مقالات متنوعة

محمد لطيف : الاستثمار.. في الاستثمار السعودي


في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي.. كنت ضيفا على فضائية النيل الأزرق ضمن حصتي الأسبوعية لتحليل الأخبار الواردة في صحف اليوم في برنامج بعد الطبع.. وهو برنامج واسع الانتشار والتأثير خاصة في الولايات وخارج السودان لا لأهمية القراءات الإضافية التي يقدمها البرنامج للأخبار التي يقدمها لمشاهديه بل لكون البرنامج فرصة للاطلاع على الأخبار نفسها.. مما يعطيه قيمة إضافية لكثير من المشاهدين.. هل هذه دعاية للبرنامج..؟ فلتكن كذلك.. فالبرنامج وقناته يستحقان..!
الشاهد أنني سئلت في ذلك البرنامج عن زيارة وزير البترول والمعادن السعودي المرتقبة.. فيوم الأحد الماضي كانت الزيارة مرتقبة ومقدر لها أن تتم الأربعاء.. كانت إجابتي أن الزيارة ولا شك تأتي في إطار الاهتمام السعودي بالاستثمار في السودان.. وحين سئلت عن أهم ملامح الزيارة.. قلت إنني لو كنت مكان السودان لأفردت مساحة خاصة بالتعدين في البحر الأحمر.. لعدة أسباب منها.. أنه هناك أصلا اهتمام سعودي بهذا الجانب.. وهناك لجنة قد تشكلت قبل أكثر من خمس سنوات ولكنها لم تفعل.. ثم إن المنطقة.. وخاصة قاع البحر الأحمر في المنطقة الحدودية المشتركة تعج بملايين الأطنان من مختلف المعادن.. وأخيرا فالقرب الجغرافي للمنطقة من المملكة يعزز الجانب المعنوي ويعطي المستثمر مزيدا من الطمأنينة والثقة.. فبالنسبة للملكة ومستثمريها فالعمل في البحر الأحمر لا يعدو أن يكون عملا في الشاطئ الغربي للمملكة.. قلت لكل هذه الأسباب سيكون مناسبا تطوير الاستثمارات المشتركة بين البلدين في البحر الأحمر..!
ولا شك أن مخرجات الزيارة التي تمت في موعدها لم تذهب بعيدا عما ذهب إليه.. وبمتابعتي للإعلام السعودي كان التناول مثلا.. (وصل وزير النفط السعودي على النعيمي إلى السودان الأربعاء ووعد بزيادة الاستثمارات في هذا البلد الأفريقي).. ثم لم يخيب الوزير السعودي توقعاتي.. (وصرّح النعيمي للصحافيين لدى وصوله الخرطوم “هذه الزيارة هي جزء من تحركاتنا للاستثمار في المنطقة”. وأضاف “في السودان سنركز على الاستثمار في قطاع التعدين ) ثم نقرأ أيضا (وعقد الوزير لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير بحثا خلاله “التعاون بين البلدين في مجالات التعدين والاستثمارات المشتركة، ورؤية المملكة 2030 وأهميتها في التنويع الاقتصادي، بما في ذلك الاستثمارات التعدينية”، بحسب وكالة الانباء السعودية).. وهنا يقفز إلى الذهن سؤال.. ترى أين الرؤية السودانية..؟ حتى العام 2020 ناهيك عن 2030.. وهل صحيح أن لدينا عجزا حتى على مستوى التنظير ناهيك عن التنفيذ..؟ وهل صحيح ما قاله لي خبير اقتصادي يوما ما من أن الأزمة الرئيسة للاقتصاد السوداني أن الذين يديرونه مجموعة محاسبين وليسوا إقتصاديين..؟ أي أنهم يحسنون إدارة المال.. إن وصل إلى خزائنهم.. ولكنهم لا يعرفون استنباط الموارد واستجلاب المال..؟
تقول الأنباء بعد ذلك إن اللجنة الدائمة السعودية السودانية المشتركة للاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في قاع البحر الأحمر، عقدت اجتماعا في الخرطوم برئاسة النعيمي ونظيره السوداني أحمد محمد الكاروري. بالتركيز على مشروع التعدين في البحر الأحمر على طول الحدود البحرية بين البلدين لاستخراج الزنك والنحاس والفضة وحتى الذهب… وزير المعادن الكاروري كشف يومها أن الزيارة “تهدف إلى مناقشة مشروع أطلانتس 2 المشترك على طول الحدود بين البلدين””. مع إرهاصات ان تصل مخزونات الخام إلى نحو 100 مليون طن. وزير البترول والمعادن السعودي أكد بقوله “نتطلع لجني ثمار هذا التعاون، من خلال أعمال اللجنة الدائمة المشتركة بين الجانبين لإدارة عمليات استكشاف، واستغلال الخامات المعدنية في البحر الأحمر، التي تشكلت في عام 2009، ونتج من أعمالها، منح رخصة لشركة منافع لاستغلال أحد الأعماق الموجودة في المنطقة المشتركة بين البلدين.. وهو عمق أطلانتس 2 الذي يحتوي على كميات واعدة وكبيرة من مختلف أنواع المعادن الصناعية”، بحسب الوكالة السعودية.)
انتهي حديث الوزير السعودي وبقي أن نقول.. ليت وزير المعادن السوداني يتيح حيزا من وقته لتسليط الضوء على هذه الزيارة عبر لقاء مع الإعلام السوداني.. فهو مشروع اقتصادي ضخم ذو قيمة سياسية وإعلامية أضخم..!