صلاح حبيب

المشهد في الشرق الأوسط مخيف!!


المشهد في الشرق الأوسط يثير الشفقة والرحمة على شعوب تلك المنطقة جراء عمليات القصف التي تشهدها سوريا وما يدور فيها من دمار وخراب وتنكيل بالبسطاء من أبناء الشعب السوري، فالذي يجري في “حلب” من إبادة للمواطنين وتهجيرهم نتعجب ماذا سيحكم رئيس تلك الدولة وهو يبطش بالمواطنين بالقاذفات والراجمات والصواريخ، ما الذي فعله أولئك المواطنون وهم عزل في مواجهة تلك الآلة الحربية الباطشة.
ما ذنب الأطفال والنساء والعجزة ليواجهوا تلك القذائف وهم نيام أو في الأسواق، والحال لم يكن على سوريا، ولكن نفس الحال في العراق التي لم تهدأ منذ أن رحل نظام “صدام حسين”، فظلت “بغداد” طوال تلك الفترة في حالة حرب وعدم استقرار، وكذا الحال في اليمن التي لم تصبح سعيدة كما كان يطلق عليها، فأبناء اليمن خربوا بيوتهم بأيديهم، وظلت النيران مشتعلة في أغلب مدنها صراع في صراع بين القبائل المختلفة، فهجر الأهالي قراهم ومدنهم وأصبحوا هائمين في البيداء.
ما نراه الآن في الشرق الأوسط لم نره في أوروبا، لم تشهد آلة حربية تدك مساكن المواطنين ولم نجد مواطناً مشرداً في الشارع، ولم تمتد يد الدولة لبطش مواطنيها، على الرغم أن ديننا الحنيف يحثنا على المعاملة الطيبة والرفق بالحيوان قبل الإنسان، ولكن للأسف لا يوجد رفق بالإنسان في عالمنا العربي، فالمصاحف في الأيادي وفي المساكن وفي المساجد وكل الآيات تطلب الرفق بالإنسان وتحثنا بعدم قتل بعضنا البعض، ولكن كل شيء حذرنا منه القرآن نقترفه بأيدينا نقتل ونسرق ونفعل كل شيء قبيح، بينما نجد الرفق والعطف من جانب الدولة التي لم تعتنق الإسلام ولم تعمل بتعاليمه، ندهم رحماء بينهم، بل تمتد أياديهم إلى دول الإسلام تقدم المعونات من مأكل ومشرب وملبس، تردنا منهم الآن آلاف الأطنان من الإغاثات، بينما المسلمون يحرمون منها البسطاء والفقراء والمساكين، ويبيعونها من أجل المال والثراء الفاحش، والدولة تنظر إلى أولئك اللصوص ولا تقدم أحداً إلى محاكم عادلة ليكونوا عظة وعبرة، وغيرهم من آكلي أموال الناس بالباطل.
في بريطانيا إذا مات أحد بسبب الجوع يقدم المسؤول إلى محاكمة عادلة، ونحن ديننا يوصينا بالجار وتفقده وإطعامه.
إن منطقة الشرق الأوسط ملتهبة والسبب حكامها الذين لا يراعون حال رعاياهم، نشهد يومياً عبر الفضائيات الطائرات تحصد المواطنين في سوريا في أبشع صورة، وكذلك في العراق وفي اليمن، ولا توجد دولة واحدة تعيش في أمن واستقرار مما دفع بالملايين لهجر بلدانهم طالبين الأمن والاستقرار في بلاد الكفر بدلاً عن بلاد المسلمين التي يفترض أن يكون فيها الأمن والاستقرار.