تحقيقات وتقارير

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. «هذا من حقك»


فتحية موسى السيد احتفلت اللجنة الوطنية السودانية للتربية والتعليم والثقافة، والاتحاد العام للصحافيين السودانيين، ومكتب اليونسكو بالخرطوم، باليوم العالمي لحرية الصحافة يوم أمس الثلاثاء الموافق الثالث من مايو، تحت شعار الحصول على المعلومات والحريات الأساسية «هذا من حقك»، الذي يصادف هذا التاريخ من كل عام، وذلك بدار الاتحاد العام للصحافيين السودانيين بالمقرن، بحضور انيق لعدد من الرموز الإعلامية والسياسية والدبلوماسية والحقوقيين والمدافعين عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان. واحتوى البرنامج الاحتفالي على مخاطبات وإشهار لليوم العالمي لحماية الصحافيين الذي أعدته وأصدرته قناة الجزيرة والمعهد الدولي للصحافة بالإضافة الى ورشة عمل حول حرية الصحافة وقضاياها. تجدر الاشارة الى ان الاحتفال تم تنظيمه بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لليونسكو، يتم خلاله تكريم عدد من الرموز الصحفية والإعلامية بالسودان،. مقرر الجلسة البروفيسور و استاذ الأجيال علي شمو. وناقشت مناهج الصحافة في اليونسكو د. بخيتة امين التي أعربت عن اسفها نسبة لغياب معظم رؤساء التحرير بالصحف السودانية في هذا اليوم الهام. كما تحدث ايضاً الأمين العام للجنة الوطنية الأستاذ عبد القادر محمد الحسن ومدير مكتب اليونسكو بالخرطوم د. بافل كروبكين. وقدم د. عمار بشير ورقة مناهج الصحافة بالجامعات السودانية. المبادئ الأساسية يشكل الثالث من مايو من كل عام، التاريخ الذي يحتفل فيه بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة وذلك من أجل تقييم أوضاع حرية الصحافة في العالم أجمع وحماية وسائل الإعلام من كل أنواع الاعتداءات والانتهاكات لاستقلالها ولتوجيه تحية إلى الصحافيين الذين فقدوا حياتهم في ممارسة مهنتهم، وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم العالمي في عام 1993 وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991م. هذا اليوم هو فرصة لإعلام المواطنين في العالم أجمع في ما يتعلق بانتهاكات حرية الصحافة وللتذكير، فإن في عشرات من البلدان حول العالم تخضع المطبوعات فيها للرقابة وللعقاب وللإغلاق. ويتعرض الصحافيون من محررين وناشرين، يتعرضون لمختلف أنواع المضايقات من اعتداء عنيف واعتقال وحتى القتل أحياناً كثيرة. إنه تاريخ لتشجيع وتطوير المبادرات المتخذة لصالح حرية الصحافة ولتقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. سيادة القانون نقيب اتحاد الصحافيين السودانيين الأستاذ الصادق الرزيقي نوه الى أهمية حرية الصحافة بالنسبة للصحافي، مشيراً «نحن لا نحلق بالأجنحة من الوهم لأن الصحافة بها مسؤوليات مهنية وأخلاقية وقيمة دينية ايضاً حيث تنشط الصحافة من قيمنا التي تعرف بمهنة التقصي وراء الحقائق بأعلى درجات المسؤولية». موضحاً الرزيقي ان الصحافة سبقت الاحزاب السياسية في البلاد وساهمت في تحقيق الاستقلال لان مسيرتها متصلة بانحدار الأخلاق والقيم، لذلك يجب ان تبقى نظيفة، وأنها حقيقة مهنة في غاية الصعوبة وتمارس في ظروف تتناوشها الرياح من كل حدب، لذا يجب ان تكون قادرة على اقناع الآخرين، نحن طليعة متقدمة في هذا المجتمع ولابد ان تحظى هذه الفئة بالاحترام ولابد من تعزيز قيم وحماية الصحافيين. لماذا نؤيد هذا القيم، لان الصحافي يتعرض للخطف والسجن وأحيانا للقتل، لابد ان نقف مع المعايير الدولية التي تتيح حرية الصحافة للصحافيين. وأكد الرزيقي الحرص على تعزيز حرية الصحافة والدفاع عن حق الصحافيين في التعبير وممارسة المهنة بلا قيود. ويشير نقيب الاتحاد العام للصحافيين السودانيين الى تزامن الاحتفال هذا العام مع توجه السودانيين لإعلاء قيم الحوار والانفتاح على الآخر. حيث يؤكد ان اى تطور في هذا الاتجاه سيعزز من