت تحتها «كم أعشقكم يا أولادي، صبراً عليّ فأنا أبحث لكم عن أب مناسب»!! في ساعات امتلأت صفحتها بمئات التعليقات والردود كل منهم يقول أنا سأكون الأب المناسب!!
قالت يا أستاذ اسمع حكاية ثانية.. كتبت في إحدى المرات هذه الجملة «ثق تماماً إذا كنت في قائمة أصدقائي فأنت محترم، لأن القائمة لا تضم غير ذلك فمن يمتلك مؤهلات العقل والقلب والروح سأكون له كتاباً مفتوحاً!!
هذه المرة لم يفتح الله على أحدهم بحرف!!.. وظلت الصفحة بيضاء!!
يا أستاذ هؤلاء رجال «خفاف» جداً!