مزمل ابو القاسم

تحية لمعتمد أم درمان


* ظلت أخبار الحرائق الناتجة عن اشتعال (تناكر) الغاز والوقود في بعض شوارع العاصمة تمر مرور الكرام، من دون أن يعقبها تحقيق أو تعويض للمصابين والمتضررين، أو احتياطات أمنية، تمنع تكرارها، وتقي الناس شرورها.
* تكتب عنها الصحف يوماً أو يومين، وتورد عدد المصابين، وقيمة الأضرار الناتجة عن الحرائق.. وانتهى البيان.
* قبل يومين اشتعل (تانكر) للغاز في منطقة سوق الشجرة بأم درمان، وفي دقائق تحول الحريق إلى كارثة، عندما انفجرت العربة بحمولتها المدمرة، لتخلف حالة من الرعب وسط المواطنين، وتطلق دوامة لهب هائلة، ارتفعت عشرات الأمتار، وأصابت بعض الأبرياء بحروق مختلفة، وقضت على أحد المساجد، وخلفت خسائر مقدرة في المنازل والممتلكات.
* الجديد المفيد أعقب الحادثة الأخيرة، بمبادرة مسؤولة، قادها معتمد أم درمان، الشاب الديناميكي الناجح، مجدي عبد العزيز، الذي تولى الأمر بنفسه، وأحاله إلى لجنة أمن المحلية، لتجتمع مع الشركة المالكة (للتانكر) المتفجر، وتحضها على الاعتراف بمسؤوليتها عن الحادث، وتحملها للأضرار الناتجة عنه.
* أجمل من ذلك أن لجنة أمن المحلية اتخذت جملة من الاحتياطات المهمة، لتمنع تكرار تلك المآسي، بحصر كافة المخابز التي تعمل بالغاز داخل حدود المحلية، والتشدد في تنفيذ إجراءات السلامة التي تصاحب عمليات تزويد تلك المخابز بالغاز.
* كذلك قررت اللجنة حظر حركة شحنات الغاز في أوقات الزحام، ومنعت تفريغها نهاراً، وفي الأوقات التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة.
* قرارات مهمة، طالبنا بها مراراً في هذه المساحة، ولم تجد آذاناً صاغية، برغم أهميتها البالغة.
* ما فعله معتمد أم درمان يستحق من حكومة ولاية الخرطوم أن تتخذ منه نموذجاً يسري على كل محليات الخرطوم السبع، وينتقل منها إلى كل مدن ومحليات السودان.
* ليس مقبولاً أن تتحرك تلك الشاحنات الخطيرة في الشوارع المزدحمة، وتسير وسط مركبات النقل العام والسيارات الخاصة والمشاه نهاراً، لتهدد حياة المواطنين، حال تعرضها لأي حادث، يشبه الذي حدث في أم درمان قبل يومين، أو الذي شوى عدداً من المواطنين أحياء، وأحرق سياراتهم بالقرب من نفق الجامعة قبل عدة أشهر من الآن.
* ما فعله مجدي يستوجب الشكر، ويستحق الثناء، لأن المسؤول الذي لا يعبأ بأمن مواطنيه، ولا يجتهد لحمايتهم من المخاطر لا يستحق أن يبقى في وظيفته ثانية واحدة.
* حركة (تناكر) الغاز والوقود ينبغي أن تقيد حتى في ساعات الليل، مع ضرورة مراجعة إجراءات الأمن والسلامة المفروضة على المخابز ومحطات الخدمة، والتأكد من الالتزام الصارم بالشروط الموضوعة من قبل الدفاع المدني، مع إخضاع تلك المركبات المفخخة لتفتيش دوري، يحدد مدى صلاحيتها لنقل حمولتها الخطرة.
* التحية للحبيب مجدي عبد العزيز، ونرجو أن يحفز فعله الجميل أقرانه ليحذوا حذوه، ويتخذوا منه هادياً لتقليص المخاطر التي يتعرض لها الآمنون، بسبب تلك المركبات الخطيرة.