هيثم كابو

استرداد الزمن المفقود


(1)
قدور.. “الدهن في العتاقي”..!!
* عزيزي السر قدور: هنئياً لنا بدفقك الإبداعي وذاكرتك الحديدية، ومخزونك الوفير، وعلمك الغزير، وحضورك الذهني الطاغي.. كنت قبل أيام بمؤسسة (طيبة برس) للإعلام تحدثنا عن تاريخ الصحافة الفنية التي أنت أحد روادها بسرد شيق؛ ومعلومات ثرة؛ وقفشات حاضرة؛ وضحكات مجلجلة كان ينتظرها الناس ليضحكوا عند سماعها فقد أضحت عندهم من بواعث الفرح والنشوة في زمن عز فيه الابتسام.
لا تزال أستاذنا الجليل (أبو العباس) تملك بحمد الله تعالى طاقة الشباب وحيويتهم؛ وإن تقدم العمر وتسربت السنوات من بين الأصابع دون أن ندري فإن الذهب لا يصدأ، و(نجومية ما بعد السبعين) جديرة بالدراسة والوقوف عندها يا مبدعاً غيّر ثوابت (عُمر النجومية) وصنع سمراً فوق العادة وظل يجمّل شهر الصيام سنوياً بأعذب فترات الترويح والأنس والتلاقي، و(ربنا يديك العافية) وحقاً (الدهن في العتاقي)..!!
(2)
صلاح مصطفى.. (بعد الغياب)..!
* (الانزواء) لا يليق بفنان بقامة صلاح مصطفى المديدة، و(الغياب) لا يشبه رجلاً مبدعاً ينتظر الناس إطلالته الوسيمة، و(ارتداء الكبار لطاقية الإخفاء) يفتح الأبواب لأشباح المغنين فتنكمش بذلك مساحات الرصانة ويتسيد (الغثاء)..!!
* (الإصلاح) في عودة من هم بقامة وجودة منتوج صلاح.. ولا زلنا ننتظر الرجل بكثير أمل (بعد الغياب وبعد الليالي المرة في حضن العذاب).
(3)
صوت هاني المفقود!
* أنصف بصوته (الآهة) حتي امتلأت (سعادة) ورقصت على ضفاف الحبور وهللت فرحاً وسرور.. متى ما منحته انتباهتك تشعر بصدق كبير في أدائه وتغوص أذناك استمتاعاً في بطن حنجرته المسكونة بالنغم والشجن والتطريب.. أعطى (الدموع) قيمتها الإنسانية والفنية حتى تمنينا ألا تفارقنا الحسرة أبداً ، وأعاد لمدن (الحزن) سعادتها المسلوبة، مؤكداً أنه فنان استثنائي، فهاني شاكر يستحق بحق وحقيقة أن يتقدم ركب شهداء الحب الغنائي..!!
* يوم قال هاني شاكر إنه سيعتزل الفن (حزناً) على وفاة ابنته أيقنت أن حديثه نتاج الأسى الذي يسكن بين الضلوع والحرقة التي تقطع (حشا الوالد المكلوم)، فتجربة هاني شاكر يزيدها الحزن توهجاً وتمنحها الحسرة بريقاً إضافياً، وأمثاله عندما يفقدون عزيزاً تزداد أغنياتهم عمقاً وتجسيداً وصدقاً..!!
* عاد أمير الغناء العربي لجمهوره بعد أن كان مكانه شاغراً ووهجه مفقود، ووجد الكل يستدعي روائعه مردداً: (أعشق يا حبيبتي إذا أنا موجود.. أكتب يا حبيبتي فأسترد الزمن المفقود).
(4)
سميرة.. غياب في (موسم الحضور)..!
* يدرك الجميع أن (الحبال الصوتية) لسميرة دنيا لا يعيبها شيء سوى التطريب الزائد، وحنجرتها تحمل الملايين على متنها وتنقلهم إلى عوالم الدهشة والاخضرار والذهول.. مشكلة سميرة كما أشرنا مراراً وتكراراً تعمدها إشعال النيران على عباءة مشوارها الفني بغيابها عن الجمهور، لذا ينبغي لدنيا إدراك حقيقة أن التواصل وترسيخ أغنيات الفنان الخاصة بأذهان المستمعين أمر لا علاقة له بالسعي البغيض وراء الإطلالة بلا مبرر مقبول، كما أنه لا يمكن أن يفسر بأنه إمساك بتلابيب الظهور..!!
* غياب سميرة دنيا عن معظم البرامج التلفزيونية والشاشات يحتاج منها لوقفة منها وتبرير من إدارات تلك القنوات.
(5)
أعضاء حزب الباحثين عن الأضواء..!
* تتزايد أعداد حزب الفنانين الباحثين عن الأضواء يوماً تلو الآخر.. عضوية الحزب في ازدهار مستمر.. وأشكال عديدة ابتدعها قادتهم بحثاً عن مساحات للوجود في وسائل الإعلام والاحتفالات المختلفة.. فما بين (الأخبار الغرائبية) والأغنيات التي تشبه أخبارهم ترقد أكثر من (وسيلة شو) و(طريقة لفت نظر) مع أن المقياس الحقيقي للفنان ما يقدمه للناس من جميل أغنيات وبديع أعمال.. أعزائي بالحزب الذي من كثرة أعضائه وامتداد قواعده لو خاض غمار الانتخابات لكسبها: (الرجاء التمهل قليلاً وعدم الاستعجال وتذكروا أن للإنجليز مثلاً يقول : “الذي يمشي ببطء يصل بسرعة”، وصدق القطامي يوم قال: “قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل”.
(6)
نفس أخير
* ولنردد خلف الشاعر المرهف إسحق الحلنقي:
قدامي نار ما بلمسا
وما بمشي أحضر مجلسا
غاية مناي النار تحن
وأنا أبقي نجمه تونسا