مناخ الحريات وسيادة حكم القانون والدستور في التعامل مع مهنة الصحافة ومنتسبيها و يجدد الاتحاد في هذا اليوم حرصه على مواصلة الدفاع عن حق الصحافة والصحافيين في ممارسة حرية الرأي والتعبير دون ترهيب أو قيود، وكفالة ايضا أجواء ملائمة لممارسة العمل الصحفي، سيما انها لن تتوقف على مستوى البيئة القانونية والمهنية وصولاً الى المناخ الخالي من القيود. مؤكدًا سعي الاتحاد الحثيث لمكافحة القوانين والممارسات التي من شأنها تهديد حرية الصحافة، اذ تطل علينا ذكرى اليوم العالمي للصحافة هذا العام، وقد خلت البلاد من اي معتقل او سجين بسبب الرأي، كما أنها تتزامن مع قرار المحكمة الدستورية الذي أعاد صحيفة «التيار» للصدور في انتصار بائن لحرية الصحافة وتأكيد جديد على نزاهة القضاء السوداني خاصة في ظل تطلعنا الى إحداث المواءمة المطلوبة بين القوانين التي تحفظ حرية الصحافة في هذا الظرف التاريخي الدقيق، والحاجة الى صحافة حرة مستقلة تسهم بإيجابية في عملية البناء الوطني وتعزيز قيم المحافظة على النسيج القومي لشعب السودان، وصحافة تسهم ايجاباً في تأكيد المضامين الوطنية ومكافحة الفساد ووضع الملح على جراح الوطن، صحافة تراقب أحكام الدستور وتعكس هموم المواطن وتطلعات المجتمع. صناعة الصحافة ابتدر وزير الإعلام دكتور احمد بلال عثمان حديثه بجهود الصحافة والإعلام في وقفتهم في استفتاء دارفور والاحتفال الكبير بالقصر الجمهوري الذي ساهم في خطوات كبيرة لإنجاحه، وفي ذات الوقت أوضح وزير الإعلام عن فتح مجال التدريب ومنحة من وزارة الإعلام وإتاحة فرصة 50 منحة من وزارته من اجل ضمان مواصلة الحراك في العالم ومواجهة صعوبات صناعة الصحافة ليس من الجهات الأمنية فقط، لأن هناك اتهامات غير مؤسسة. مبيناً د. بلال انه بدون إطلاق العنان للصحافة لا تكون هناك ممارسة صحفية راشدة لذلك نسعى لتذليل العقبات لتمارس الصحافة دورها الراشد. متسائلاً: كيف نحكم؟ وقد يجب علينا لم الشمل في الداخل والخارج ذلك عبر مقترح توصيات الحوار الوطني الذي سنملكه للممناعين كي نبني سوداناً جديداً لا على أنقاض، بل يبنى على التراضي والتوافق، كما ندعو حملة السلاح الذين يدعون للحرب، كما رأينا في مؤتمر باريس وما يحل بالمنطقة اقليمياَ ودولياً لان المعارضة فقدت البوصلة، والضباب يحجب الرؤى عنهم. لذلك نناشدهم انه ليس هناك حكومة دائمة على الإطلاق لكن هناك دولة ووطن يجب الحفاظ عليه. هذا حقك أشارت المديرة العامة لليونسكو السيدة ايرينا بوكوفا ان الوصول الى المعلومات تعتبر من الحريات الاساسية، ومن حق الانسان، فهو جزء لا يتجزأ من الحق في حرية الرأى والتعبير، ولولا حرية تلقي المعلومات ونشرها بوسائل شتى شبكية وغير شبكية لانهار صرح الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون وقد اتفق قادة العالم في العام الماضي على خطة التنمية المستدامة لعام 2030م من اجل توجيه كل المساعي والجهود خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة نحو القضاء على الفقر. وأشارت الى انه قد مضى على سن اول قانون لحرية الإعلام في العالم مائتان وخمسون عاماًَ وكان ذلك في دولتي السويد وفنلندا الحالتين. وكان سن هذا القانون انجازاً تاريخياً آنذاك . ودعت الجميع الى توحيد الكلمة من اجل الدفاع والذود عن حرية الصحافة والحق في الوصول الى المعلومات، اذ يعد هذا الأمر ركناً اساسياً من أركان صون حقوق الإنسان وكرامته وتحقيق التنمية المستدامة واحلال السلام الشامل الذي نتطلع اليه وهذا حقك فلا تفرط فيه. اذن، هنالك أحاديث وتباينات كثيرة، فماذا يفعل الصحافي؟ هل يظل يتخذ من الإجراءات والتدابير التي تحسن من الأداء الصحفي وتقلل من الانتقادات وتقلل من الملاحظات وتسد الذرائع، أم يمضي في اتجاه انه على صواب، وأن ما يقوم به هو ممارسة لحرية صحفية كاملة غير آبه لأية جهة أو طرف بالتدخل، فمتى يكون ذلك دون قيود؟

الانتباهة