أبشر الماحي الصائم

للصحراء ورجال المرور


توطئة.. دعوني أولا أشاطر صديقنا الشرطي الضخم اللواء عابدين الطاهر.. أشاطره الأسى والأسف الشديد وهو يوضع في هذا الموقف المحرج جداً.!!. فعلى الأقل في هذه الحالة أصلح إلى أن أكون (شاهد بيان) بعامل عضويتي في القروب، الحوار الشامل، محل التأويل والتسويق..!!.. بحيث أن الحديث الذي عم القرى والحضر قد أخرج عن سياقه الخاص تماما.. ذلك من حالة كونه مشاركة تفاعلية كتبت على حين حالة خاصة ﻻ تصلح لمخاطبة العامة!!.. ولو أن سعادة اللواء أراد الخروج لمخاطبة العامة لأعد له عدته وهو يومئذ رب السيف والقلم!! على أية حال يمكن للجميع الاستفادة من هذه الحالة.. بأن لا خصوصية بعد اليوم.. فحديث التناجي بين اثنين على هذه الأسافير يمكن توظيفه وإخراجه عن نجواه وسياقه ليكون مطية يعبر منها وبها آخرون إلى محيطات الدنيا.. وإلى إصابة هدف سياسي لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس!!
* ذهبت في مقال الأمس الذي جاء تحت عنوان (لله والصحراء).. المقال الذي استوقد جذوة مشعله من مقولة ذلك الكاتب الأمريكي مخاطباً الإخوة الجنوبيين بين يدي ممارسة الاستفتاء بقوله (أتركوا الشمال لله والصحراء)!!.. ذهبت أمس في عملية إعادة اكتشاف هذه المقولة وقراءتها من منظور عملي على أرض الواقع.. فمنذ أن تركت (مصفاة قري).. وأنا هنا أعيد مصفاة البترول من الجيلي إلى قري.. توطئة لعمليات إعادة وإنتاج تصحيح تاريخ مملكة العبدلاب بأكملها.. تصحيح سفر من النهر إلى البحر إلى العاصمة قري.. بحيث أن المصفاة عمليا تقع في قري!! وتلك قصة أخرى.
* المهم في الأمر، منذ أن تترك المصفاة وراء ظهرك وأنت تتجه شمالا ليس هنالك سوى (الصحراء ورجال شرطة المرور)!!.. لو أن ذلك ذلك الصحافي بين ظهرانينا ربما كان سيعيد كتابة مقولته.. وذلك على نحو تستوعب شرطة المرور.. لتصبح هكذا: (لله والصحراء وشرطة المرور)!!
* هكذا تشمخ شرطة المرور وسط تلك السهول والوديان كما جبال جاري وقري، وهي تمارس عملها بحرفية وجسارة وسط بيئة قاسية جدا، وبدلا من أن نقلدها أوسمة الصمود والعمل المرهق الطويل الممتاز.. غالباً ما يكون شعورنا ونظرتنا خصما عليها.!!. فعلى الأقل، بعض مرتادي الطريق ليس لهم عدو سوى (الصحراء ورجال المرور)!!.. ويفترض أن خيال قيمنا في هذه الحالة يدرك حجم الحوادث المهولة التي لم تحدث!! ذلك من بعد فضل الله سبحانه وتعالى ثم جهود شرطة المرور.. التي لا تعرف النوم والسنة وسط عمليات تخط وإهمال، وربما حالات نوم في هذا الطريق القومي الطويل!!
* حتى ليمكننا إضافة عامل الصحراء إلى المناطق والظروف القاسية التي تعمل تحت وطأتها الشرطة، البرد القارس والصيف اللافح والسموم والصحراء… غير أن الذي هو أقسى من ذلك كله يتمثل في عدم الإنصاف وشح النفس والمكافآت التي نمارسها أحياناً على غير وعي … وليس هذا كل ما هناك.