مزمل ابو القاسم

نفرة حسبو للمريخ


* خلال اللقاء التفاكري الذي عقده الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية، مع عدد من الزملاء، رؤساء التحرير وكتاب الرأي المؤثرين، قبل أيام، تشعب الحديث، وتطرق إلى قضايا عدة، وكان الهم الرياضي حاضراً فيه، بنقاش مستفيض حول أوضاع الكرة السودانية عموماً، ونادي المريخ على وجه الخصوص.
* طلب النائب تنويراً عما يدور في المريخ، وكيفية معالجة الأزمة التي عصفت بالنادي خلال الأيام الماضية، بسبب المعاناة التي واجهها مجلس مُعيَّن، خلا في غالب تكوينه من الميسورين، القادرين على توفير المال اللازم لتسيير أمور أحد أكبر أندية السودان.
* قلت للنائب إن جماهير المريخ تكن له تقديراً كبيراً، بسبب دعمه السخي لناديها، عندما بادر بزيارته احتفاءً بفوز المريخ ببطولة أندية شرق ووسط إفريقيا (سيكافا)، وقدم له خمسة ملايين جنيه، بخلاف ما رفد به لجنة التسيير الحالية، التي يقودها المهندس أسامة ونسي، واقترحت عليه أن يعينها بالمال، فوعد بتبني نفرة لدعم النادي، بصفته الممثل الأوحد للسودان في بطولات الاتحاد الإفريقي حالياً، وقد كان.
* كرة القدم ليست لعبة عادية عند السودانيين، الذين يعشقونها بشدة، ويعتبرونها المتنفس الأول لهم، لذلك قدر الرياضيون للنائب الأول مبادرته بتسديد كلفة البث التلفزيوني لمسابقة الدوري الممتاز للاتحاد.
* تأثرت الأندية الكبيرة بالظرف الاقتصادي الحالي، وقفزت كلفة تسييرها إلى المليارات، وتسبب ذلك في انصراف عدد مقدر من الداعمين عنها.
* في الهلال تولى أشرف الكاردينال عبء تمويل الفريق منفرداً، وزاد عليه إعادة تأهيل الإستاد، أما المريخ فقد دفع ثمن ابتعاد رئيسه وداعمه الأول جمال الوالي غالياً، وعمقت وزارة الشباب بولاية الخرطوم معاناته، بتعيين لجنة تسيير لا تمتلك القدرات المادية اللازمة لإدارة النادي، فصعبت مهمتها وتعقدت، وواجهت حملة انتقادات واسعة، وصلت حد مطالبتها بالاستقالة، وشملت الانتقادات الوزير الولائي، الذي تعامل مع أحد أكبر أندية السودان باستخفافٍ غريب.
* مبادرة حسبو الرامية إلى دعم المريخ بنفرة تنظم من داخل القصر الجمهوري اليوم، تمثل خطوة كبيرة ومؤثرة في الطريق الصحيح، تحسب للنائب المهموم بالشأن الرياضي، لكنها لن تعالج جذور الأزمة، ما لم يعقبها تنفيذ المقترح الطموح الذي طرحه والي الخرطوم قبل فترة، واستهدف به مساعدة الناديين الكبيرين على امتلاك مصادر دخل ثابتة، باستثمارات مؤثرة، تعينهما على تحمل كلفة الصرف العالية باستمرار.
* ما لم ينفذ والي الخرطوم رؤيته، وتمتلك الأندية قوتها، ستبقى في حاجة ماسة إلى دعم رجال الأعمال، لكن الاعتماد على جيوب الأفراد لن يستمر طويلاً، لأنهم قلوا، بعد أن كلوا وملوا من الإنفاق عليها.
* نشكر لنائب الرئيس مبادرته الجميلة، التي خلفت ارتياحاً واسعاً وسط أنصار المريخ، الذين امتدحوا الخطوة، وأثنوا عليها، ودعوا إلى تكريم حسبو في النادي، وبلغ حماس بعضهم درجة المطالبة بزيارته في داره، حاملين طبولهم وأعلامهم لتقديم الشكر له، والإشادة بمبادرة موفقة، تكشف عن نفسٍ محبة للرياضة عموماً، ولكرة القدم على وجه الخصوص.