محمد عبد الماجد

حسن إسماعيل «أ» وحسن إسماعيل «ب»


«1» > عندما انظر لحال الأستاذ حسن إسماعيل «الكاتب» السابق، والسيد حسن إسماعيل «الوزير» الحالي بديوان الحكم الاتحادي بولاية الخرطوم، وأحدث مقارنة بين الأول والثاني، أجد فروقات عريضة وكبيرة بين الشخصين «الأول والثاني»، رغم انهما شخصيتان لشخصية واحدة. > اقول في نفسي هل يمكن ان يتغير «الصحافي» بهذا الشكل ان اصبح «مسؤولاً»؟ > هل تسقط «المسؤولية» المطالبة بالحريات والديمقراطية والحوار؟… أم ان الصحافيين «كائنات» جميلة ونضيرة فقط على «أعمدتهم» الصحفية وكتابتهم «النضالية» الكبيرة.. لذلك هم يحرصون على أن يضعوا على ترويسة اعمدتهم «صوراً» قديمة لهم، تظهر اكثر «حيوية». > لماذا لا يصدر رقمان وطنيان لشخصية واحدة في مثل هذه الحالة التى يجسدها حسن إسماعيل الآن؟ > عندما تتعدد الوجوه يجب أن تتعدد الأوارق الثبوتية لوجه واحد حتى لا يحدث لنا هذا الخلط. > فإن «التشابه» هنا يوقع في المهالك. > أعرف أن الذي يكون في «البر» يكون «عواماً».. لكنى لم اكن اعرف ان الذي يدخل للبحر ينسى حتى ابجديات «السير» على اليابسة.
«2»
> علينا أن نضع حسن إسماعيل «المعارض» السابق في قائمة تحت عنوان حسن إسماعيل «أ»، ونضع حسن إسماعيل «المشارك» في قائمة أخرى تحت عنوان حسن إسماعيل «ب». > إن فعلت ذلك سوف تخرج بفروقات عظيمة، فأنت بذلك كأنك تقارن بين ياسر عرمان وحامد ممتاز. > أو كأنك تقارن بين «ميسي» لاعب برشلونة الأسباني ولاعب المريخ الحالي محمد عبد المنعم عنكبة. > حسن إسماعيل السابق أذكر له سياط كلماته الحارقة في ظهر السيد الصادق المهدي، فقط لأن ابنه يشارك في الحكومة ويشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية. > حسن إسماعيل كان يرى ذلك تناقضاً ان يكون الأب معارضاً والابن مشاركاً ـ في الوقت الذي حملت لنا فيه سيرة الأولين الاختلاف بين سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام وابنه، وسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ووالده. > من كان ينتقد رئيس حزب الأمة المعارض على مشاركة ابنه في الحكومة يشارك الآن في الحكومة ليتناقض مع كل الذي كان ينادي به في السابق.
«3»
> أمس الأول شاهدت جزءاً من مخاطبة حسن إسماعيل لتجمع جماهيري كبير بجبل اولياء فى مخاطبة سياسية عن «الحوار الوطني» بثها تلفزيون السودان وتلفزيون ولاية الخرطوم. > حسن إسماعيل الضليع في «الخطب الجماهيرية» والماهر والباهر فيها باعتباره «كادراً خطابياً» سابقاً ومازال، كان يتحدث بالصدق والقوة نفسها التى كان يتحدث بها في خطاباته التى كان يخاطب عبرها تجمعات المعارضة السودانية. > لا يمكن أن أستوعب أن يكون حسن إسماعيل «صادقاً» في الأمس ، وهو «صادق» اليوم.. الصدق لا يوزع بالبطاقة التمونية. > وهو لا ينتقل مع صاحبه أينما انتقل. > ينسى حسن إسماعيل أن خطابه «الطلابي» هذا الذي يمارسه الآن وهو «مسؤول» لا يتناسب مع حجم المنصب، ولا يتوافق مع مسؤوليته. > الخطابات القوية والكلمات الرنانة يمكن ان يقبلها الناس من المعارضين باعتبارهم لا يملكون غيرها. > لكن الذين يشغلون مناصب دستورية ويتحدثون من منصة «المسؤولية» لا تقبل منهم «الكلمات» هؤلاء ينظر الى «اعمالهم» وليس «اقوالهم». > على حسن إسماعيل أن يرتفع للمرحلة، فقد ولى زمن «هذا قولي»، ونحن ننتظر منه وهو مسؤول أن يكون رده عبر «هذا عملي». > اترك «القول» الآن لكمال عمر ومبارك الفاضل فهما في المرحلة الانتقالية التى تسبق مرحلتك التى أنت فيها الآن.
«4»
> أكثر ما استفزني في خطاب حسن إسماعيل أمس الأول هو سخريته من «قتل الطلاب» وحديثه عن أن «نعش» الطالب القتيل لن يسقط الحكومة ولم يجلب «ثورة» وهو يخاطب من وراء حجاب قوى المعارضة السودانية. > حسن إسماعيل الذي يتهكم على المعارضة في ذلك الأمر هو نفسه الذي كان يجوب العاصمة القومية من «بري» وحتى «الثورات»، مروراً بعلائل «أبو روف» في أحداث سبتمبر 2013م ليحدثهم بلغة فضافضة ومؤثرة عن شهداء سبتمبر. > تسجيلات وخطابات حسن إسماعيل مازلت موجودة على «اليوتيوب» والمواقع الالكترنية، فهل عاد لها حسن إسماعيل حتى لا يوسع الفارق بين حسن إسماعيل وحسن إسماعيل. «5» > سيد حسن إسماعيل «ب» يمكن لمحمد عبد المنعم عنكبة أن يكون «مشجعاً» جيداً لفريق برشلونة الأسباني. > لكن بأية حال من الأحوال لن يكون محمد عبد المنعم عنكبة «لاعباً» جيداً في صفوف الفريق الكاتلوني. > الانتقال من «المدرجات» إلى «الملعب» لا ينتج «لاعباً جيداً». > ومن ثم فإن «الفضفضة» والكلام الكبار مكانه «المدرجات» وليس «الملعب» سيد حسن إسماعيل «أ».